السعودية تفرض طوقاً أمنياً حول مكة المكرمة لمنع دخول غير الحجاج.. ولا إصابات ب«الأنفلونزا» بين المصريين

فرضت السلطات السعودية إجراءات أمنية مشددة وقواعد تنظيمية جديدة لدخول مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، استعدادًا لعمليات التصعيد التى ستبدأ صباح اليوم، وفرضت أطواقا أمنية حول مكة المكرمة ونشرت كمائن على جميع المداخل والمخارج مهمتها الأولى منع دخول السيارات القادمة من جميع أنحاء المملكة، وساعدها فى ذلك القرارات التى أعلنت عنها وزارة الحج بضرورة تواجد جميع الحجاج فى مكة المكرمة يوم 5 من ذى الحجة.
وتجمع نحو 3 ملايين حاج فى جميع أرجاء مكة المكرمة وشوارعها، وكشفت مصادر مسؤولة فى البعثة المصرية ووزارة الحج السعودية أن الإجراءات الجديدة تهدف إلى تجميع الحجاج فى مكة مع تطبيق إجراءات أمنية مشددة لمنع حدوث أى انتهاكات للقواعد المنظمة للحج أو خروج عن الشرع والدين من قبل حجاج أى دولة. كما تهدف هذه الإجراءات إلى إحكام السيطرة على كل من عرفة ومنى والسماح بتواجد الحجاج دون غيرهم فى هاتين المنطقتين.
من جانبها أعلنت وزارة الصحة السعودية أن الحالة الصحية العامة لجميع حجاج بيت الله الحرام أفضل بكثير من السنوات الماضية، وأن أعداد الحجاج الذين ترددوا على المستشفيات والعيادات الخارجية انخفض هذا العام بنسبة 54.99% عن نفس المدة من العام الماضى،
وذكرت أن نسبة الحجاج الذين ترددوا على عيادات الإسعاف، حتى أمس الأول، تراجعت بنسبة 19.6%، وأن نسبة الاحتجاز بالمستشفيات انخفضت بنسبة 15.72%، وأعلن بيان وزارة الصحة عن تجهيز مستشفى عرفة وإمداده بعدد 135 سيارة عناية مركزة للتدخل السريع فى أى حالات قد تحدث خلال وقفة عرفات وأيام التشريق.
وقالت وزارة الصحة السعودية إنها ستنقل جميع الحجاج المرضى الموجودين بالمستشفيات السعودية، الذين تسمح حالاتهم الصحية، إلى عرفات الله ليؤدوا الفريضة وأن السلطات ستوفر لهم جميع سبل الرعاية الصحية وأوضحت أنها جهزت مختبراً إقليمياً بجدة للكشف عن الفيروسات وعن حمى الوادى المتصدع وحمى الضنك والسارس وأنفلونزا الخنازير،
وأشارت إلى تجهيز المعامل بأجهزة للكشف عن أنفلونزا الخنازير المقاومة لعقار «التاميفلو»، مع تخصيص 17 ألفاً و609 عناصر طبية ما بين طبيب وممرض، ولفتت إلى وجود عدد منهم فى مستشفى وادى منى الجديد الذى أنشئ فى 11 شهراً بسعة 150 سريراً.
وأعلن أسامة العشرى، وكيل أول وزارة السياحة، المشرف العام على الحج والعمرة، أن بعثة الحج السياحى انتهت من وضع خطة تصعيد 30 ألفاً من حجاج شركات السياحة إلى عرفات، والتى تبدأ مساء اليوم «الأربعاء». وتم التنسيق مع الشركات السياحية لتنفيذ هذه الخطة بالصورة التى تتيح تقديم أفضل خدمة للحجاج . ولفت إلى مراجعة جميع الترتيبات الخاصة بتصعيد الحجاح، وتم الاتفاق على تشكيل غرفة عمليات مركزية بمقر البعثة بكل من عرفات ومنى، يتم ربطها بجميع مندوبى البعثة من خلال شبكة اتصالات لمواجهة أى موقف طارئ فى الحال.
