ياسر أيوب يكتب: محمد بديع

فى زماننا الحالى.. لم أعد أتصور أن اختيار مرشد جديد للإخوان المسلمين أمر يهم فقط مؤسسة الرئاسة والبرلمان وأجهزة الأمن ودوائر السياسة وإعلامها فقط.. وإنما بات يخص الرياضة أيضاً..
وإذا كان من حق أى مؤسسة أو هيئة التفتيش فى حياة المرشد الجديد وفى ضميره وأفكاره ونواياه فيما يخصها ويعنيها ويشغلها.. فأنا أيضاً من حقى أن أسأل الدكتور محمد بديع عن الرياضة، سواء فى حياته بشكل شخصى ورؤيته لها واقتناعه بها.. أو كيف ستراها جماعة الإخوان المسلمين الآن ومستقبلاً..
ولست هنا أخاطب المرشد الجديد فقط.. وإنما أخاطب ابن الأسرة المتوسطة فى مدينة المحلة والأستاذ الجامعى فى الزقازيق وبنى سويف وأحد قادة الفكر والدين فى الصعيد، وواحداً من أهم مائة عالم فى مصر والمجتمع العربى كله.. فهو بالتأكيد عبر هذه الرحلة الطويلة عرف ورأى وعايش واقترب من معان كثيرة للرياضة وما يمكن أن تقوم به وتقدمه من فرحة وبهجة لكثير من الفقراء والبسطاء..
وبالتأكيد أخاطب الآن مرشداً جديداً للإخوان ولايزال يسكن ذاكرتى أنا وغيرى مشهد الطلبة الملثمين وهم يرتدون العام قبل الماضى الزى الأسود داخل جامعة الأزهر ويقومون باستعراض مهاراتهم وقدراتهم فى لعبتى الكاراتيه والكونغ فو.. والتلويح بالقوة والعنف احتجاجاً على فصل زملائهم الأعضاء فى اتحاد الطلاب الحر..
وهى المظاهرات التى صاحبها جدل ساخن وطويل ما بين اتهام للإخوان بالعودة للتنظيمات السرية واللجوء للرياضة للترويع والتهديد والانتقام داخل الحرم الجامعى.. وبين نفى الإخوان انتماء هؤلاء الطلبة للجماعة، التى ترفض ما جرى داخل جامعة الأزهر، وسلوك هؤلاء الرياضيين الملثمين.. والمشكلة التى بقيت تتعلق بهذا المشهد هى أنه لدىَّ أسباب وشواهد كثيرة تجعلنى واثقاً من انتماء هؤلاء الرياضيين الملثمين للإخوان المسلمين..
إذ إنه ما من جهة أو هيئة أخرى لايزال لها القدرة على هذا التواجد المنظم داخل أسوار الجامعة إلا الإخوان.. ولدىَّ فى نفس الوقت أسباب ودواع أخرى تجعلنى أقتنع بنفى الإخوان انتماء هؤلاء الرياضيين لهم.. إذ إنه على الرغم من الفوارق الهائلة والجذرية فى كل وأى شىء بين الحزب الوطنى وبين الجماعة.. فإنهما يتشابهان تماما فى إهمال الرياضة وعدم الالتفات إليها أو التعامل معها بجدية بعيداً عن الزيف والدعاية.. فالرياضة بكل وظائفها الحقيقية غائبة تماماً عن رؤية الحزب الوطنى وحكومته.. وغائبة أيضاً عن الإخوان وفكرهم ومنهجهم..
 ولهذا أناشد الآن الدكتور محمد بديع الالتفات للرياضة.. خاصة أن اختياره الآن لقيادة الإخوان يعنى تغييراً حقيقياً، سواء فى الفكر أو المنهج.. حيث سيتراجع قليلاً الاهتمام بالشأن السياسى ليسبقه شأن الفكر والمجتمع والدعوة وتغيير الصورة، سواء صورة الإسلام أو صورة الجماعة.. وهو ما يعنى باختصار أن الرياضة ممكن جداً أن تكون حاضرة.. وأن تصبح أحد الملفات التى يضعها المرشد الجديد على مكتبه وأمام عينيه..
وإذا كان المرشد الجديد قد افتتح عصر قيادته بالتأكيد أن أقباط مصر هم شركاء لمسلميها فى هذا الوطن بكامل حقوقهم واحترامهم.. فمن الممكن أن تكون الرياضة فى نجع حمادى هى البداية.. وأن تساعد الجماعة هانى رمزى فى المباراة التى يريد تنظيمها هناك للمنتخب الأوليمبى.. ومن الممكن أن يصبح ذلك كله بداية لاهتمام حقيقى.. رسمى وشعبى.. بالرياضة فى مختلف مدن الصعيد وقراه.
yayoub@gmail.com