مائدة رحمن ب4 حلل وحصيرة خضراء..عم عامر يقيم مائدة بمفرده منذ 40 عاماً إلى جوار أم العواجز

قبل أذان المغرب بنصف ساعة يحمل عم عامر 4 حلل من الحجم الكبير مملوءة أرزاً ولحماً وبامية وفاصوليا، ويجلس على الرصيف المقابل لمسجد السيدة زينب، مفترشاً حصيرة خضراء إلى جواره، ليجلس عليها ضيوف الرحمن.
ويرص أمامه عشرات البسطاء الحالمين بإفطار لا يخلو من طبيخ ولحم.
40 عاماً حرص خلالها عم عامر على الطقس نفسه، فطوال شهر رمضان خلال هذه السنوات، يترك عامر زوجته وأسرته فى صفط اللبن ساعة الإفطار.
حيث يغادر عمله ليشترى مستلزمات مائدته البسيطة، وباتفاق مع أحد سكان منطقة السيدة زينب يطهى عامر مكونات مائدته ثم يحملها إلى موقعه أمام المسجد قبل أذان المغرب.. وحوله عشرات المارة حمل كل منهم 3 أكياس نظيفة لتعبئتها باللحم والأرز وأى طبيخ من نوعين هما البامية والفاصوليا، ليختار بينهما، فيما قرر بعضهم الجلوس إلى جوار عم عامر على حصيرته الخضراء وتناول الإفطار فى رحاب السيدة.
عامر أكد أنه رغم حياته فى القاهرة لكنه لم ينس نشأته الصعيدية فى المنيا، وقال: «مش فاكر جيت القاهرة إمتى، لكننى أتذكر جيداً أننى أقدم هذه المائدة منذ 40 عاماً.
فأنا من محبى السيدة وروادها، ولذا قررت أن يكون إفطارى فى رحابها، وأن أقدم هذه المائدة لزوار أم العواجز، ورغم أنها تكلفة كبيرة، لكن ربنا بيقدرنى، وبيوقف لى ولاد الحلال اللى بيساعدونى».
وأضاف عامر: «أبدأ فى إعداد الطعام بعد الظهر، وأغسل الأوانى والحلل جيدا، ثم أقطع اللحم والخضار وأبدأ فى طهيه وقبل الأذان أنزل إلى الشارع وأفرش الحصيرة وأنتظر ضيوفى، بعضهم من أهل المنطقة وبعضهم من المارة، وعلى فكرة لا أوزع طعامى على الفقراء فقط، يعنى لو جالى واحد راكب حصان وطلب أكل هاديله».
عامر يحب شهر رمضان إلى جوار أم العواجز، ولا يتمنى سوى أن يعود عليه عمله بالصحة والستر له ولأسرته.