وقال إن لجنة مشتركة من وزارة السياحة وغرفة شركات السياحة توجهت أمس إلى منطقة منى لتفقد مساكن حجاج السياحة هناك للاطلاع على التجهيزات المتفق عليها، خاصة حجاج البر الذين تم توقيع عقد مشترك مع مؤسسة الطوافة بمواصفات الخدمات المفروض تقديمها لهم فى مخيمات منى، والتى يتوجه إليها الحجاج يوم الثامن من ذى الحجة استعدادا للتصعيد لعرفات.
وأضاف أن بعثة الحج السياحى أجرت «بروفة» نهائية لخطة التصعيد أمس الثلاثاء فى ضوء الخطة التى وضعتها المملكة العربية السعودية لأول مرة هذا العام، والتى تقضى بإخلاء المدينة المنورة قبل وقفة عرفات بأربعة أيام، وعدم السماح بدخول مكة المكرمة بعد يوم 6 ذى الحجة حتى لو كان يحمل تأشيرة من داخل أو خارج المملكة، ولن يسمح بالمرور إلا لحاملى التصاريح الخاصة.
وأشار إلى تشكيل 14 لجنة فرعية بالإضافة إلى اللجنة الرئيسية لمتابعة أحوال الحجاج فى منى وعرفات وتتكون هذه اللجان من مجموعات عمل من مفتشى وزارة السياحة ذوى الخبرة الكبيرة. ولفت إلى توزيع هذه اللجان للتواجد داخل مكاتب الطوافة للتأكد من تقديم هذه المكاتب للخدمات المتفق عليها مع شركات السياحة حفاظا على حق الحجاج.
وقال العشرى إن البعثة خصصت أرقام تليفونات للمندوبين المرافقين لأتوبيسات الحجاج للاتصال الدائم بهم وإبلاغ البعثة بأى مشكلات أو تعطل أى من الأتوبيسات التى تقل الحجاج لتوفير البديل فورا، وأوضح أن العقد الموقع مع مؤسسة الطوافة يحدد الخدمات التى يتم تقديمها للحجاج فى المخيمات وتتضمن تقديم وجبات جافة ووجبات ساخنة وأن تكون المخيمات مكيفة. وأشار إلى وجود اختلافات بين الشركات وبعضها البعض طبقا لمستوى البرنامج الذى تتفق عليه الشركة مع الحاج إلا أن هناك أساسيات فى المخيمات «لن نتنازل عنها لأى سبب».
وأكد العشرى أن المنافسة قوية هذا العام بين المطوفين للتعاقد مع شركات السياحة المصرية على المواسم القادمة من خلال تقديم أفضل خدمات للحجاج، بعد نجاح نظام التفاوض الجماعى، وقال إن البعثة خصصت أربع لجان فى منطقة العزيزية والنزهة وأخرى فى مقر البعثة فى فندق الحسين لمساعدة أى حاج لديه مشكلة أو تائه لإعادته إلى مقر إقامته.
وأكد العشرى أن حالة جميع حجاج السياحة جيدة ولا توجد أى حالات مرضية ولا توجد إخطارات لدى البعثة بأى حالات خطيرة أو وبائية، وبخاصة أنفلونزا الخنازير التى تستحوذ على كثير من الاهتمام والمتابعة اليومية، وأشار إلى مرور الدكتور على المصيلحى، رئيس بعثة الحج الرسمية، على بعثات الحج المصرية الثلاث، وتفقد أماكن إقامة حجاج السياحة والتقى مسؤولى شركات السياحة.
وأوضح أن زهير جرانه، وزير السياحة، يتلقى تقريرا يوميا من البعثة حول حالة الحجاج والمشكلات التى تواجههم ومطالبهم من البعثة.
وقال عبدالعزيز حسن، وكيل وزارة السياحة، رئيس بعثة الحج السياحى، إن غرفة عمليات البعثة التى تعمل على مدار الساعة انتهت من وضع خطة التصعيد النهائية للحجاج إلى عرفات، وتم التنسيق مع الشركات لضمان نجاح عمليات التفويج، إلى جانب إعداد قائمة بيانات لجميع المندوبين الذين سيرافقون الحجاج خلال التصعيد، وطريقة الاتصال بهم لتسهيل عملية التدخل فى حل أى مشكلة قد تواجه الحجاج أثناء التصعيد.