واشنطن تعتبر الوضع فى اليمن تهديداً عالمياً.. وروما تدعو لعدم فتح جبهة عسكرية جديدة

اعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون أن «انعدام الاستقرار» فى اليمن يمثل «تهديدا عالميا»، وتعهدت بسد أى ثغرات فى إجراءات الأمن الأمريكية بعد محاولة تفجير طائرة «ديترويت» واتهام الرئيس الأمريكى باراك أوباما لتنظيم «القاعدة» فى اليمن بالوقوف وراء الهجوم الفاشل.
ورأى وزير الخارجية الإيطالى فرانكو فراتينى أنه «من غير المناسب» فتح جبهة عسكرية جديدة فى اليمن لمواجهة أعضاء القاعدة، بينما أكد وزير الخارجية اليمنى أبوبكر القربى قدرة بلاده على التصدى لتنظيم القاعدة ورفض مقارنة الوضع فى اليمن بأفغانستان وباكستان.
وأكدت كلينتون، أمس الأول، أن الموقف فى اليمن، حيث تدعم الولايات المتحدة هجوما تشنه قوات الحكومة على المتشددين الإسلاميين وسط تمرد للحوثيين فى الشمال واضطرابات انفصالية فى الجنوب هو «موضع قلق دولى».
وقالت: «من الواضح أننا نشهد تداعيات دولية للحرب فى اليمن والجهود المستمرة من القاعدة فى اليمن لاستخدامه كقاعدة للهجمات الإرهابية فى أماكن بعيدة كثيرا عن المنطقة»، مشيرة إلى أن اجتماعا بشأن اليمن من المنتظر عقده فى لندن خلال الشهر الحالى سيعطى للمجتمع الدولى فرصة لتقييم كل من التهديد فى اليمن ورد العالم عليه.
وأضافت: «آن الأوان لكى يوضح المجتمع الدولى لليمن أن هناك توقعات وشروطاً لدعمنا المستمر للحكومة حتى يتسنى لهم اتخاذ إجراءات تكون لها فرصة أفضل لتوفير السلام والاستقرار».
واعتبر وزير الخارجية الإيطالى فرانكو فراتينى أنه «من غير المناسب فتح جبهة عسكرية جديدة فى اليمن» لمواجهة قواعد تنظيم القاعدة. وردا على سؤال لشبكة التليفزيون الإيطالية العامة «راي-1» حول إمكانية حصول هجوم أمريكى على قواعد القاعدة فى اليمن، قال فراتينى: «لا أعتقد أنه سيكون من المناسب فتح جبهة عسكرية جديدة فى اليمن». وأعرب الوزير الإيطالى عن ثقته بأنه «ستكون هناك مشاورات مكثفة مع الحلفاء الآخرين» قبل حصول أى تدخل عسكرى أمريكى محتمل فى اليمن.
من جانبه، رفض وزير الخارجية اليمنى أبوبكر القربى أى مقارنة بين بلاده وأفغانستان وباكستان، حيث ينتشر تنظيم القاعدة. وقال القربى إن «الوضع يختلف فى اليمن ولا يمكن مقارنته بالوضع فى باكستان وأفغانستان». وأضاف أن «هناك إشكالية متعلقة بالقاعدة واهتماماً دولياً بنشاط القاعدة فى اليمن، واليمن قادر على التعامل مع هذه الجماعات. ولكن اليمن بحاجة لتعاون دولى فى تدريب وإعداد وحدات مكافحة الإرهاب اليمنية والدعم التنموى، فالمشكلة أيضا تعد مشكلة اقتصادية».
وفى غضون ذلك، أعلنت السفارة الأمريكية فى صنعاء أمس أنها فتحت أبوابها مجددا بعد أن أغلقت يومين بسبب تهديدات القاعدة. وذكرت السفارة فى بيان لها أن «عمليات مكافحة الإرهاب التى نفذتها القوات الحكومية اليمنية يوم الاثنين فى شمال العاصمة ساهمت فى القرار الذى اتخذته السفارة بمعاودة نشاطها»،
إلا أن البيان أشار إلى أن «مخاطر تنفيذ هجمات إرهابية ضد المصالح الأمريكية تبقى مرتفعة، والسفارة تحض مواطنيها فى اليمن على توخى الحذر واتخاذ تدابير أمنية». وكانت السلطات اليمنية أعلنت أمس الأول مقتل 2 من عناصر القاعدة، قالت إنهما وراء التهديدات التى أدت إلى إغلاق السفارة الأمريكية وسفارات أوروبية أخرى.
جاء ذلك قبل ساعات قليلة من لقاء الرئيس الأمريكى باراك أوباما مع كبار المسؤولين الأمنيين فى البيت الأبيض للاطلاع على مجريات التحقيق فى الاعتداء الفاشل على طائرة أمريكية كانت فى طريقها من العاصمة الهولندية أمستردام إلى مدينة ديترويت الأمريكية فى 25 ديسمبر الماضى.
وأعلن البيت الأبيض أن لائحة المشاركين - فى اجتماع أمس تضم وزراء الخارجية هيلارى كلينتون والدفاع روبرت جيتس والأمن الداخلى جانيت نابوليتانو والعدل إريك هولدر والطاقة ستيفن شو، بالإضافة إلى مدير المخابرات دنيس بلير ومدير وكالة المخابرات المركزية ليون بانيتا ومدير الشرطة الفيدرالية روبرت مولر ومستشار الأمن القومى الجنرال جيمس جونز ومستشار الرئيس أوباما لمكافحة الإرهاب جون برينان.
وقال مسؤول فى الإدارة الأمريكية إنه من المتوقع أن يعرض أوباما سلسلة مبدئية من التغييرات منها تحسين «قوائم المراقبة» للمشتبه بهم فى قضايا الإرهاب.
وكان أوباما قد أشار إلى إخفاقات غير مقبولة بعد أن تمكن الشاب النيجيرى عمر فاروق عبدالمطلب المتهم بمحاولة تفجير طائرة ديترويت من الصعود على متن الطائرة رغم وجود اسمه ضمن قائمة المشتبه فيهم، إلا أنه لم يتم وضعه على قائمة الممنوعين من السفر.