كان فيلسوف الدراما العربية الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة من أوائل من كشفوا وتنبأوا- وربما من حرضوا بتزاوج الثروة بالسلطة، وذلك على امتداد ملحمته ليالى الحلمية فى منتصف الثمانينيات من القرن الماضى! وقتها كان من يريد أن يصل للمليون جنيه عليه أن يقطع رحلة شاقة ومستحيلة تسمى- رحلة المليون- وأول من قطع تلك الرحلة هو الفنان محمد صبحى أو سمبل فى المسلسل الشهير الذى ألفه الكاتب أحمد عوض.. أما فى مسلسل «ليالى الحلمية»- وهو خمسة أجزاء- واستمر من بعد منتصف الثمانينيات حتى بعد منتصف التسعينيات فظل رجل الأعمال والباشا سليم البدرى يعمل ويكد لأكثر من نصف قرن، وقال عنه أعداؤه قبل أصدقائه- لو مسك التراب بإيديه يعمل منه دهب.. وأكمل ابنه على البدرى نفس المسيرة، ومع كل هذه السنين ظل البدرى- يلعب- فقط فى عدة ملايين من الجنيهات وانتهى المسلسل وخيال الكاتب الكبير عند هذا الحد!! وما إن انتهى المسلسل حتى بدأ مسلسل حقيقى يفوقه فى الخيال، مع ظهور بعض ممن يسمون أنفسهم رجال أعمال، وهؤلاء تكاثرت ثرواتهم بشكل غريب خارج نطاق النظريات والمتواليات الحسابية والهندسية ويفوق خيال أى كاتب!! فبعد أن كان الخيال يفوق الحقيقة بمراحل أصبحت الحقيقة فى تزاوج الثروة بالسلطة تفوق الخيال بمراحل أكثر وأكثر، مع أن منهم من يصنع من التراب حديداً وليس ذهباً! والآن ماذا لو أراد الكاتب الكبير أن يكمل ملحمته التى انتهت أحداثها بعد منتصف التسعينيات حتى يصل بأحداثها لهذه الأيام؟.. وهل يستطيع خياله أن يرصد تلك التحولات الرهيبة التى حدثت فى عقد واحد من الزمان، وهو الذى رصد تحولات عقود طويلة؟! هشام رفعت صالح الشرقاوى الشرقية- فاقوس- الدميين [email protected]