زمان فى طفولتنا البائسة.. البريئة.. اللذيذة الهادئة كنا قبل قدوم العيد سواء كان عيد الفطر أو عيد الأضحى.. نخرج فى الشوارع خاصة ليلة الوقفة وهى ليلة العيد ونجرى فى الشارع ونردد.. بكرة العيد ونعيد.. وندبحك يا شيخ سيد! وها أنا قد جاوزت الخمسين من العمر ومازالت أتذكر هذا الهتاف الجميل.. الدموى فى نفس الوقت.. وأنا أفهم أن بكره العيد ونعيد هذا أمر طبيعى.. ومفهوم ولكن الشىء الذى ظللت أبحث عنه ولا أفهمه طوال هذه السنين وحتى الآن.. من هو الشيخ سيد الذى سوف نذبحه فى العيد؟ قد يقول قائل إن المقصود به خروف العيد ولكن نحن نردد ذلك أيضاً فى عيد الفطر حيث لا يذبح خروف ولا حتى فرخة! من هو الشيخ سيد الذى نقصده بهذا الغناء الجميل الدموى.. وما معنى أن نتعلم ونحن أطفال أن الذبح شىء جميل نغنى له ونردده فى سعادة لأنه مقرون بالعيد.. أعتقد.. أعتقد أننى الآن وبعد كل هذا العمر وفى هذا الزمن الذى أصبح فيه الذبح كل عدة أيام للبشر والأزواج والزوجات ربما يكون هو المقصود بالشيخ سيد.. وربما يكون هذا الشيخ سيد هو كل ظالم.. وفاسد.. ومتسلط.. ومحتكر.. ومزور يجور على أطفال هذا الوطن وعلى مستقبلهم.. إن كان كذلك ادعوا معى بذبح الشيخ سيد.. بكرة.. وبكرة العيد ونعيد!! محمد حرش - بلبيس شرقية