«فاينانشيال تايمز»: المعارضة السورية تتحد لتحمل المسؤولية حال سقوط «الأسد»

سلطت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية في تقرير لها، الأربعاء، الضوء على المعارضة السورية ومحاولاتها الاتحاد، في تطور جديد على المشهد السوري، فيما يبدو أنه سعي لتحمل المسؤولية حال سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.
واستهلت الصحيفة التقرير المنشور على موقعها الإلكتروني بالقول إن كتائب الثوار المتفرقة تسعى للاتحاد تحت اسم جديد بقيادة أحد الجنرالات السوريين المتواجد بالأردن، فيما يراه مقاتلو المعارضة محاولة للاستجابة لدعوات دولية وعربية نحو مزيد من التنسيق والتعاون بين صفوفها.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى قول قادة الثوار إنه قد تم التوصل إلى تفاهم بشأن تكوين الجيش الوطني السوري بقيادة محمد الحاج علي، أكبر لواء سوري منشق كان قد خدم بجيش النظام السوري، وذلك بعد يومين من الحوار في تركيا الذي جمع عددا من قادة المجموعات المقاتلة تحت اسم الجيش السوري الحر.
واعتبرت أن الجهود المبذولة للتوصل إلى مزيد من الاتحاد لابد أن تتعرض للاختبار، بل إنها واجهت بالفعل انتقادا من جانب بعض اللواءات، بالإضافة إلى العقيد رياض الأسعد، أول من أطلق اسم الجيش السوري الحر العام الماضي.
ونقلت عن «الأسعد» في تصريحات خاصة قال فيها إن «ثمة عدم ارتياح كبير بشأن تغيير اسم الجيش السوري الحر، بعد أن أضحى محفورا في عقول السوريين، حتى الأطفال».
ولفتت لي أن التحرك الجديد صوب مزيد من الاتحاد يأتي وسط تزايد القلق الدولي بشأن الانقسامات في صفوف المعارضة، والمخاوف من سقوط المساعدات بالمال والعتاد في أيدي متطرفين انضموا إلى القتال لإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وأشارت «فاينانشيال تايمز» إلى أن ارتفاع التوقعات بشأن مزيد من التعاون الدولي مع المعارضة يأتي بعد انهيار الجهود الدبلوماسية لحل الصراع الذي تجاوز 17 شهرا، مشيرة إلى أن عددا من الدول لاسيما قطر والسعودية وتركيا تدعم بالفعل المعارضة بالمال والعتاد، إضافة إلى الدعم اللوجستي، فيما تعمل عدة حكومات غربية على زيادة دعمها، لكن بمساعدات غير عسكرية.
ونقلت عن خبراء عسكريين غربيين قولهم إن قوات المعارضة «ستبقى مشتتة وغير منظمة في غياب وجود سلسلة من الضوابط تضفي عليها مزيدا من المصداقية».
واختتمت الصحيفة التقرير بتصريح مصطفى الشيخ، رئيس المجلس العسكري للجيش السوري الحر، بأن الهدف من إعادة هيكلة صفوف المعارضة إنما هو خلق «مؤسسة عسكرية حقيقية» وتشجيع المزيد من الدعم الخارجي، قائلا «نسعى لمحو الاعتقاد بأننا غير متحدين، الذي يتخذه البعض عذرا يتعلل به لئلا يقدم إلينا المساعدة، كما أننا نحتاج أيضا إلى بناء مؤسسة، وأن نكون أكثر استعدادا لتحمل المسؤولية حال سقوط نظام الأسد».