يخطئ من يعتقد أن الوزير أنس الفقى رجل عادى أو لأنه طيب فهو يهرب من مواجهة المشاكل ولذلك يتهمونه بأنه يفضل غلق الباب على نفسه حتى لا يجلب له أى مشاكل.. لكن الأحداث الأخيرة فى التليفزيون كشفت عن الشخصية الحقيقية لوزير الإعلام، وهى تؤكد أن الرجل غير عادى ويستطيع أن يواجه أى مشكلة بشجاعة ومهما كانت درجة طيبته فهو لا يفعل كما يفعل البعض.. فلم نسمع أنه يدفن رأسه فى الرمل عندما تأتيه المشكلة.. ثم إن له سابقة تكشف عن شجاعته وجرأته عندما واجه المتظاهرين على باب ماسبيرو فى أعقاب التطوير والتجديد فى برامج التليفزيون فقد تصدى لهم بشجاعة وهو يكشف عن خطته فى التطوير ويعلن أن التليفزيون لن يحتفظ بالعجزة ولن يسند برامجه للمتخلفين مهنياً، لأنه جهاز إعلامى وليس مؤسسة خيرية.. وأكد أن البقاء داخل التليفزيون للكفاءات التى تطور نفسها أولاً بأول. وكون أنس الفقى يفجر هذه الأيام مفاجأة بحذف برنامج «البيت بيتك» من الشاشة الصغيرة.. فالمشاهدون يعتبرون هذه المفاجأة قنبلة إعلامية لم يتوقعوا أن يكون صداها إلغاء هذا البرنامج الذى اكتسب شعبيته وأصبح منافساً للفضائيات العربية التى سحبت المشاهد المصرى من التليفزيون المصرى.. الفقى أثبت أنه قادر على صنع النجاح.. وإذا كان «البيت بيتك» قد حقق النجاح الذى وصل إليه فالفضل للتليفزيون المصرى الذى يستطيع أن يطرح اسما آخر غير «البيت بيتك» ويحقق له نفس النجاح. لقد غسل أنس الفقى يده من قضايا هذا البرنامج وحتى يكون حكم عدل بعد قرار هيئة التحكيم رأى أن يكون محايداً ويضرب الإشاعات التى كانت تلاحقه بصداقته لمنتج برنامج «البيت بيتك».. لقد أثبت أنه لا مع منتج البرنامج.. ولا مع الطرف الآخر الذى اثبتت هيئة التحكيم أحقيته فى الإيراد.. ولأن وضعه فى هذه القضية حساس كوزير للإعلام فقد كان من الطبيعى أن يعلن عن شفافية موقفه.. أنس الفقى بهذه القنبلة الإعلامية كشف عن قدراته فى صناعة البرامج الجماهيرية. وكلمة حق أقولها إن الزميلة جريدة «الفجر» هى صاحبة السبق فى الإعلان عن اتجاه الفقى فى الاستغناء عن «البيت بيتك».. واستبداله ببرنامج آخر، اختاروا له اسماً مؤقتاً وهو «مصر النهاردة».. لكن مفاجأة الفقى لنا أنه اختار «هنا القاهرة».. بنفس الوجوه التى كانت تعمل فى «البيت بيتك».. إذن فالتغيير كان مقصوراً على الاسم وليس على المضمون.. وبهذا التغيير أغلق الباب على الحوارات والمنازعات حول العائد من الإعلانات.. وأصبح التليفزيون وحده هو المستفيد.. لكن يحضرنى سؤال.. هل يستطيع التليفزيون تسويق البرنامج الجديد إعلانياً. أنا شخصياً أشك لأن جلب الإعلانات يحتاج إلى عقلية غير حكومية.. فمثلاً هل تستطيع أى شركة تابعة للتليفزيون كجهاز حكومى أن تشترى سبائك ذهبية وتقدمها للمُعلنين كهدايا فى العام الجديد كما تفعل وكالات الدعاية والإعلانات. من المؤكد أنه لا يوجد الشخص الذى يمتلك هذه القدرة.. لا داخل شركة صوت القاهرة.. ولا فى التليفزيون. ثم لماذا يتم التعاقد مع المواهب التليفزيونية عن طريق شركة حكومية مثل صوت القاهرة.. فالذى أعرفه أن موهبة مثل تامر أمين.. وهو أصلاً من داخل التليفزيون لماذا نفتح عليه النار من زملاء له.. ونراهم يلجأون إلى مجلس الدولة ويحتكمون له فى قضايا تطالب التليفزيون بمساواتهم مع أجر شخصية موهوبة مثل تامر أمين. الذى أعرفه أن برنامجاً جديداً مثل «هنا القاهرة» لكى يحقق نفس النجاح الذى يحققه «البيت بيتك» كان من الممكن تقديمه من خلال وكالة إعلانية يتم تأسيسها من المساهمين ويستطيع التليفزيون أن يشترى نسبة فيها.. المهم ألا تكون خاضعة للجهاز المركزى للمحاسبات ولا الروتين الحكومى.. وهنا تستطيع هذه الوكالة أن تتعاقد مع نجم الصحافة المصرية محمود سعد وتدفع له مليونا أو اثنين دون رقيب وليس من المفترض أن تعلن كم تدفع له أو لزميله الإعلامى الموهوب خيرى رمضان الذى أصبح إضافة للتليفزيون المصرى بعد أن نجح فى أن يكشف عن نفسه كموهبة غير عادية استحق أن يشارك محمود سعد وتامر أمين فى نجوميتهما على شاشة التليفزيون المصرى. لذلك أطالب أنس الفقى بأن يخرج من الكادر الحكومى.. وأنا أعرف أنه قادر على أن يقفز بالبرنامج الجديد ويحقق تفوقاً على الفضائيات التى كانت تنفرد بالمشاهد المصرى.. وتنشر غسيلنا «... ...» ثم إن الحياد الذى انتهجه الفقى فى إعطاء كل ذى حق حقه فى برنامج «البيت بيتك» هو معيار لعدالة وزير الإعلام المصرى الذى لا تهمه مساندة طرف على حساب طرف. على أى حال.. المستفيد من إلغاء «البيت بيتك» فى التليفزيون المصرى هو المظلوم إيهاب طلعت الذى رأيناه يحفر فى الصخر فى بداية مولد البرنامج ثم «قنطروه» فى اتهام ظالم ليمضى بقية عمره خارج مصر.. لكن إرادة الله مع المظلوم لأن الظلم لا يدوم.. وإذا كان إيهاب طلعت فى المنفى الآن فقد استطاع أن يكون سفيراً للمصريين فى منفاه ببريطانيا حيث تجمعت عنده مطالب المستثمرين العرب.. ومع ذلك مصر عنده رقم واحد مهما تكتلت حوله سهام الحاقدين للاستمرار فى إبعاده.. فهو لن يستسلم للغربة أو ينسى يوماً مصريته. صحيح أن الستار أسدل على قضية «البيت بيتك».. لكنها ستبقى قصة لقول رسول الله- صلى الله عليه وسلم - «يدالله مع الشريكين مالم يخونا» وقد صدق قوله عليه السلام. [email protected]