تمكن النادي الأهلي من قهر الطقس الثلجي والظروف المعاكسة وسرعة وقوة المنافس الياباني هيروشيما، وفاز عليه بهدفين مقابل هدف واحد، ليصعد بطل مصر وأفريقيا إلى المربع الذهبي للمرة الثانية في تاريخه بمونديال العالم للأندية، محققا فوزه الثالث عبر تاريخ مشاركاته في تلك البطولة، ويرفع نجمه محمد أبو تريكة رصيده التهديفي فيها إلى أربعة أهداف بعد إحرازه لهدف الفوز لفريقه. المباراة كانت قوية للغاية، ومتكافئة بشكل كبير، سيطر كل فريق على نصف شوط، بالتبادل، بدأ الأهلي مسيطرا ومتألقا في النصف الأول من الشوط الأول، قبل أن ينتزع منه فريق هيروشيما التحكم في اللقاء وكاد أن ينهي المباراة عقب إحرازه هدف التعادل واقترابه من الشباك الأهلاوية بشدة. ثم عاد الأهلي ليقدم بداية رائعة تقريبا في النصف الأول من الشوط الثاني، وبعدها انطلق الفريق الياباني بقوة لإدراك التعادل مع هجمات مرتدة للأهلي.. ومن خلال الأرقام والإحصائيات، تبرز قوة وندية المباراة من الفريقين. ** «11 تسديدة» يابانية على مرمى الأهلي، مقابل 10 للأخير.. سدد لاعبو هيروشيما الكرة 6 مرات بين القائمين والعارضة بإجمالي نسبة دقة «54.5%»، بينما سدد لاعبو الأهلي الكرة 3 مرات فقط بين القائمين والعارضة بنسبة دقة «30%».. وبالطبع فإن خبرة الأهلي ومهارة لاعبيه العالية هي ما صنعت الفارق في أن تحرز هدفين من إجمالي 3 تسديدات دقيقة، وفي المقابل يفشل المنافس في زيادة عدد أهدافه عن الرقم «واحد» من إجمالى 6 تسديدات قوية، ويبقى شريف إكرامي، حارس مرمى المارد الأحمر، وتألقه عاملا مؤثرا للغاية في نجاح فريقه بالفوز في المباراة. ** «17 خطأ» ارتكبه لاعبو الأهلي ضد منافسيهم، منها 3 قريبة للغاية من منطقة الجزاء، حصدوا 4 بطاقات صفراء بسببها، بينما ارتكب لاعبو اليابان 11 خطأ ضد لاعبي الأهلي، وتجاهل الحكم أخطاء أخرى استحقت التوقف عندها، وبدا مجاملا أحيانا لفريق الأرض والجمهور، وبينما نجح دفاع الأهلي في إسقاط هجوم المنافس في 6 حالات تسلل، إلا أن هجوم الأهلي هو الأخر وقع 5 مرات في مصيدة التسلل العكسية خاصة في الشوط الثاني. ولم يحصل الأهلي على أي ركلة ركنية مقابل 5 للمنافس، أحرز من إحداها هدفا عاكسا مدى الضغط الذي نفذه في فترات متعاقبة في اللقاء. ** إجمالا، بلغت نسبة استحواذ فريق هيروشيما على الكرة 51%، مقابل 49% للأهلي، وهو ما تبادله الفريقان طوال المباراة، لكن كانت الغلبة لصالح الفريق الياباني، الذي كان يبحث دوما عن التعادل في كل مرة يتقدم فيها الأهلي بهدف. ومرر لاعبو هيروشيما الكرة 481 بشكل صحيح مقابل 363 تمريرة صحيحة بين أقدام لاعبي الأهلي، كانت أغزر فترات الفريق الياباني التمريرية هي آخر ربع ساعة من الشوط الأول، والتي سيطر عليها تماما وكاد أن ينهي المباراة خلالها بعد تراجع حاد في مستوى لاعبي الأهلي، ومرر خلالها فريق هيروشيما «115 كرة صحيحة»، في حين تفوق الأهلي نسبيا في التمرير خلال أول ربع ساعة من كل شوط على حساب منافسه، بينما استمر في تماسكه وقوته خلال الربع ساعة الثاني من الشوط الثاني والذي مرر فيه 90 تمريرة صحيحة، وهي الفترة التي تزامنت وعقبت إحرازه لهدفه الثاني الحاسم.. وبلغ زمن اللعب الفعلي لفريق هيروشيما «31 دقيقة لعب»، مقابل «29 دقيقة لعب» لصالح الأهلي. ** صنع فريق الأهلي 6 فرص حقيقية للتهديف، مقابل 7 فرص لفريق هيروشيما، في مقارنة تؤكد مدى القوة والندية التي شهدتهما المباراة، وكان الشوط الثاني هو الأقوى والأفضل تماما «ربما فى البطولة كلها حتى الآن» بكم الفرص التي تبادلها الفريقان. وكان الأهلي قد شن 25 هجمة على مناطق هيروشيما الدفاعية، مقابل 32 هجمة للأخير.. اكتمل للأهلي 8 هجمات بنسبة نجاح بلغت «32%» مقابل 11 هجمة مكتملة للمنافس بنسبة نجاح «34%»، أيضا نسبة متقاربة للغاية رغم الزيادة النسبية لعدد هجمات المنافس.. وكانت هجمات المنافس الأغزر من عمق الهجوم «15 هجمة» ثم عبر