جاءنى صوته عبر الهاتف ضاحكا متهللا: - مبروك يا عم بقيت وزير - هههههههه - بتضحك على ايه؟، انت مش مصدقنى؟، بأقولك بقيت وزير كده مرة واحدة! - أيوه يا سيدى مرة واحدة، هو انت أقل من اللى خدوها؟.. انت مش أستاذ جامعة؟ - آه - وبتكتب فى «المصرى اليوم»؟ - آه - أمال مش واثق فى نفسك ليه؟ - (فى فلسفة) مش مسألة (ثكة). بس متهيألى إن الوزارة لها معايير تانية، أنا عمرى ما اشتغلت فى السياسة - (فى حنكة) دى تحسب لك مش عليك. - (فى يأس) ولا اتدربت على شغل الوزارة خالص! - ندربك. - تدربنى؟ - آه، المسألة سهلة خالص، كل المطلوب منك تمضى ورق وتنفذ تعليمات وتسهل مجاملات. - مجاملات؟ - (مزمجرا) إيه؟، من أولها كده؟ انت حنبلى ولا إيه؟ - (فى ذعر) لا أرجوك ما تفهمنيش غلط. أنا معنديش ضمير خالص. - أهو كده تعجبنى. - (فى توسل) بس أحلف انك بتتكلم جد. أصل فيه ناس غاوية مقالب. - (ضحك عريض واثق) لا اطمن مافيش مقالب المرة دى، ولو تحب أبعت لك أمن الدولة يطمنوك. - (فى ذعر) لا أنا فى عرضك، مصدقك خلاص. - طيب ياللا تعال عشان تحلف اليمين. - (بصوت هامس) بس لو أفهم جت ازاى؟ - يا سيدى حظك حلو، أمك داعيالك، بالصدفة الريس قرا المقال بتاعك. - (مذهولا) المقال؟ - آه بتاع الواد اللمض اللى بيناقر فى ابوه، الريس انبسط وقال هاتوه وزير. - (فى فرحة غامرة) بجد والله؟ - أيوه يا سيدى أمال انت فاكر الوزرا بييجوا ازاى؟ - (فى أمل) والله انا ابتديت أصدق ان الحكاية جد. بس ما قلتليش وزارة ايه؟ - حيكون ايه يعنى ؟ زراعة طبعا. - زراعة ازاى؟ هو أنا بافهم فى الزراعة! - (فى ارتياب) يعنى ايه الكلام ده؟ مش انت أيمن عبد اللطيف الجندى أستاذ الزراعة بجامعة القاهرة. - (فى قلق) لا والله يا فندم، خدامك أيمن محمد الجندى أستاذ بكلية الطب، ينفع؟ - (فترة صمت وتفكير) ممممم. - (فى قلق شديد) ممممم؟ - عموما مش مشكلة، تعال وخلاص. - (فى فرح) إيه؟، حتدونى وزارة الصحة؟ - والله مفيش حاجة فاضية دلوقت إلا الزراعة. - (فى يأس) بس أنا ما بافهمش حاجة خالص فى الزراعة. - يعنى اللى قبلك كانوا فاهمين حاجة؟، تعال وخلاص. - (فى فرحة غامرة) بجد؟ - (فى دهشة) باقولك الريس انبسط من المقال. - (فى تملق) عموما أنا برضه عارف شوية حاجات عن الزراعة. - زى ايه؟ - الرز بيستهلك ميه كتير. - برافو. - والكنتالوب أهم من القمح. - أمال بتقول ما بتفهمش حاجة ليه؟، ما أنت عال العال اهه. - (فى حماس) أنا سياستى الزراعية حتكون مافيش ولا حبة قمح تتزرع فى البلد دى، وحنغرقهم كنتالوب. - هو ده الكلام، بس انت فاهم ليه؟ - (فى مداهنة) علشان نستورده يا فندم، ولا مؤاخذة العمولات. - (متهللا) مبروك يا دكتور أيمن، انت نجحت فى الاختبار.