قال البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، إن بعض الآباء الكهنة والقساوسة يشككون الناس فى عقائدهم بتفسيرهم للكتاب المقدس على طريقة «خالف تعرف»، وهذا مبدأ لا يصح فى التعاليم الدينية و«عيب» على الكهنة. وهاجم البابا، خلال عظته الأسبوعية فى مقر كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس بالإسكندرية، أمس الأول، الآباء الكهنة الذين يتعاملون بأسلوب سيئ مع فقراء الأقباط ويرفضون إعطاءهم من مال الصدقات الخاص بلجنة البر ويطردونهم من الكنائس. وأضاف فى رده على شكوى أحد الأقباط من معاملة الكهنة السيئة له، أنه لن يسمح لأى أب أو كاهن أن يضرب أى قبطى أو يهينه أو يمنعه من الصدقات، مطالباً من يرفض الآباء الكهنة إعطاءه شيئا بأن يحضر إليه. تابع البابا: «على الكهنة أن يعتبروا الفقير هو السيد المسيح ومن يمنعه أو يهنه أو يضربه فكأنما منع وأهان وضرب المسيح نفسه.. فهذا الخطأ الذى يقع فيه الآباء الكهنة سيحاسبه الله عنه يوم القيامة إذا لم يتخذ إجراء.. وسيقول له لماذا تركتهم يفعلون ذلك مع الفقراء ولم تحاسبهم». وأوضح أنه من حق القبطى أن يقول رأيه فى رسامة الآباء الكهنة ووضع الشروط اللازمة لرسامتهم، مشيراً إلى أنه سيجلس معهم بعد أسبوعين للتشاور فى الشروط التى يحددونها لرسامة الكهنة، وتعهد بعدم رسامة أى شخص لا يوافق عليه الأقباط. ورداً على سؤال لسيدة ترغب فى الرهبنة وتريد موافقته قال البابا: «المهم ليس موافقتى وإنما موافقة رئيس الدير الذى ترغب السيدة فى الرهبنة به». وطلب البابا من القمص رويس مرقس، وكيله فى الإسكندرية، أن يقدم له تقريرا خلال الزيارة المقبلة عن معاش زوجات الكهنة والقساوسة للبحث فى رفعه، رداً على شكاوى من بعض زوجات الكهنة فى هذا الشأن، رافضاً قيام بعض الأزواج بإفشاء الأسرار الزوجية لآبائهم وأمهاتهم وأخواتهم. ورفض البابا أسلوب الكهنة فى أخذ الاعتراف من المخطئين فى الكنائس عن طريق استخدام القسوة والضغط عليهم، لافتاً إلى أن هذا الأسلوب لا يصح، ويكفى أن المخطئ اعترف بالخطأ أمام الكهنة بنفسه، خاصة أن بعض الكهنة والآباء «يعصرونهم» لأخذ اعترافاتهم. وكان البابا أقام قبل بدء العظة طقوس تطييب رفات القديس مار مرقس الرسول، وهنأ الأقباط بعيد القديس ووزع عليهم أجزاء من الطيب.