قال فاروق حسني، وزير الثقافة المصري الأسبق، إنه لم يعجز عن تبرير مصادر ثروته، وقام بتقديم كل المستندات التي تثبت حصوله على ثروته «بطرق مشروعة»، عن طريق بيع لوحاته الفنية في المزادات والمعارض الفنية العالمية. وأكد «حسني» لصحيفة «الشرق الأوسط» أن مصادر ثروته «شرعية بالكامل»، وما قيل حول امتلاكه «ثروات عقارية وأسهما وسندات وأرصدة في البنوك تقدر قيمتها بملايين الجنيهات، لا أساس له من الصحة»، على حد قوله. وأعرب الوزير الأسبق عن حزنه الشديد بسبب صدور أمر بوضع اسمه على قوائم «الممنوعين من السفر»، بعد أن اختاره معرض الشارقة الدولي للكتاب لجائزة شخصية العام الثقافية في الدورة ال31 لمهرجان الشارقة الثقافي في نوفمبر المقبل. وأضاف «حسني»: «لو كنت غير شريف لامتدت يدي إلى مبالغ طائلة من التي خصصتها لي الدولة عندما كنت مرشحا لليونيسكو»، وقال إنه يثق تماما في «نزاهة القضاء المصري وحكمه العادل الذي سيصدر منزها عن أي أغراض سياسية أو شخصية»، موضحًا أنه لا يستبعد أن تكون إعادة التحقيق معه مرة أخرى «بمثابة تخويف لجموع المبدعين والمثقفين المصريين». وأضاف «بعد كل هذا العمر، بعد 23 عاما خدمت فيها بلدي وزيرا للثقافة، و18 عاما أخدم فيها وطني في الخارج دبلوماسيا ومستشارا ثقافيا، يحاسبونني اليوم على مليون ونصف المليون دولار.. هل هذا معقول؟ لقد قدمت لهم كل شيء». وقال حسني ل«الشرق الأوسط»: «أدعو الله العلي القدير ألا تكون هناك نية انتقام مني» بسبب تصريحاته السابقة، خلال فترة وجوده بالوزارة، بخصوص موقفه من الحجاب، مشيرا إلى أنه على قناعة تامة بأن الحجاب حرية شخصية تامة، وعندما كان يتقلد وزارة الثقافة كان في إدارة مكتبه سيدات محجبات، لكنه ضد وضع الحجاب على رؤوس البنات قسرا في سن صغيرة للغاية، و«هو خطأ تربوي بالغ»، حسبما قال. وأوضح الوزير الأسبق أن هناك «نجوما ثقافية عملت معه وساعدته من أجل النهوض وإدارة الهيئات الثقافية في مصر مثل جابر الأنصاري وزاهي حواس وجابر عصفور وأحمد نوار»، قائلا إن «كل واحد من هؤلاء يصلح أن يكون وزيرا». وحول موقف الإسلاميين و«الإخوان» من فاروق حسني، قال الوزير السابق: « أتمنى من الله العلي القدير ألا يكون هناك تخليص حساب من الإسلاميين ضدي اليوم، وأن يكون القضاء هو الفيصل في أي قضايا مرفوعة ضدي». وبالنسبة لاقترابه من الرئيس المصري السابق حسني مبارك، وتأثير ذلك على ما يوجه إليه من اتهامات، قال: «أستطيع أن أؤكد أنه خلال فترة عملي في داخل مصر وزيرا للثقافة، أو مستشارا ثقافيا في أوروبا، لم أعمل أبدا لصالح فاروق حسني أو الرئيس السابق حسني مبارك، لكني عملت لصالح دولة كنت أراها من الخارج في باريس وروما، وكنت، وما زلت، أدرك قيمتها الكبرى، وكانت الاتهامات تكال ضدي بأنني أجند المثقفين، لكنني كنت أجندهم لخدمة الوطن، ولم يحدث أبدا أن طلبت من أحدهم أن يكتب مقالا لمدح حسني مبارك مثلا». وقال «أيام الأديب طه حسين ترجم 600 كتاب، لكن مشروع الترجمة الذي أشرفت عليه ترجم 5 آلاف كتاب، وأشرف الدكتور جابر عصفور على ترجمة شموخ وأمهات الكتب العالمية في كل مناحي المعرفة الإنسانية، من 27 لغة.. وصلت إلى 30 لغة ترجمت إلى العربية».