لا يمكن أن يكونوا كلهم مخطئين أولئك الذين تجمعوا فى الزقازيق بالطبل والمزمار للترحيب بعماد متعب قبل وبعد حفل تكريمه فى مبنى محافظة الشرقية.. وأنا بالمناسبة أتحدث عن مدينتى ومحافظتى وهؤلاء هم أهلى وسندى وقوتى وكبريائى.. وأنا أول من يعرف حجم فرحتهم واعتزازهم بالممثل الوحيد لمحافظة الشرقية الكبيرة فى منتخب مصر الفائز بكأس الأمم.. ولكننى فقط خشيت أن يبقى الأمر مقصورا على ذلك.. وألا يسفر هذا الاحتفال فى النهاية إلا عن هذا الصخب.. والصور التذكارية التى تم التقاطها لعماد مع المحافظ المستشار يحيى عبدالمجيد.. والعشرة آلاف جنيه التى قدمها المحافظ للنجم الكبير.. وأخشى أكثر أن يتحول الأمر إلى مجرد تسابق بين السادة المحافظين لتكريم النجوم والاستمتاع بصحبتهم والتقاط الصور التذكارية معهم.. فالمنتخب القومى يمثل 14 محافظة مصرية.. 9 محافظات منها اكتفت بلاعب واحد منها.. الشرقية ودمياط والبحيرة وبورسعيد والإسماعيلية وكفر الشيخ والقليوبية وسيناء وأسوان.. ولاعبان من ثلاث محافظات.. المنيا والغربية والفيوم.. وأربعة لاعبين من القاهرة والدقهلية.. وكنت ولاأزال أتخيل وأتمنى أن يتحول هؤلاء اللاعبون إلى سفراء للخير فى محافظاتهم.. واللاعبون لن يتأخروا ولن يرفضوا.. ولكنهم السادة المحافظون هم الذين لا يعنيهم إلا الصخب والدعاية ونشاط مراسلى صحف القاهرة لنشر الصور وأخبار حفلات التكريم.. وعلى سبيل المثال أعرف حجم انتماء وغرام عماد متعب سواء بمدينته بلبيس أو بالشرقية كوطن صغير عاش معه سنواته الأولى وبدأ فيه يمارس الحلم وكرة القدم.. ولكن هل يعرف المستشار يحيى عبدالمجيد أن الشرقية ليست فى حاجة للطبل والمزمار لتستقبل عماد متعب.. وإنما تحتاج الشرقية لنجمها الوحيد الحالى ليقود الناس والاهتمام والأضواء إلى المستشفى العام فى الزقازيق الذى لم يعد صالحا للاستخدام الآدمى.. أو معهد الأورام بجامعة الزقازيق الذى لا أحد يهتم به أو يدعمه ليكتمل تأسيسه.. أو ألف مشكلة أخرى حقيقية يواجهها الناس الطيبون فى الشرقية كالمجارى وأنابيب البوتاجاز وتلوث مياه الشرب والفساد الإدارى.. بل إن عماد متعب كان أول من سيرفض العشرة آلاف جنيه من المحافظ إن عرف أن نادى بلبيس الذى يلعب فى الدرجة الثانية.. أول ناد يلعب فيه عماد متعب قبل سنوات طويلة.. مهدد بتجميد نشاطه الكروى لأنه يعجز عن سداد ألف جنيه فى الشهر إيجار ملعب مركز شباب بلبيس.. ولا أعرف لماذا يرفض المحافظ سداد هذه الألف جنيه ليبقى ناد يمثل مدينة بأسرها على قيد اللعب والحياة بينما يغدو المحافظ نفسه كريما جدا فجأة مع نجم كبير وقدير ولكنه ليس فى حاجة لهذه الآلاف.. وهو للأسف سيناريو تكرر فى محافظات البحيرة والقليوبية وبورسعيد.. بل إن اللواء عادل لبيب، محافظ الإسكندرية، لم يحتمل فكرة أن يبقى خارج هذا السيرك أو المهرجان فقرر تكريم جدو بالمرة رغم أن جدو من البحيرة.. فالمهم هو أن يأتى النجوم وأن تلمع فلاشات المصورين وأن تنشر الصحف هذه الصور.. لم يكن هناك محافظ واحد حتى الآن فكر فى أن يستثمر أى نجم من هؤلاء لمصلحة الناس.. ولا فى تأسيس مشروع حقيقى لخدمة الناس سواء تعليم أو علاج يحمل اسم اللاعب ويدعو الناس المعجبين باللاعب للتبرع لاكتمال هذا المشروع.. فالناس دائما هم آخر اهتمامات السادة المسؤولين والمحافظين. [email protected]