أبدى حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، مساء الخميس، دهشته واستنكاره لتحريك بوارج حربية ووحدات من قوات المارينز الأمريكية إلى ليبيا، إثر «حادث إرهابي فردي أدى إلى مصرع السفير الأمريكي»، حسب تعبيره. واعتبر حزب «التحالف الشعبي» في بيان صادر عنه، ونشره في صفحته الرسمية على «فيس بوك»، تحت عنوان «نرفض الإساءة للنبي محمد، ولكل الرسل والأديان»، أن «مثل هذه التحركات تعكس غطرسة القوة، ولا تقدم حلا للأزمة المشتعلة بعد الفيلم الذى أساء للنبي محمد وللمسلمين جميعا، ولكل القوى التى ترفض الإساءة للأديان، وفي مقدمتها الكنيسة المصرية التي أدانت هذا العمل الحقير، الذى يتناقض مع كل القيم الإنسانية ومع كل المواثيق الدولية التي تناهض التعصب والتمييز الديني، وتدعو إلى احترام الأديان والعقائد». وأكد «التحالف الشعبي» على أن «حق الاحتجاج السلمي على هذه الأعمال حق مكفول لا يجوز قمعه ومواجهته بعنف الشرطة، وهو تعبير عن غضبة عامة شملت كل المصريين بمسلميهم ومسيحيهم، كما شملت كل القوى الديمقراطية في العالم، الذين وجهوا رسالة بليغة لمشعلي الفتن بالكف عن هذه الحقارة التى لن تصيب غير أصحابها». وأشار البيان إلى أنه «لا يجوز تشويه حركة الاحتجاج السلمي بأعمال فردية إرهابية أو في عمليات تعبئة طائفية بإدعاء أن الفيلم ليس منتج خاص وضيع، بل حلقة من حملة صليبية ضد الاسلام، وهو ما يؤدى بداهة إلى رفع شعارات الجهاد»، حسب قوله. كما رفض «التحالف الشعبي» «استغلال بعض مشايخ الفتنة للحادث في تأجيج مشاعر طائفية، وفي الإساءة للمسيحية والسيد المسيح، وهو سلوك لا يختلف من حيث الجوهر مع سلوك منتجي الفيلم الحقير». واختتم «التحالف الشعبي» بيانه بالتأكيد على «دور القوى الديمقراطية وكل العالم في تعزيز احترام المواثيق والعهود الدولية، التي تناهض الكراهية والتمييز الديني والإساءة إلى العقائد والرسل والأديان، وفي الضغط على الإدارة الأمريكية لسحب بوارجها من المنطقة، ووقف سياساتها العدوانية ضد الشعوب». كانت تظاهرات غاضبة قد اندلعت، في الأيام الماضية، في عدة عواصم عربية، بسبب مشاركة عدد من أقباط المهجر المقيمين في الولاياتالمتحدة في فيلم مسيء عن الرسول محمد، وهو ما أسفر بعد تصاعد وتيرة التظاهرات عن مقتل أربعة من موظفي القنصلية الأمريكية في ليبيا من بينهم السفير، وذلك في اقتحام مسلح للمتظاهرين ببنغازي للقنصلية. فيما تواصلت الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن في محيط السفارة الأمريكية، واستخدمت قوات الأمن قنابل الغاز والدخان المسيلة للدموع لتفريقهم، كما قامت سيارات المدرعات التابعة للشرطة بملاحقة المتظاهرين وطردتهم من محيط السفارة، وحذرتهم من استمرار الزحف نحو السفارة مستخدمة في ذلك مكبرات الصوت.