■ سيظل يوم 18 نوفمبر بالخرطوم هو أحد الأيام السوداء فى تاريخ الأمة العربية وفى تاريخ العلاقات المصرية العربية، أما بالنسبة لمصر والمصريين فإن التطاول والهمجية، والترويع الذى حدث لهم من جماهير الجزائر هو بمثابة القشة التى قصمت ظهر البعير، ولا يجب أن يقاس الأمر بعدد الإصابات، بل بحجم الترهيب والترويع الذى حدث لأبنائنا هناك. ■ نحن فى مصر لدينا إيمان كامل بالروابط التى تجمعنا تحت المظلة العربية، ولم تترك مصر شعباً عربياً فى أزمة، إلا ووقفت بجواره ومدت له يد المساعدة، والتاريخ شاهد على هذا، ولكن أن يتم الاعتداء على المصريين، وتنتهك حقوقهم تحت مظلة مباراة كرة قدم، فهو أمر مرفوض شكلاً وموضوعاً، ورغم ذلك فإن بعض «دراويش العروبة» يدافعون عن تلك الانتهاكات، وينحازون إلى مصالحهم الشخصية وتوجهاتهم السياسية متناسين مصريتهم. ■ نحن لسنا مع التعصب والتحريض ورفع درجة الغضب بل مع التهدئة، ونحن على ثقة كاملة بأن مصر تحت قيادة الرئيس مبارك قادرة على اتخاذ ما يلزم من قرارات لحفظ كرامة مصر والمصريين. ■ للأسف لم نتصور أبداً حجم التآمر الذى خطط له الجزائريون منذ بداية التصفيات وحتى مباراة الخرطوم، تعاملنا نحن مع هذا التآمر بمنتهى الطيبة والأخوة والمشاعر التاريخية وحسن النية، ورغم أن البعض يقول إننا أرسلنا الجمهور غير المناسب للمكان غير المناسب، فإن هذا لا ينفى أن البطل الأساسى فى ليلة 18 نوفمبر هو جمهور مصر العظيم الذى ذهب للسودان لمؤازرة أبنائه متضمناً الإخوة الأعزاء جمال مبارك وعلاء مبارك وكل رموز مصر، علماً بأن علاء مبارك وجمال مبارك لم يرحلا من السودان إلا بعد الاطمئنان على الجماهير المصرية وبعد التأكيد على توفير الحماية اللازمة لجمهور مصر هناك لضمان عودته سالماً إلى أرض الوطن. كما لا يفوتنا أن نتوجه بالشكر للإخوة السودانيين حكومة وشعباً على محاولتهم توفير كل الرعاية والحماية لنا جميعاً فى حدود المستطاع لهذه الأزمة المعقدة. ■ شكراً لزعيم مصر وقائدها الرئيس حسنى مبارك على سهره مساء الأربعاء ومتابعته لما يحدث دقيقة بدقيقة وبيانه الشديد والقوى الذى أعاد لنا الإحساس بالأمان ونحن هناك، والذى يتضمن رفضه المساس بأى مصرى هناك تحت أى مسمى. ■ أقول لجمهور الكرة الجزائرى «إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا».