هدية إلى مانويل دى أولفيرا

تشرفت باختيارى فى عضوية لجنة التحكيم لمسابقة الأفلام الروائية الطويلة فى مهرجان أبوظبى السادس الذى أعلنت جوائزه مساء الجمعة، واختتم يوم السبت بعرض الأفلام الفائزة، وشرفتنى اللجنة التى رأستها الممثلة الهندية الكبيرة شابانا عزمى باختيارى لتقديم جائزة أحسن مخرج عربى، التى فاز بها فنان السينما التونسى الكبير نورى بوزيد عن أحدث أفلامه «مانموتش» وكل أفلامه، وتقديم جائزة لجنة التحكيم الخاصة التى فاز بها الفيلم البرتغالى «جيبو والظل» إخراج مانويل دى أولفيرا.
بعض لجان التحكيم تبرر كل جائزة فى كلمات قليلة، وبعضها يكتفى بإعلان الجائزة واعتبارها تبرر ذاتها، ولكن حتى من يفضلون عدم تبرير الفوز بكلمات يرون تبرير جائزة لجنة التحكيم الخاصة، وهذا ما قررته لجنة تحكيم أبوظبى السادس وكلفتنى به، ونظراً لصعوبة سفر فنان السينما العالمى الكبير مانويل دى أولفيرا، الذى بلغ من العمر مائة وأربع سنوات هذا العام، وأصبح أول مخرج فى تاريخ السينما يواصل صنع الأفلام فى هذا العمر، فقد تسلمت الجائزة الممثلة الإيطالية العالمية الكبيرة كلوديا كاردينالى التى اشتركت فى تمثيل الفيلم مع اثنين من عمالقة التمثيل فى فرنسا فى القرن العشرين، هما الممثلة جان مورو، والممثل ميشيل لونسديل.
كانت كلوديا كاردينالى قد حضرت المهرجان لتسلم اللؤلؤة السوداء التذكارية عن كل أفلامها، وهى نفس الجائزة التى فازت بها الممثلة المصرية سوسن بدر، وهى فنانة من ذات الطراز الرفيع للفنانة الإيطالية، وقام مدير المهرجان السينمائى الإماراتى على الجابرى بتسليم الجائزتين فى نفس حفل الختام.
قلت على المسرح قبل إعلان جائزة لجنة التحكيم الخاصة: «ربما هناك من يتساءل لماذا جائزة خاصة باسم لجنة التحكيم، أليست اللجنة هى التى تقرر كل الجوائز؟ ولكن الفيلم الذى فاز بجائزة اللجنة فى هذا المهرجان يبرر هذه التسمية كما لا يبررها أى فيلم آخر، لأنه فيلم خاص بكل معنى الكلمة، إن فوزه يشرّف لجنة التحكيم التى تمنحه جائزتها بقدر ما يتشرف بفوزه بها وأكثر».
«جيبو والظل» رؤية عميقة وشاملة للحياة والفن، وخلاصة تجربة ثرية لفنان عظيم، وتحية غير مسبوقة إلى فن المسرح وفن الموسيقى وفن الرسم قبل عصر الكهرباء، عن إضاءة رمبرانت فى لوحاته وغيره من عظماء الإبداع الإنسانى على مر العصور.
samirmfarid@hotmail.com