اتفقت مصر وإسبانيا على تقديم الحكومة الإسبانية المساعدة الفنية والإدارية، لإعادة هيكلة قطاع السكك الحديدية فى مصر، كما تتولى تمويل دراستى جدوى حول إنشاء نفق جديد تحت قناة السويس لربط الوادى بسيناء فى إطار خطة الحكومة لتعمير سيناء بدءاً من شرق بورسعيد، والمساهمة فى تسيير قطار فائق السرعة لربط البحر الأحمر بالصعيد والوصول إلى مدينة الأقصر، لتسهيل عملية السياحة، وحركة نقل العمال، وإضافة بعد جديد للتنمية. جاء ذلك خلال جلسة المباحثات التى عقدت أمس، بين الدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء، ونظيره الإسبانى خوسيه ثاباتيرو، بحضور وزراء الكهرباء والنقل بالإنابة، والخارجية، والإسكان، والزراعة، والسياحة، من مصر، ووزراء الخارجية والأشغال العامة والزراعة من إسبانيا. كان الرئيس مبارك قد عقد جلسة مباحثات مع ثاباتيرو تناولت عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وآخر المستجدات فى عملية السلام فى الشرق الأوسط، والمصالحة الفلسطينية، والأوضاع فى اليمن والعراق، إلى جانب سبل دعم العلاقات الثنائية بين البلدين، وتوسيع التعاون الاقتصادى، وزيادة حجم التبادل التجارى، ودعوة رأس المال الإسبانى للاستثمار فى مصر، وإقامة مشروعات مشتركة فى قطاعات السياحة، والنقل، والسكك الحديدية، والصناعات الهندسية، وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، والملابس الجاهزة، والمواد الغذائية. وأعرب نظيف، فى المؤتمر الصحفى الذى عقده مع ثاباتيرو، عن ارتياح مصر للتطور الملحوظ فى حجم التبادل التجارى مع إسبانيا، الذى وصل العام الماضى إلى نحو 2.15 مليار يورو، منها 900 مليون يورو صادرات مصرية، فى مقدمتها الغاز الطبيعى، والباقى واردات، بزيادة 10٪ عن عام 2007. وقال نظيف إن هناك زيادة مضطردة فى حجم الاستثمارات الإسبانية فى مصر، مشيراً إلى تطلع القاهرة لزيادتها، خاصة فى ظل وجود فرص واعدة للاستثمار فى مصر، لافتاً إلى أنه تم الاتفاق على التعاون فى مجالات البنية التحتية، والطاقة، والسياحة خلال المرحلة المقبلة. وأعلن نظيف أنه تم الاتفاق خلال جلسة المباحثات على قيام الحكومة الإسبانية بتقديم المساعدة لإعادة هيكلة قطاع السكك الحديدية فى مصر، فنياً وإدارياً بما لها من خبرات متميزة فى هذا المجال، وتمويل دراستى جدوى لإنشاء نفق جديد تحت قناة السويس لربط الوادى بسيناء، وتسيير قطار فائق السرعة لربط الصعيد بالبحر الأحمر. وأكد ثاباتيرو حرص بلاده على تقوية وزيادة التعاون مع مصر على جميع الأصعدة السياسية، والاقتصادية، والتنموية. وصرح الدكتور مجدى راضى، المتحدث الرسمى باسم مجلس الوزراء، بأن الجانبين أعربا عن رغبتيهما فى زيادة عدد السائحين الإسبان إلى مصر، الذى يبلغ نحو 200 ألف سائح حالياً، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق على أهمية التكامل السياحى وليس التنافس، ونقل عن ثاباتيرو إعلانه عزم بلاده استضافة مؤتمر دولى عن السياحة فى مايو المقبل، فى إطار مبادرة الاتحاد من أجل المتوسط. وبحث أحمد أبوالغيظ، وزير الخارجية، مع نظيره الإسبانى أنجيل موراتينوس، سبل دعم العلاقات الثنائية بين البلدين.