جبهته اليمنى «10 هجمات»، بينما تقاربت نسب الهجوم للأهلي عبر كل جبهاته وإن تفوقت الجبهة اليمنى في التأثير حيث أحرز الفريق هدفين خلالها. ** السيد حمدي ومحمد ناجي «جدو»، هما أكثر من سدد على المرمى الياباني، بواقع 3 تسديدات لكل منهما، لكن كان ل«حمدي» تسديدة الهدف فقط بين القائمين والعارضة، بينما سدد «جدو» ثلاث مرات خارجهما، ثم «أبو تريكة» بتسديدتين إحداهما بين القائمين والعارضة وهو هدف الفوز. وفي المقابل كان «هيساتو ساتو» هو النجم الأبرز لفريقه إيجابا وسلبا، حيث أحرز هدف التعادل الأول قبل أن يخفق في التسجيل مرة أخرى رغم تسديده لما يقرب من 60% من تسديدات فريقه على مرمى «إكرامي». ** صنع كل من عبد الله السعيد وأحمد فتحي فرصتين للتهديف لكل منهما، لكن تألق «فتحي» بشدة لأن الفرصتين التي صنعهما نتج عنهما الهدفين «Top Assist» حيث صنع الهدف الأول لحمدي بعدما توغل تماما داخل منطقة جزاء المنافس ومررها بسلاسة إلى مهاجم الأهلي ليحرز بسهولة الهدف الأول، ثم كانت التمريرة الذكية المفاجئة من فوق رأس مدافع هيروشيما لينفرد «أبو تريكة» ويحرز الهدف الثاني. ** السيد حمدي ثم «جدو» هما أغزر لاعبي الأهلي ارتكابا للأخطاء «4 و3 على الترتيب»، بينما ارتكب «السعيد» و«فتحي» و«تريزيجيه» أخطاء قريبة للغاية من منطقة جزاء فريقهم.. وكان رأسا حربة الأهلي هما أكثر اللاعبين سقوطا في مصيدة التسلل أيضا «مرتين لكل منهما» وسقط «أبو تريكه» فيها مرة واحدة فقط، وعلى مستوى العرضيات، قدم أحمد شديد قناوي مستوى طيبا حيث كان الأغزر والأدق فيها «3 عرضيات كلها صحيحة» مقابل 3 أيضا لفتحي «2 منها صحيحة». ** غياب حسام غالي المبكر بداعي الإصابة حرم الأهلي من وجود ضغط دفاعي قوي في منتصف الملعب، وإن تجاوز الأهلي هذا الأمر بعض الشيء عبر فترات الشوط الثاني «الأفضل له»، خاصة عندما دفع الجهاز الفني بكل من «تريزيجيه» و«بركات» مع وجود «السعيد» وعودة «جدو» لتقديم أدوار دفاعية في وسط الملعب لتحجيم لاعبي المنافس ونجحوا فى ذلك بشكل كبير. وإجمالا، كان وائل جمعة هو الأغزر استخلاصا وقطعا للكرات الخطيرة وفي توقيت أكثر من ممتاز «17 كرة» ثم محمد نجيب الذي أدى أيضا مباراة جيدة جدا «12 كرة»، وظهر بعد ذلك خاصة في الشوط الثاني حسام عاشور باستخلاص وقطع 9 كرات، ثم فتحي 8 كرات، وكل من السعيد وقناوى «6 كرات».. وحتى أبو تريكة، استطاع قطع وتشتيت 4 كرات مثل وليد سليمان. ** رباعي الهجوم الأساسي كان الأغزر فقدا للكرة، وإن كان حمدي والسعيد هما الأكثر فقدا لها «5 كرات لكل منهما» ، بسبب الإصرار على المرور بشكل فردي للأول أو عدم السيطرة جيدا على الكرة للثاني، وأحيانا كان السبب هو عدم وجود عدد كاف من الزملاء للتمرير، وكان «جدو» و«سليمان» قد فقد كل منهما 3 كرات أيضا. ** أحمد شديد قناوي كان الأفضل تمريرا للكرة، بنسبة دقة 95%، ثم وليد سليمان «رغم قلة تمريراته التي بلغت 33 تمريرة فقط» بنسبة 94%، وعاشور 90%، وهو نفس حال فتحي «أغزر اللاعبين لمسا وتمريرا للكرة في المباراة 58 مرة، بدقة 90% أيضا».. ولم يحصد أي لاعب من الأهلي نسبة دقة في التمرير أقل من 80% عدا السيد حمدي «75%» وهو أمر مقبول من المهاجم.. ليصل إجمالي دقة التمرير للفريق ككل «89%».. وكان عبد الله السعيد هو أكثر لاعبي الفريق تمريرا خاطئا «8 كرات، بدقة 86%». ** شريف إكرامي، أحد أبرز نجوم المباراة إن لم يكن الأبرز، نجح في الذود عن مرماه في أغلب المرات التي وصل بها فريق هيروشيما إلى منطقة جزاء الأهلي، وتصدى «إكرامي الصغير» بنجاح إلى 5 تسديدات قوية وقريبة، وأخفق في كرة الهدف الصعبة جدا.. تعامل بنجاح كامل مع كرتين عرضيتين ولم يخفق في إبعاد أي كرة أخرى، كما خرج من مرماه 3 مرات في توقيت مناسب للغاية ليمنع أي خطورة من هجمات هيروشيما خلف لاعبي دفاع الأهلي، كما نجح في تشتيت الكرة أيضا 3 مرات بشكل مثالي.. وكانت نسبة دقة تمريراته 60%.