يتطلع العراق لاعتماد نشيد وطني وعلم جديدين بحلول نهاية العام، في محاولة لفتح صفحة جديدة تطوي حقبة من الحروب والصراعات في بلاد تعيش منذ تسع سنوات على وقع تناقضات سياسية وطائفية وإثنية. ويقول النائب علي الشلاة، رئيس لجنة الثقافة والإعلام في البرلمان لوكالة الأنباء الفرنسية: «نحن مصرون على أن ننتهي من العلم والنشيد الجديدين في هذا العام، في هذه الدورة التشريعة». ويضيف أن اختيار نشيد وعلم جديدين للعراق «لن يعبر إلى عام 2013 وسيشكل عند إنجازه عاملا جامعا للعراقيين». ويتبنى العراق قصيدة «موطني» التي كتبها الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان، ولحنها الموسيقار اللبناني محمد فليفل، نشيدا وطنيا، بعد أن كان يعتمد إبان النظام السابق نشيد «أرض الرافدين» للشاعر شفيق الكمالي. وبدأ العراق الذي تغير نشيده الوطني خمس مرات منذ أول نشيد في العهد الملكي عام 1924 يعتمد قصيدة «موطني» التي عادة ما ترمز إلى القضية الفلسطينية، عام 2005 بقرار من الحاكم الأمريكي للعراق حينها «بول بريمر» بعدما أعجب بها خلال حفل موسيقي. ويوضح «الشلاة» أنه «في الدورة الماضية أعلن عن رغبة في نشيد وطني جديد فقدم أكثر من 400 نص لشاعر عراقي بين 2008 و2009». وفيما لم يتم التوافق حول قصيدة لتصبح النشيد الوطني الجديد «بسبب الاصطدام بعقبة الشاعر وموقفه من النظام السابق، قررنا أن نختار شخصا متفقا عليه، وهناك رموز في الشعر العراقي متفق عليها». وشكلت لجنة الثقافة والإعلام البرلمانية قبل 8 أشهر لجنة من 6 أدباء عراقيين اختارت ثلاثة نصوص، النص الأول للشاعر محمد مهدي الجواهري بعنوان «سلام على هضبات العراق»، والثاني لبدر شاكر السياب بعنوان «غريب على خليج»، والثالث لمحمد مهدي البصيري «وطني الحق يؤيده». وفي خضم مناقشة القصائد الثلاث، طالب الأكراد والتركمان والأشوريون بإضافة أبيات بلغاتهم إلى النشيد الجديد، وقد تم التوصل إلى صيغة وسط تقضي بإضافة عبارة «يحيا العراق» بهذه اللغات في نهاية النشيد. ويستعد البرلمان لإتمام القراءة الثانية للقانون بعد قراءة أولى قبل نحو ثلاثة أشهر، على أن يجري التصويت عليه بعد ذلك بأسبوعين واختيار موسيقيين لوضع النشيد المناسب له، بحسب «الشلاة» الذي أكد أن «الجو العام يميل الى قصيدة الجواهري» التي تبدأ ببيت يقول «سلام على هضبات العراق، وشطيه والجرف والمنحنى». ويقول «الشلاة»: «لدينا مشكلة في العلم، هناك ستة نماذج اختيرت من قبل اللجنة السابقة بعدما عرضت عليها عشرات النماذج، والعلم أوفر حظا كان علم ثورة عبد الكريم قاسم». ويضيف: «لكن هذا الاختيار واجه اعتراضات تتمحور حول شخص عبد الكريم قاسم الذي يرمز إلى حقبة معينة، والآن نحن في مشكلة لأن اللجنة شكلت ودفعت مبالغ ونحن مضطرون إلى أن نأخذ بنتائجها». وكان العلم العراقي إبان حكم صدام وسنوات تلته، وتحديدا منذ 1991 وحتى 2008، عبارة عن خطين أفقيين متوازيين أعلاهما باللون الأحمر وأسفلهما باللون الأسود وبينهما خط باللون الأبيض تتوسطه عبارة «الله أكبر» بين ثلاث نجمات. وقبل ذلك كان العلم منذ عام 1963، تاريخ الإطاحة بعبد الكريم قاسم، هو نفسه لكن من دون عبارة «الله أكبر». لكن النجمات الثلاث بين 1963 و1986 كانت ترمز إلى الوحدة بين مصر وسوريا والعراق، قبل أن تتغير بعد ذلك دلالاتها لترمز إلى الأهداف المعلنة لحزب البعث «الوحدة والحرية الاشتراكية». وفي عام 2008، عدلت الفقرة الثانية من قانون العلم العراقي لسنة 1986 لتبقى ألوان العلم كما هي ترمز إلى الرايات الإسلامية، وتحذف النجوم الثلاث، وتبقى عبارة «الله أكبر» إنما بالخط الكوفي وليس بخط يد صدام كما كانت في السابق. ويذكر أن عبد الكريم قاسم اعتمد بعيد إطاحته بالحكم الملكي عام 1958 علما مختلفا تماما هو عبارة عن ثلاثة خطوط متوازية في الطول تبدأ من جهة اليمين باللون الأسود ثم الأبيض فالأخضر، ويتوسط الخط الأبيض نجمة حمراء فيها دائرة صفراء. وبينما تشير كل هذه الألوان وضمنها الأحمر والأصفر إلى رايات إسلامية فإن النجم والدائرة يرمزان إلى العرب والأكراد. وكان أول علم للعراق اعتمد في بداية العهد الملكي عام 1925، وهو عبارة عن ثلاثة خطوط أفقية متوازية، خضراء وبيضاء وسوداء، تحمل من الجهة اليسرى شبه منحرف أحمر تتوسطه نجمتان.