سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادى ل«المصرى اليوم»: الضحايا شهداء .. الأحداث انتهت فى فرشوط لأنها بلد «عائلات».. وفى نجع حمادى «نواب» لا نراهم إلا فى الانتخابات
رجل يعرف ماذا يقول وكيف وما الذى لا يقوله وكيف يبدى «مبررات».. هادئ طول الوقت مع الجميع، كان يتحرك «بعقل وصبر»، لا يستطيع أحد أن يتحملهما، مسيحيو نجع حمادى يسمعون كلامه حرفيا، «يمين يمين.. شمال شمال» ويرددون فيما بينهم: «لازم نسمع كلام سيدنا»... الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادى منذ 33 عاماً وهو يعيش فى المدينة منذ حضر من بلدته الأصلية منفلوط فى أسيوط.. الرجل يعيش فى المدينة، عرف طباع أهلها، علاقته رائعة بالمسلمين والمسيحيين، لا يعكر صفوها إلا تصرفات خارجة مصدرها «قليل من المتعصبين فى الجانبين».. «المصرى اليوم» التقت الأنبا كيرلس فى مطرانية نجع حمادى. وإلى نص الحوار: ■ فى رأيك.. ما مدلول أن يكون الاعتداء ليلة عيد الميلاد وأين كان رجال الأمن فى تلك الليلة؟ - المدلول والهدف واضح وهو «العكننة» على المسيحيين ليلة العيد وبث الرعب فى قلوبهم، وأولادنا خايفين بطبعهم من زيادة العنف والواحد منهم يكلمنى يقولى يا أبونا أنا خايف عيالى يروحوا المدرسة، أرد عليه بأن ربنا هيستر ولازم الولاد تروح الامتحانات. وأنا سعيد لأن الأمور أصبحت هادئة فى اليومين الأخيرين، وبالنسبة لرجال الأمن ووجودهم للتأمين من عدمه، فهذا سؤال لا أملك الإجابة عنه فهى هناك عند الأمن وهو قادر على الإجابة، وكل ما أتمناه الآن أن تعود الأمور إلى طبيعتها الأولى: التلميذ فى مدرسته والموظف فى عمله والمزارع فى حقله، ففى الأيام الماضية مع الشغب والإثارة وبعد الحادث كانت حياة المسيحيين على «كف حمار». ■ الملاحظ أن هناك شيئاً غامضاً.. فالأحداث استمرت أكثر من يومين متتالين ولم تهدأ على خلاف مرات سابقة وآخرها فى فرشوط حيث انتهت المصادمات نهائياً؟ - المثل الشعبى يقول: «فى فرحكم منسية وفى حزنكم مدعية».. يعنى نواب الشعب فى نجع حمادى لازم يتحركوا شوية.. فرشوط دى بلد عائلات ولما حصلت الأحداث والتخريب كان الحل واضحاً وبسيطاً، قعدنا مع كبار العائلات وطلبنا منهم السيطرة والتهدئة وهو ما حدث، وكل كبير عائلة أصدر أوامره التى لا يستطيع أحدا أن يخالفها.. نجع حمادى بلد يحكمه نواب الشعب، بمعنى أوضح أن نائب زى عبدالرحيم الغول المفروض أنه من منطقة الساحل يصدر أوامره للناس تهدى وتمنع المظاهرات والهتافات وكمان نائب زى فتحى فؤاد وهشام الشعينى، المفروض الواحد منهم يسيطر على المنطقة التى يعيش فيها.. بس دول يدعونا فقط ويزورونا أيام الانتخابات علشان «يفرحوا» بعد ما ياخدوا أصواتنا.. وفى حزننا لا يظهرون.. يعنى فى الأولى «مدعوين» وفى الثانية «منسيين». وأنا هنا عايش من 33 سنة وأعرف كيف تدار البلد وزرت بلدتنا فى منفلوط بأسيوط آخر مرة منذ 10 سنوات. ■ نواب الشعب أصحاب الكلمة على أهالى المدينة لكن رجال الأمن تواجدهم وسيطرتهم ضروريان وهو صميم عملهم؟ - مهما تحدثت عن رجل مثل محمود جوهر، مدير أمن قنا، لن أوفيه حقه.. فالرجل صاحب «بال طويل وصبر لا ينفد»، يسمع صيحات غضب ويقابلها بود وحب وحنكة حتى لا تتفاقم الأمور، لكن كل ما أطلبه ان يكون للتواجد الأمنى شكل آخر، لابد أن يكون «ثابتاً»، أى كمائن لا تتحرك، حتى يعلم الجميع أنهم موجودون باستمرار لكن مسألة الكمائن المتحركة تحتاج لإعادة نظر.. وكما قلت فالنواب وسيطرتهم كل على منطقته ضرورية، والموضوع الآن يحتاج إلى كبار العقلاء لوضع نهاية. ■ ما السر فى استمرار العنف بعد الحادث وتواصل الاشتباك على مدار يومين متتاليين خاصة مع حلول الظلام؟ - أنا هنا باتحرك فى كل اتجاه وأنزل الشارع مع المسؤولين علشان نهدى وقلت لهم أنا «قلبى وجعنى وقعدت على الرصيف واللى حصل ده احتقان وتعصب لكن أولادنا شافوا سيوف وكور نار وخايفين وأولادنا كمان بطبيعتهم عندهم خوف وجبن، وربنا يستر فى الأيام اللى جاية، زمان كانت بتحصل أحداث إرهابية وفتن طائفية فى السبعينيات والثمانينيات وبيموت فيها كتير وبتخلص بهدوء وبسرعة بس المرة دى مش عارف إيه اللى بيحصل، لكن بصراحة من يوم أحداث فرشوط رغم انتهائها فإن الناس «بتسخن» بسرعة. ■ السؤال فى الشارع هنا عمن وراء المتهمين الثلاثة.. فالتحريات تقول إنهم من أرباب السوابق والخطرين.. فما علاقتهم بالدين؟ - ليس كل ما يعرف يقال ونحن نريد التهدئة ونبذ العنف والقرآن الكريم يقول: «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تتعاونوا على الإثم والعدوان».. أعلم أن مرتكب الحادث مسجل خطر وتم حبسه وسجنه واعتقاله 6 مرات وعايش على «الكرو» - يستأجره البعض لإيذاء آخرين - وأنا مش هاقدر أقول أكتر من كده. ■ يوم الخميس وأثناء تسلم الجثامين فى المستشفى سمعنا هتافات ضد محافظ قنا مجدى أيوب ومطالبات بعزله.. لماذا الغضب من المحافظ وكيف تراه؟ - بصراحة المحافظ مجدى أيوب فى موقف لا يحسد عليه وأنا أعذره لأنه مسيحى وممكن يكون متردد فى تقديم خدمات للمسيحيين وتوجه له اتهامات والحقيقة أنى عرفت أن قلة قليلة من الشباب هتفوا ضده أمام المستشفى قبل تسلم الجثامين لأنهم كانوا فى قمة غضبهم. ■ بعد الصلاة على أرواح الضحايا الست فى الكنيسة كان هناك تردد فى الخروج من الكنيسة إلى المقابر.. ما تفسير ذلك وهل كان لدواع أمنية؟ - أبناؤنا اللى قتلوا ليسوا من عائلة واحدة وكل عيلة لها مدفن معين فى القرى القريبة من نجع حمادى.. وفى الأول كان عندهم رغبة إن كل واحد يدفن فى مدافن أسرته، لكن الرأى النهائى كان أننا ندفن فى مقبرة جماعية وأطلقنا عليها مقابر الشهداء والجميع وافق على الكلام وأعتقد أن الأمن ارتاح لهذا القرار لأن تأمين جنازة واحدة بها 6 جثامين أفضل من تأمين 6 جنازات وفى طرق مختلفة.