مشاكلنا فى الحياة كثيرة، ومشاكلنا فى كرة القدم كثيرة أيضاً، ولكن يوجد تشابه كبير بين أكبر هذه المشاكل سواء فى الحياة أو فى الكرة، وهو غياب العدل، لن نقول الفساد، ولكن دعنا نتكلم عن العدل، وبما أننا نكتب فى صفحة الرياضة فيجب ألا نفيض فى الكلام عن غياب العدالة فى حياتنا اليومية، خاصة أننا إذا تحدثنا عنها، فنحن نحتاج على الأقل عشرة أعداد من جريدة «المصرى اليوم» لنذكر فيها أمثلة عن غياب العدل فى حياة المصريين الآن، ولكن دعنا نتحدث عن غياب العدالة فى كرة القدم، سواء داخل المستطيل الأخضر أو خارجه.. للأسف الشديد غياب الروح الرياضية وعدم القبول بالهزيمة أصبحا من السمات السائدة فى جميع رياضيى كرة القدم، لا تنتهى مباراة بهزيمة فريق إلا ويخرج اللاعبون أو الجهاز الفنى أو الجماهير عن شعورهم ورجم الحكام بأنهم وراء الهزيمة، وربما تحدث أحداث لا نرضى عنها ولا تتفق مع عاداتنا وتقاليدنا وأخلاقنا التى تربينا عليها، وللأسف فى لحظة غضب تحدث أحداث مؤسفة تؤذى الجميع، «وللأسف عشت أنا نفسى هذه اللحظة فى يوم من الأيام وأندم عليها حتى الآن»، ولكن بعد كل هذه الأحداث شبه اليومية، التى تتكرر فى كل مباراة، يجب أن نقف ونفكر.. هل فعلاً اللاعبون والجهاز والجماهير دائماً على خطأ أم هم فقط لا يحسنون التعبير عن سخطهم وعن عدم تقبلهم الظلم؟! من المؤكد أن كل هؤلاء ليسوا دائماً على باطل، ومن المؤكد أيضاً أن معظم حكامنا ليسوا فى المستوى المناسب لإدارة الكثير من المباريات، وأن بعضهم يُحكّم مجاملة، وبعضهم يُحكّم لقلة الأعداد المتوفرة لإدارة المباريات فى جميع الدرجات المختلفة، وهذه مشكلة كبيرة يضاف إليها غياب الروح الرياضية والأخلاق عند الكثير من أنصاف اللاعبين، فنحن فى مصر ليس لدينا لاعبون سوى عدد قليل يعدون على أصابع اليد، والباقون «كمالة عدد»، وللأسف تدليل الأندية لهم جعلهم يظنون أنهم لاعبون. بإذن الله يمر يوم 14 نوفمبر على خير وتفوز مصر على الجزائر ونتأهل إلى بطولة كأس العالم ونحقق آمال الشعب المصرى كله، ولأن الفرحة تنسى الهموم ولو لفترة، فشعبنا المقهور محتاج إلى هذه الفرحة للحظة. رجاء لاتحاد مغارة على بابا.. اهتموا بالحكام، ارفعوا من شأنهم، أكثروا من الدورات التدريبية، حسنوا من مستواهم المادى، حتى يُقبل من يُحجم عن هذه المهمة الصعبة، التى دائماً تنتهى بالسباب والشتائم وربما أكثر من ذلك.. بلا شك إن رئيس لجنة الحكام الحالى رجل نزيه بعيد كل البعد عن أن يكون فى صف فريق أمام فريق آخر، استطاع تحجيم بعض أفراد الجبلاية الذين كانوا يزعمون أنهم قادرون على تعيين حَكم بعينه أو على تغيير كتابة تقرير أو غيره. نريد العدل فى كرة القدم، ولندعُ الله بعد ذلك أن يأتى العدل فى باقى أمور حياتنا، وأنا متأكد أن هذا العدل لن يراه جيلى ولكن أتمنى أن يراه أحفادى وربما أولادى. دعاؤنا وصلاتنا لفريقنا القومى يوم 14 نوفمبر، وليصبح عيداً «قومياً» يُفرّح الجميع، وليس مثل العديد من الأعياد الأخرى التى أصبحت فقط عطلات بلا فرحة. ونلتقى الأسبوع المقبل على خير بإذن الله