كورة*كورة يكتبها: كرم كردى

كتبت الأسبوع الماضى عن رفضى لقناة الجزيرة وسياستها وشبهتها فى مخططاتها بالموساد الإسرائيلى لسعيها الدائم إلى تحطيم معنويات المصريين والتركيز الدائم على سلبيات مجتمعنا، وكأنها تبث من دولة فاضلة ليس بها الكثير من النقائص ولكنه الإعلام الموجه، وتلقيت الكثير من التعليقات، وأنا بلا شك أحترم كل صاحب رأى وأحترم رأيه، ولكن دعونا نرجع بالتاريخ، فمنذ بدأ إرسال هذه القناة ولونها واتجاهها واضح وصريح وتنفذ مخططاً أنشئت من أجله ولخدمته، ولم تظهر أبداً غير ما تبطن، فهى من البجاحة لأن تسفر عن وجهها القبيح دائماً، وربما أن الكثير منا خدع نفسه بتوهم حيدة وموضوعية هذه القناة ولكن لم نستطع أن نخدع أنفسنا كثيراً.
لو أن رجال الجزيرة ينشدون الحياد، وصادقون فى تصدير إعلام حقيقى صادق لكانوا الآن بإمكانياتهم الهائلة المعبر عن أمانى الشعب العربى، وممثلين له خاصة فى غياب ديمقراطية حقيقية فى كل عالمنا العربى، خاصة أن الصحف وقنوات التليفزيون هى وسائل الاتصال بالجماهير، ولساهمت الجزيرة فى قطع جزء من مشوار شبابنا إلى مستقبل أفضل، ولكنها على النقيض تبيع الحرية والأخبار من أجل أى شىء، وهى لذلك سوف تفقد كل شىء.
وأنا حينما أدعو إلى مقاطعة قناة الجزيرة وغلق مكتبها فى القاهرة وطرد موظفيها ليس هذا دليلاً على دفاعى عن إعلامنا الهزيل المنبطح فى الكثير من القضايا ونحن بلا شك لدينا عيوب كثيرة، ويكفى أننا بميزانية الإعلام لا نجد قناة محترمة تدافع عن حقوقنا وتبث لنا الحقائق، بل للأسف الشديد تليفزيوننا الحكومى متفرغ لتمجيد الحكومة والحزب الوطنى، والمحزن أن القنوات الخاصة والتى كنا نأمل أن تكون لسان حالنا اتجهت فقط إلى دفع الملايين إلى النجوم فى مسلسلات وبرامج تافهة أقل ما توصف بها أنها جزء من خطة الحكومة فى إشغال الناس ولهيهم عما نعيش فيه من مآس وفقر وفساد وظلم وفى ظن مسؤوليها أنهم بذلك يحافظون على إشارة البث الممنوحة من الحكومة وعدم التعرض لأى مضايقات من وزارة الإعلام ووزيرها،
وهم بذلك مخطئون، فلن يستطيع أحد أن يقطع البث، ولا أن يتدخل ويمنعهم من عرض ما يريدون، ولكنها سياسة الخوف والجبن التى تربينا عليها وأصبحت داخلنا وفى دمنا ويسعى الجميع إلى التملق بدون داع ولأهداف شخصية هى بعيدة كل البعد عن المبادئ التى يرفعها الكثير من هذه القنوات.
أسعدنا منتخبنا المصرى فى المباريات الثلاث الأولى فى أنجولا، وأتمنى من الله أن يكملوا البسمة على شفاه المصريين الغلابة، والذين ينتظرون فوز المنتخب بكأس أفريقيا كل عامين لكى يفرحوا، فهو الشىء الوحيد الذى يفرحهم ويسعدهم ويزيل عنهم الهموم ويبعدهم عن التفكير فيما هم فيه.
دعاؤنا لفريقنا اليوم أمام الكاميرون، وبإذن الله نفوز ونصعد إلى الدور قبل النهائى.
كرة القدم فيها كل شىء وليس دائماً يفوز الأجدر والأحق، ولربما يأتى الحظ لفريق الجزائر ويفوز على كوت ديفوار وتكون المفاجأة وبإذن الله نفوز اليوم على الكاميرون وعليه نقابل الجزائر مرة أخرى، ماذا أعددنا لذلك، أم ستكون مفاجأة لنا، ونقول إنه كان من المستبعد فوز الجزائر؟ يا جماعة لابد أن نخطط لكل شىء لا أن ننتظر وقوع الكارثة ثم نتحدث.
ونلتقى الأسبوع القادم بإذن الله حاملين كأس أفريقيا للمرة السابعة فى تاريخنا وللمرة الثالثة على التوالى.
kkordy@koraxkora.net