أود أن أضيف فائدة جمة للإعلام بالإضافة لكونه سلطة رابعة تقوم بتعريف الناس بما يحدث حولها من أحداث وفساد وسياسة وهى كونه المؤثر الأول فى تحديد الهوية وتغيير الثقافة. فنظرتى لابن البلد الجدع الشهم الذى ينصر الضعيف كانت من الأفلام العربية القديمة التى أصرت فى كل مواقفها على أن تجعل الشاب والرجل المصرى يهب للنجدة ويقف وقفة واحدة أمام أى ظلم!! ثم بدأت أفلام الانتقام الجبار التى دارت حولها حقبة من الزمان يقوم فيها الشاب بالانتقام لنفسه من الظلم وأصبح البطل يبطش، ومع ذلك نتعاطف معه، وتم تحجيم دور الفرد وشعرت بالإحباط وبأن القانون لن يجعلنى أنال حقى.. ثم بدأت الأفلام التى تدور حول قهر الإنسان المصرى، وينتهى الفيلم وأنت فى قمة الغضب، لأنك لم تحصل على العدالة.. شعرت بأن المصرى مقهور مغلوب على أمره، وأن مراكز القوى والواسطة والمحسوبية هى ما تقف بجوارى.. لم أعد أرى بنت البلد الشهمة وابن البلد الذى يهب لنجدتى، بل وجدت الفتاة اللعوب والشاب الطائش!! تلك الصور الدرامية المؤثرة نزعت منى الهوية المصرية، وجعلت الكثير من جيلى يطلب من أولاده اللجوء إلى العنف كنوع من رد الفعل الطبيعى للشعور بالقهر والتأكيد عليه بالإعلام!! أرجو من حكومتنا أن تنشئ لجنة إعلامية على مستوى رفيع لتحديد هوية مصرية من جديد، والتأكيد على قيمها وأخلاقها فى كل وسائل الإعلام من مسلسلات وأفلام وكارتون، وأن نعيد لأنفسنا نظرة الشاب المصرى صاحب المبدأ والخلق الرفيع ونزيد من ثقة الشعب فى حصوله على حقه بالقانون وبالتالى نعيد لأنفسنا الثقافة المصرية القديمة والأخلاق التى اعتدنا عليها. مهندسة كوهينور عثمان