وجدت نفسى أكتب مرة أخرى عن تداعيات كرة القدم، بعد أن كنت اتخذت قراراً بالتهدئة ليس حباً فى الجزائر، ولكن عشقاً وولاء للشعب المصرى، حيث بدأت أقلق على صحته وعلى شرايين قلبه التى تضخ دماً وصل إلى درجة الغليان نتيجة إعلام «برامج الردح وألفاظ ارقصى يا خضرة» على الشاشات المصرية، خاصة أن تغيير شريان القلب فى المستشفيات الخاصة وصل إلى أسعار فلكية تحت شعار البهدلة الصحية لكل مواطن فى القطاعين العام والخاص، ويجب أن نعود إلى البسمة والنكتة وأن تشترط وزارة الداخلية أن تكون الصورة على بطاقة الرقم القومى عند تجديدها ضاحكة وبصوت عال وإلا غرامة ومحضر اكتئاب. لقد فاجأتنى المهندسة مها البدرى بسؤال: ماذا لو كنت رئيساً لاتحاد كرة القدم فى هذه المواقف، حيث اشتهر عنك اتخاذ قرارات حاسمة فى الاسكواش من قبل؟ وانتابتنى نشوة الطاووس وكبريائه، وقلت كنت سأبادر فوراً بتقديم اعتذار بشخصى وبصفتى إلى الفيفا وإلى الاتحاد الجزائرى عما أصاب فريقهم من الطوبة الملقاة على سيارتهم فى طريقهم من مطار القاهرة للفندق قبل مباراة 14 نوفمبر، لأن الإنكار هو استناد على غير الحقيقة ومن يقل غير الحقيقة لا يحظ بالاحترام الدولى حتى لو جاء بعد ذلك ليقول الحقيقة، المجتمع الدولى لا يريد أن يسمع الحقيقة ممن سبق وأنكرها فى مواقف سابقة «طبعاً فاهمة يا مها قصدى إيه»، وكنت قلت فى اعتذارى إنه تم القبض على هذا الشاب المتهور ويجرى التحقيق معه بمعرفة البوليس المصرى وأذيل الاعتذار بتعهدنا بألا يتكرر ذلك وهو التعهد الذى أرغم الفيفا مصر على كتابته لاحقاً، خاصة أن إلقاء طوبة أمر وارد فسبق إلقاء حذاء فى وجه الرئيس الأمريكى السابق، ونجح فى أن يتفاداه أكثر من مرة بمهارته فى سرعة رد الفعل، واستكملت إجابتى على السؤال وقلت.. وكنت لا يمكن أن أقع فى هذا الموقف عندما رفض رئيس الاتحاد الجزائرى رد المصافحة لرئيس الاتحاد المصرى وأدار وجهه وانصرف عنه تاركاً له الخجل، أين الفراسة الرياضية أن تقرأ عينى خصمك قبل أن تصافح، وأخيراً قلت لو كنت رئيساً لاتحاد كرة القدم ما كنت سمحت أو قبلت أن يكتب اسم مصر على بدل التدريب للفريق يبدأ بواو صغيرة مقلوبة e وليس بحرف E «كابيتال»، نحن البلد الوحيد فى العالم الذى لعب اتحاد الكرة المصرى فى اسم مصر. وعندما استطردت أقول لنفسى يجب أن نطوى صفحات هذا اليوم الحزين 18 نوفمبر وألا نعلق آمالاً كبيرة على مقابلات الفيفا حتى لا نصاب بجولة جديدة من الإحباط.لكنى أقول إن لحظة هدف الكرة برأس متعب يوم 14 نوفمبر أطلقت صيحات جميع الشعب المصرى فى ثانية واحدة داخل مصر وخارجها.. الجميع قفز من مكانه فرحاً مطلقاً حناجره بالصراخ والسعادة، رأس متعب يجب أن يضاف إلى رؤوس مصر الشهيرة على مدى التاريخ، ولذلك أقترح أن نضع «رأس متعب» على الخريطة المصرية بجوار رأس البر ورأس التين ورأس سدر وكلها رؤوس وطنية تحكى تاريخ مصر الذى هزم أكبر رأس أجنبى وهو رأس الرجاء الصالح، وذلك ببناء قناة السويس.