هاييتى: السلطات تحصى 120 ألف جثة.. وحصيلة المشردين تصل إلى مليون شخص

بعد يوم واحد من إعلان السلطات فى هاييتى وقف أعمال البحث عن ناجين من الزلزال المدمر الذى ضرب البلاد فى 12 يناير الماضى، قالت متحدثة باسم حكومة هاييتى: «إن السلطات جمعت حوالى 120 ألفا من جثث قتلى الزلزال»، مرجحة أن يكون العدد الإجمالى أكبر بعشرات الألوف. وقالت وزيرة الثقافة والاتصالات مارى لورانس جوسلين ليسيجو: «جمعنا حوالى 120 ألف جثة دون إحصاء (الجثث) التى جمعتها الأسر»، وأضافت: «نطوف الآن قاعات الجنازات للإحصاء، لكن ذلك قد يضيف بضع عشرات الألوف من القتلى».
كانت حصيلة رسمية سابقة تتحدث عن 112 ألفا و226 قتيلاً، بينما كان مسؤولون أمريكيون قد أشاروا إلى حصيلة تتراوح بين 150 ألفا و200 ألف قتيل، لكن الجنرال كن كين الذى يقود القوة الأمريكية الخاصة فى هاييتى أوضح أن هذا الرقم يشكل «فرضية». وقدرت الأمم المتحدة عدد الاشخاص الذين تأثروا بالزلزال ب3 ملايين شخص.
وفى وقت سابق، قالت وزارة الداخلية فى هاييتى إن «الخسائر كارثية»، مشيرة الى مليون مشرد. وأضافت أن نصف المنازل دمرت فى بورت أوبرانس وجاكميل وليوجان، المدن ال3 فى هاييتى الاكثر تأثراً بالزلزال. وأوضحت أن «23مركزاً استشفائياً على الأقل انهارت، فيما أصيبت المدارس والمصارف والصناعة والتجارة بخسائر كبيرة».
وتوقفت أعمال البحث عن ناجين فى هاييتى، لكن مسعفين فى العاصمة بورت اوبرانس تمكنوا أمس الأول من انتشال رجل حى (24عاما) من تحت الأنقاض، فيما بدأ سكان العاصمة فى تنظيم أمورهم المعيشية، بينما لاحت مؤشرات على عودة الحياة ولو بشكل ضئيل إلى بعض الأحياء. وأعلن مصدر رسمى أنه تم أمس الأول إجلاء عائلات أردنية وفلسطينية وسورية من بورت أوبرنس.
وقرر الكثير من الهاييتيين النزوح إلى مناطق غير متضررة، وأفادت الأمم المتحدة بأن أكثر من 130 ألف شخص استفادوا من العرض الذى قدمته الحكومة بنقلهم مجانا. وبحسب منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، فإن عدد النازحين قد يبلغ مليون شخص، مما سيشكل عبئاً إضافياً على المناطق الريفية الفقيرة.
وعلى صعيد المساعدات الإنسانية، عمدت قوات من الأمم المتحدة أمس الأول إلى إطلاق أعيرة نارية تحذيرية وغاز مسيل للدموع، بعد مواجهات تخللت توزيع مساعدات على مئات من سكان بورت أوبرنس.
كانت عملية لتوزيع مواد غذائية وزيت الصويا ومياه وأجهزة راديو قد بدأت بهدوء فى مطار عسكرى سابق، وشكل الهاييتيون صفين طويلين لتلقى المساعدات، ثم وقعت بعدها مواجهات محدودة بين الهاييتيين الذين لم يتلق معظمهم مساعدات منذ الزلزال. ومن ثم سادت الفوضى وسارع الحشد إلى المساعدات، فاضطر الجنود الدوليون البرازيليون إلى استخدام أسلحتهم مطلقين عيارات نارية تحذيرية ومستخدمين الغاز المسيل للدموع.
وبينما أعلنت القيادة الجنوبية الأمريكية أن قوات أمريكية إضافية وصلت إلى هاييتى للمشاركة فى عمليات الإغاثة أمس، ما يعزز الكتيبة الأمريكية التى سيبلغ عدد جنودها 20 ألف جندى، اتهم رئيس نيكاراجوا دانييل أورتيجا الولايات المتحدة مجدداً «باستغلال» كارثة هاييتى «لاحتلال» الدولة الكاريبية بالسلاح. جاء ذلك فيما توالت عروض المساعدات الدولية لإغاثة منكوبى الزلزال فى هاييتى.