شهدت مدينة «بنى وليد»، التى تبعد عن العاصمة طرابلس 180 كم جنوبا، اشتباكات عنيفة، الأربعاء، عقب قيام قوات الحكومة الليبية بتنفيذ قرار «المؤتمر الوطنى الليبى العام» ودخول المدينة وإلقاء القبض على المطلوبين بها، إلا أن الموقف تطورمع تراجع قوات درع ليبيا، «لواء الغربية»، التابع لرئاسة الأركان الليبية، من داخل المدينة خلال الساعات الماضية. وقالت مصادر عسكرية أن «الأوضاع صعبة للغاية فى المنطقة بسبب وقوع اشتباكات بين قوات الحكومة، وعناصر مسلحة خارجة عن القانون على مشارف المدينة، وقد تراجعت قوات الحكومة بسبب الخوف على سكان المدينة». كانت اشتباكات عنيفة قد وقعت بين قوات الحكومة الليبية المتمركزة، هناك مع مجموعات مسلحة مكونة من عشرات الأشخاص، عقب رصد رتل عسكرى، مكون من 20 سيارة محملة بالأسلحة والذخائر المتنوعة مكونة من مختلف العيارات. وقد انطلق من داخل مدينة «مزدة» الليبية باتجاه «بني وليد» لدعم المجموعات المسلحة بها، وقامت القوات الحكومية بمحاصرة تلك القوات ووقعت أثناء ذلك اشتباكات استخدمت فيها راجمات الصواريخ الحرارية، واتخذ المسلحون طريقين للهروب باتجاه «بني وليد» ومدينة «مزدة»، مشيرا إلى أن القوات الحكومية تقوم بتمشيط المنطقة فى طريق مزدة والشقيقة. كانت القوات الحكومية قد أعلنت قيامها بعملية تحرير مدينة «بنى وليد»، فى وقت سابق من اليوم، وطلبت رئاسة الأركان من قواتها التى تحاصرالمدينة بحسم الأمر لتطبيق القرار رقم «7» للمؤتمر الوطنى لتمكين اللجنة الأمنية العليا، من تنفيذ مهامها بضبط الأمن وإلقاء القبض على المطلوبين للعدالة وفقا لقرار البرلمان الليبى، وتم نقل جريحين إلى مدينة «مصراته» بينما أعلنت «بنى وليد» مقتل أحد سكان المدينة بسبب قصف المدينة من الخارج. وفى سياق متصل، أكدت السلطات الليبية أن الحكومة الألمانية ستقوم بدعم وتأمين مخازن الذخيرة الليبية، والتى تناثرت بداخل مدينة «مصراتة». وأضافت السلطات أن «ألمانيا ستقوم بدعم إزالة وتأمين مخازن الذخيرة التى تم تدميرها فى المدينة الليبية، وستقوم منظمة المعاقين الدولية بتطهير مخبأ سابق لتخزين الأسلحة والذخيرة من بقايا الذخائر وتأمينها، من خلال المشروع الذى تموله وزارة الخارجية الألمانية ب 660 ألف يورو، والذى يهدف إلى إستخدام فرقتين للازالة عالية الكفاءة على مدى فترة عمل تمتد إلى شهور عديدة، وإعادة مخزن الذخيرة إلى حالة فنية سليمة». جدير بالذكر أن مخازن ليبية عديدة للأسلحة تم تدميرها خلال حرب التحرير والمعارك، التى وقعت ب«مصراتة» بين كتائب النظام السابق، والثوار الليبيين، ووجود كميات كبيرة من الأسلحة والمواد المتفجرة المتناثرة من أعيرة نارية «صواريخ وألغام» داخل وحول تلك المخازن بالإضافة إلى الأخطار الناجمة عن عمليات النهب والتلاعب بالذخيرة.