أدان مجلس الشورى حادث نجع حمادى الذى أسفر عن مصرع عدد من المواطنين المسيحيين والمسلمين أثناء الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، ووصفه بالجريمة الشنعاء، ووقف النواب دقيقة حداداً على أرواح الضحايا. وقال صفوت الشريف، رئيس المجلس، خلال جلسة أمس، إنه كلف لجنة الشؤون العربية والخارجية والأمن القومى بمتابعة تطورات الموقف بالتنسيق مع الأجهزة والجهات المعنية. ووجه الشريف العزاء لمصر كلها مسلمين ومسيحيين فى الضحايا الذين قتلوا على يد عناصر إجرامية، وقال: «نوجه رسالة إلى حملة الأقلام، لكل كاتب ومفكر يخاطب الناس، لتهدئة النفوس وترسيخ نسيج الوطن، والتحذير من شحن النفوس وفتاوى الجهلاء ورسالة إلى كل من يعتلى المنبر فى مسجد أو كنيسة.. لتكن موعظتكم أن الدين لله والوطن للجميع وأن الدين سلام ومحبة، وأن من قتل نفساً بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً». وقال الدكتور مفيد شهاب، وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية، إنه من السابق لأوانه تحديد دوافع الجناة لارتكاب هذه الجريمة قبل انتهاء التحقيقات، وأضاف: «تجب الإشارة هنا إلى وجود حالة من الاستياء بين مسلمى مركز أبو تشت وفرشوط بمحافظة قنا بسبب قيام شاب مسيحى باغتصاب طفلة مسلمة، مما دفع البعض منهم إلى التعدى على ممتلكات بعض المسيحيين». ولفت شهاب إلى أهمية عدم النظر إلى القضية من البعد الدينى، والنظر إليها من البعد الجنائى، وتابع: هذا العمل الإجرامى لم يصدر من مواطنين مسلمين ضد مسيحيين، ولكنه صدر من مجرمين ضد مواطنين مصريين. وأكد السفير محمد بسيونى، رئيس لجنة الشؤون العربية والخارجية والأمن القومى، أن الحادث فردى ليس له أى صلة بالطائفية، ولن يمس صلابة الوحدة الوطنية، وطالب أهالى نجع حمادى بالحفاظ على عقيدة المواطنة وعدم الاستماع إلى الأصوات التى تحاول الإضرار بالوطن والمواطنين. ومن جانبه، حذر الدكتور رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع، من الاستهانة بما يجرى، وقال: رغم أن من ارتكب الحادث مجرمون وقتلة، إلا أن هناك حالة من الاحتقان لا يمكن إنكارها». وأضاف السعيد: «إن المشكلة برأيه فى مناهج (رديئة) وفضائيات مأجورة تروج لمثل هذه الجرائم. وطالب السعيد بإيضاح أسباب عدم تحرك الأمن قبل الحادث بيومين عندما تقدم مطران نجع حمادى ببلاغ إلى الأمن. ولفت النائب ناجى الشهابى، رئيس حزب الجيل، إلى أن هناك إصراراً من جانب بعض الفضائيات ومنظمات حقوق الإنسان على إحداث ما يصفونه ب«الفوضى الخلاقة» فى مصر. واتهم النائب وجدى لويس قوى خارجية بسعيها لخلق فتنة طائفية، مطالباً بإنشاء مجلس أعلى للسلام الوطنى يعمل على دراسة هذه الظاهرة وإيقاف الفتنة.