سؤال مستفز. أليس كذلك؟! الناس يتحدثون الآن عن التغيير الدستورى وعن الدكتور البرادعى وعن أيمن نور وعن الحزب الوطنى فى أغلب الفضائيات إلى هذا البرنامج الذى شاهدته صدفة على الأوربت فيه نجوم يتحدثون فى اللغة العربية.. رجاء الجداوى ترى الأتلع هو الكلوباتى أيام زمان، وهو الرجل المسؤول عن إنارة أعمدة لمبات الجاز فى الشوارع.. وكان يسير وفى يده عصا طويلة جداً جداً وفى آخرها شعلة تضىء لمبة الجاز.. محمود الجندى اختلف معها وقال إن المعنى الأصح هو الإنسان الذى يستخدم يديه معاً.. معروف أن من يستخدم يده اليسرى فهو أشول أو أعسر ولكن من يستخدم اليدين معاً فهذا هو الأتلع.. أما هايدى فهى تحكى أنها فى النادى كانت تعرف شخصاً يطلقون عليه اسم الأتلع.. وكانت تتحرج أن تناديه بذلك الاسم خشية أن تغضبه ولكنها استجمعت نفسها مرة وسألته عن المعنى.. فقال لها إن والده مدرس لغة عربية ضليع وهو الذى أخبره أن كلمة أتلع معناها الرجل ذو الرقبة الطويلة، وقد اتضح فى النهاية أنها هى الإجابة الصحيحة.. رحت أتامل الأمر وأقارن بين حال الوزير الأتلع والمواطن مقصوف الرقبة.. الاحتياج أذل الناس وجعلهم يتسولون الحقوق ويتسولون العدالة ويتسولون الحياة الكريمة.. راقب الموظف.. أى موظف وهو يستعطف السيد المدير ويقدم له كل الأعذار الممكنة.. فهو يجرى على خمسة عيال وأمهم.. وأبوه مريض فى المستشفى.. وابنته سوف تفصل من المدرسة وترسب بسبب المصاريف والدروس الخصوصية.. ارفع رأسك يا أخى فقد انتهى عصر العبودية.. أتمنى لكن عندى خشونة فى الفقرة الرابعة والخامسة فى الرقبة.. ومعروف أن الذى يرفع رأسه دائماً هو الأتلع.. طيب الأتلع.. لا أستطيع.. التاريخ معروف من أيام الحجاج بن يوسف الثقفى وكان يقول إنى أرى رؤوساً قد أينعت وأنه قد حان قطافها.. فيأتى السياف ويقطع الرقاب.. يا عمنا الحياة محسومة.. الرقاب إذا استطالت طارت.. ومن هنا فإن الوزير الأتلع يحاول دائماً أن يدفس رقبته فى صدره وبين كتفيه ويحتاج إلى خبرات السلاحف والقنافذ فى الانكماش والتفاؤل.. وفى الأدبيات السياسية الحديثة يقولون لك احذر أن تكون «هاى بروفايل» خليك «لو بروفايل» ارقد فى الذرة اتدارى فى الصورة وإلا سوف تصبح الوزير الأتلع سابقاً.. وبعيداً عن السياسة فإن مأزق اللغة العربية الفصحى فى الحياة المعاصرة كبير جداً.. والشباب يكتبون بالحروف اللاتينية على الفيس بوك وفى رسائل المحمول المكتوبة.. ومن هنا رائع أن تنتشر برامج وجماعات لإحياء اللغة العربية مثل جماعة «خليها بالعربى» الذين يكتبون على «التيشيرتات» بالحروف العربية بأشكال فنية بديعة تستعيد روعة اللغة فى حياتنا التى هى أول تجليات الهوية والمصرية والوطنية وقد سعدت فى تركيا عندما سمعت الأتراك يطلقون على الحرف العربى «الحرف الشريف». [email protected]