طالب عشرات المحامين، أمس، بطرد السفير الجزائرى فى القاهرة عبد القادر الحجار، احتجاجا على ما اعتبروه «إهانة للشعب والجمهور المصرى» عقب المباراة بين المنتخبين المصرى والجزائرى، مستنكرين ما سموه «أعمال البلطجة والهمجية». وقاموا - فى وقفتهم الاحتجاجية أمام النقابة العامة والتى نظمتها حركة «محامون ضد الفساد» - بحرق العلم الجزائرى، ووطئه بالأقدام مرددين هتافات: «نرد الإساءة بالإساءة ونفديكى يا مصر». والنشيد الوطنى المصرى. كما رفعوا لافتات استنكروا فيها «إهانة المصريين من البلطجية الجزائريين الأمازيغ»، متوعدين بأنها «لن تمر بدون حساب». فى حين رفض عدد من المحامين المشاركة فى الوقفة الاحتجاجية، مؤكدين أنه لا يجوز النزول إلى مستوى «الهمجية الجزائرية» من خلال حرق علم الدولة. وقررت النقابة العامة للمحامين تشكيل فريق دفاع قانونى لاتخاذ الإجراءات اللازمة ضد الحكومة الجزائرية نظير ما بدر من رعاياها من «اعتداءات وحشية بربرية»، وبصفتها مسؤولة عنهم وعن تجاوزاتهم التى تمت بعلمها. وأكدت النقابة أنها سوف تدافع عن حقوق المصريين من خلال المطالبة بالتعويضات المناسبة عن «الخسائر الكبيرة» التى جرت لممتلكات جميع الشركات المصرية التى تعمل بالجزائر، فضلا عن ممتلكات المصريين الذين يتم اقتحام مساكنهم ومحالهم وشركاتهم الصغيرة، مؤكدة، فى الوقت نفسه، ضرورة صرف تعويضات لجميع المصابين الذين تعرضوا ل«الترويع» فى السودان. كما قررت النقابة دعوة فريق المنتخب والبعثة المصرية المرافقة لتكريمه من قبل نقابة المحامين «تقديرا لجهودهم وأخلاقياتهم العالية»، داعية جميع المؤسسات الحقوقية واتحاد المحامين العرب لاتخاذ الإجراءات العاجلة المناسبة تجاه الموقف «المؤسف». ومن المقرر أن تعقد النقابة مؤتمرا صحفيا «عالميا» صباح اليوم، مؤكدة أن مجلس النقابة العامة سوف يكون فى حالة انعقاد مستمر لحين تنفيذ توصيات المؤتمر. وأعلنت النقابة العامة للمحامين «إدانتها الكاملة» لأحداث العنف التى استهدفت المشجعين المصريين من مثقفين وكتاب وسياسيين وفنانين وإعلاميين ونقابيين وجمهور مصرى. وحملت النقابة المسؤولية للأطراف التى دعت جمهور الجزائريين لأن يحضروا إلى الخرطوم وهم «محملون بعوامل بغض وكراهية وعنف قد تم تغذيتها داخل نفوسهم دون أسباب حقيقية تدعوهم لذلك»، موضحة أنه لم توجد مشاكل سياسية ولا خلافات حدودية ولا جغرافية تضعنا فجأة أمام أزمة كبرى لم تصل إليها العلاقات العربية من قبل. وأعربت عن أسفها الشديد إزاء المطاردات التى جرت فى شوراع الخرطوم و«انفلات الجزائريين فى أعمال عنف واعتداءات عشوائية ومحاولات للفتك بالمصريين، مستخدمين الأسلحة البيضاء والخناجر والسيوف والصواريخ النارية». وقالت: «هذه الأحداث عبرت عن مشاعر عدائية غير مبررة لمجرد إشاعات مغرضة لتعبر عن مكنون عداء خفى وسبق إصرار وتربص وغليان وحقد على مصر، حكومة وشعبا ولاعبين وجمهوراً، قد تخطت وفاقت كل الحدود». وشددت النقابة على ضرورة «المحاسبة القانونية» لمرتكبى تلك الأحداث من خلال إجراءات قانونية جنائية ومدنية وأدبية تتحمل مسؤوليتها حكومة الجزائر فى المحافل الدولية والعربية، ويلزم اقتضاء الحقوق المصرية التى انتهكت، بالإضافة إلى انتهاك الجزائريين لكل الأعراف الأخلاقية التى ترسخها مبادئ الفيفا من الالتزام الرياضى والانضباط الأخلاقى وروح المنافسة الشريفة وجميع اللوائح المتعارف عليها قانونيا.