كان وصفى التل رئيسا لوزراء الأردن لثلاث مرات، واسمه كاملا وصفى مصطفى وهبى صالح المصطفى التل، وهو ابن شاعرالأردن المعروف مصطفى وهبى المعروف باسم عرار، وهو مولود فى عام 1919م فى كردستان العراق، أنهى أبوه دراسته فى مدرسة عنبر فى دمشق والتحق بقطاع التعليم فى العراق، وهناك تعرف بأمه، بعد ولادة وصفى التل عاد أبوه إلى الأردن ليدرس فى مدارسه، قضى وصفى بعض طفولته فى شمال العراق ليعود إلى مدينة والده إربد بعد بلوغه السادسة من العمر، وظل يتنقل مع والده فى ترحاله وتدريسه وتقلده مناصب حقوقية فى إربد والشوبك بلواء معان. أنهى وصفى دراسته الثانوية من مدرسة السلط الثانوية فى العام 1937م ليلتحق بكلية العلوم الطبيعية فى جامعة بيروت العربية مع رفيقيه خليل السالم وحمد الفرحان، وتأثر فى أفكاره السياسية بحركة القوميين العرب، التى كانت على خلاف مع حركة القوميين السوريين. التحق وصفى بالعمل الحكومى ودرس فى عدد من مدارس الكرك وغيرها، ثم انضم إلى الجيش البريطانى ثم سرح من الخدمة، ثم التحق بجيش الجهاد المقدس بقيادة فوزى القاوقجى، وحارب فى حرب فلسطين فى 1948م. واستقر بعدها فى القدس ليعمل فى المركز العربى الذى كان يديره موسى العلمى. التحق وصفى بوظيفة مأمور ضرائب فى مأمورية ضريبة الدخل وموظف فى مديرية التوجيه الوطنى التى كانت مسؤولة عن الإعلام آنذاك مطلع الخمسينيات. وفى عام 1955م أصبح وصفى مديرا للتوجيه الوطنى، كما عمل سفيرا للأردن فى بون، حتى عام 1961م، وكانت أولى الحكومات التى شكلها فى 28 يناير 1962، وكانت حكومته الثانية فى 1965 فيما شكل حكومته الثالثة فى 1970 وعلى أثر مذابح «أيلول الأسود» رأى الفلسطينيون ضرورة إعادة الهيبة للثورة الفلسطينية من ناحية ومعاقبة المسؤولين عن المذبحة 74. أما عن أسباب اغتيال وصفى التل فإن حركة فتح لم تثق يوما فى وصفى التل، فقد كان معروفا بشراسته التى لا تعرف الرحمة، وكان أيضا ذا مهارة وحنكة، ولعب دورا خطيرا فى استدراج الفدائيين لمنطقتى (جرش وعجلون)، حيث جرت المذبحة وقرر نفر من الفلسطينيين تصفية وصفى التل وفى مثل هذا اليوم (28نوفمبر 1971)، وأثناء مشاركته فى اجتماع مجلس دفاع الجامعة العربية بالقاهرة تم اغتياله على يد عزت أحمد رباح، منذر خليفة، زياد الحلو، جواد البغدادى حيث تقدم عزت رباح من وصفى التل وهو يتجول فى ردهة شيراتون القاهرة وأفرغ مسدسه فى جسد التل وسط ذهول الحاضرين، واعتقل الأمن المصرى الشباب المنفذين، وحقق معهم فى الوقت الذى أعلنت فيه أيلول الأسود عن مسؤوليتها عن العملية.