إيماءً إلى الخبر المنشور فى «المصرى اليوم»، عدد الأحد الماضى 31 يناير 2010، تحت عنوان «صحيفة تطالب النقابة بالتحقيق مع أحد محرريها لحضوره مؤتمراً صحفياً للسفير الإسرائيلى»، يهمنى إيضاح التالى: أنفى بشدة ما جاء فى الخبر بأن معتز الشاذلى، رئيس تحرير صحيفة «الجماهير» التى أعمل بها، اتصل بى تليفونياً وسألنى عن الواقعة، وأن زملائى تجنبونى وهذا لم يحدث، ولا أعرف كيف بأشخاص هم أعضاء وزملاء فى النقابة أن يكتبوا أخباراً لا صحة لها. كنت مدركاً أن ذهابى لمنزل السفير الإسرائيلى بالقاهرة، لحضور مؤتمره الصحفى الأخير بمناسبة انتهاء عمله، سيضعنى فى مشاكل ومواجهات أنا فى غنى عنها من اتهام بالتطبيع أو وصفى بألقاب أخرى كخائن أو عميل أو أى من المسميات التى يتفنن البعض فى إلقائها جزافاً على الآخرين. لكنى أؤكد أن حضورى المؤتمر الصحفى كان من منطلق مهنى بحت، كونى صحفياً عليه الاطلاع على الحقائق والوقائع ونقلها كما هى حتى وإن لم يتفق معها، ملتزماً الحيادية، كما أنها محاولة للانفتاح على الآخر ليست بغرض التطبيع أو القرب وإنما للفهم ومحاولة إدراك لماذا يتعاطف العالم مع إسرائيل ويتهمون الفلسطينيين بالعنف والإرهاب. كما أود أن أوضح أنه خلال المؤتمر الذى تم اتهامى فيه بالتطبيع، اعترف السفير بأن بلاده تحتل بلداناً أخرى، ووجهت له الكثير من الأسئلة المحرجة من قبل الصحفيين المصريين والأجانب، أجاب عن بعضها، وما قمت أنا به هو نشر تفاصيل اللقاء، ورغم هذا وجدت نفسى واقعاً فى مستنقع من الهجوم الذى أخجلنى أن يأتى من زملاء مهنيين. هذه الكلمات التى سطرتها لا أريد بها أن أدافع عن نفسى، فأنا لست فى حاجة لذلك، وأعلم أن أبواب جهنم فتحت فى وجهى ولن تنغلق بسهولة، وسوف أواجه باتهامات أو كما قيل لى ستكون سبة فى جبينى ما حييت لأنى أديت عملى بحرفية. نصحونى بأن أدعى أننى لا أعلم قرار الجميعة العمومية الخاص بعدم التطبيع مع إسرائيل، وقلت لهم: هل حضور مؤتمر صحفى يعنى تطبيعاً؟ لو عزمنى السفير على الغداء أو العشاء أو لقضاء شهر عسل فى إسرائيل ففى ذلك الوقت يحق لمن يشاء أن يتهمنى بالتطبيع أو حتى الخيانة لا يهم، ولكن ليس من حق أى شخص أن يشهّر بى لأداء مهمتى الصحفية. حسام العايدى