جامعة حلوان تستضيف اجتماع قطاع العلوم الأساسية بالمجلس الأعلى للجامعات    مفاجأة في تنسيق الثانوية العامة بعد اعتماده رسميا    المؤتمر الطبى الأفريقى.."الشراء الموحد" يعزز قدرات الكوادر الصحية من خلال شراكة استراتيجية    محافظ الغربية يتابع أعمال تطوير كورنيش مدينة كفر الزيات    مستشار وزير الاتصالات: مصر ملتزمة بتوظيف الذكاء الاصطناعي بما يتسق مع مبادئ الكرامة والعدالة    إزالة فورية لأعمال بناء مخالف لشروط الترخيص بحى المستشارين في الزقازيق    نتنياهو يطلب تأجيل استدعائه في قضايا فساد    الحرس الثوري الإيراني يصدر بيانًا بشأن حرب ال12 يومًا مع إسرائيل    السيسي ورئيس وزراء بريطانيا يؤكدان ضرورة العودة للتفاوض لتسوية الأزمة الإيرانية الإسرائيلية    ألونسو يؤكد أن "الالتزام الدفاعي" مسؤولية الجميع    ننشر التفاصيل الكاملة لواقعة الفنان أحمد السقا مع طليقته الإعلامية مها الصغير وسائقها بأكتوبر    «الأمن الاقتصادي»: ضبط 4225 قضية «سرقة كهرباء» خلال 24 ساعة    في ذكري 30 يونيو.. "الحكاية مصر" احتفالية حكي وغنا في مسرح السلام    عمرو دياب وعمرو مصطفى.. تفاعل فني وجماهيري مع عودة تعاون الثنائي بألبوم ابتدينا بعد سنوات القطيعة    تحذير على الصعيد المالي.. توقعات برج الحمل في الأسبوع الأخير من يونيو 2025    السبت المقبل .. المنيا تحتفل باليوم العالمي للتبرع بالدم 2025    مجلس اليد يحفز منتخب الشباب ويضاعف مكافأة الفوز علي البرتغال في المونديال    المؤتمر الطبى الأفريقى.. "الصحة" تستعرض التجربة المصرية في تطوير القطاع الصحي    الحوثي: أي استهداف إسرائيلي لليمن سيقابل برد مزلزل    خبير تربوي يوضح أسباب شكاوي طلاب الثانوية العامة من امتحان الفيزياء    تكثيف جهود مكافحة الإدمان بحملات توعوية ميدانية في الأقصر    الطقس غدا.. ارتفاع بدرجات الحرارة والرطوبة والعظمى بالقاهرة 36 درجة    الخارجية الفلسطينية: عجز المجتمع الدولي عن وقف "حرب الإبادة" في قطاع غزة غير مبرر    ميرتس: الاتحاد الأوروبي يواجه أسابيع وأشهر حاسمة مع اقتراب الموعد النهائي لفرض الرسوم الجمركية    على طريقة الأهلي والزمالك.. النصر يرفض التخلص من بروزوفيتش خوفًا من الهلال    شاهد.. أرتفاع إيرادات فيلم "ريستارت" أمس    هيئة الرعاية الصحية توقع 4 بروتوكولات تعاون استراتيجية    الكشف على 2888 حالة وتحويل مئات المرضى في قوافل طبية بدشنا وقوص    أفضل وصفات العصائر الطبيعية المنعشة لفصل الصيف    أفكار لوجبات صحية وسريعة بدون حرمان    رئيس اللجنة المنظمة لمؤتمر "التخدير والرعاية المركزة" بجامعة عين شمس: قدمنا خطوة خضراء    نساء الهجرة.. بطولات في الظل دعمت مشروعًا غيّر وجه التاريخ    ألونسو ردًا على لابورتا: نشعر في ريال مدريد بالحرية    وزير الشباب والرياضة يهنئ أبطال مصر بعد حصد 6 ميداليات في اليوم الأول لبطولة أفريقيا للسلاح بنيجيريا    مبدأ قضائي: مجالس التأديب بالمحاكم هي المختصة بمحاكمة الكُتاب والمحضرين وأمناء السر    وزير الري يتابع إجراءات رقمنة أعمال قطاع المياه الجوفية وتسهيل إجراءات إصدار التراخيص    محافظ أسوان يشهد الاحتفال بالعام الهجري الجديد بمسجد النصر    ب 4 ملايين دولار، محمد رمضان يكشف عن سبب رفضه عرضا خياليا للعودة إلى الدراما (فيديو)    وفاة والدة الدكتور محمد القرش المتحدث الرسمي لوزارة الزراعة وتشييع الجنازة في كفر الشيخ    في ليلة استثنائية، راغب علامة يشعل منصة النهضة بمهرجان موازين وسط 150 ألف متفرج (صور)    جوارديولا يكشف تفاصيل إصابة لاعب مانشستر سيتي قبل مواجهة يوفنتوس في مونديال الأندية    وفاة أحد مصابي حريق مطعم المحلة الشهير في الغربية    تعرف على الاختبار القضائي للطفل وفق القانون    رئيسة حكومة إيطاليا تحتفل ب"وحدة الناتو" وتسخر من إسبانيا    عصمت يبحث إنشاء مصنع لبطاريات تخزين الطاقة والأنظمة الكهربائية في مصر    أندية البرازيل مفاجأة مونديال 2025    نور عمرو دياب لوالدها بعد جدل العرض الخاص ل"فى عز الضهر": بحبك    رسميًا.. موعد صرف المعاشات بالزيادة الجديدة 2025 بعد قرار السيسي    تهنئة السنة الهجرية 1447.. أجمل العبارات للأهل والأصدقاء والزملاء (ارسلها الآن)    بعد رحيله عن الزمالك.. حمزة المثلوثي يحسم وجهته المقبلة    بنتايج خارج القائمة الأولى للزمالك بسبب العقود الجديدة    وزارة التموين فى ذكرى 30 يونيو: استراتيجية استباقية لتعزيز الأمن الغذائى واحتياطى مستدام من السلع    جهات التحقيق تستعلم عن الحالة الصحية لعامل وزوجة عمه فى بولاق    الرئيس السيسي يهنئ الشعب المصري والشعوب العربية والإسلامية بالعام الهجري الجديد    تشديدات أمنية مكثفة بلجان الدقي لمنع الغش وتأمين سير امتحاني الفيزياء والتاريخ للثانوية العامة    هل الزواج العرفي حلال.. أمين الفتوى يوضح    بمناسبة العام الهجري الجديد.. دروس وعبر من الهجرة النبوية    دار الإفتاء تعلن اليوم الخميس هو أول أيام شهر المحرّم وبداية العام الهجري الجديد 1447    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



24 أغسطس
نشر في المصري اليوم يوم 22 - 08 - 2012

كشفت الدعوات التى أُطلقت من أجل مظاهرات الجمعة 24 أغسطس، عن حجم الأزمة التى يعانى منها المجتمع المصرى ونخبته السياسية، فمن صيغة الدعوة الأولى الكارثية التى دعت إلى إسقاط أول رئيس منتخب ديمقراطياً منذ 60 عاماً، إلى الصيغة الجديدة التى عدّلت فى الدعوة الأولى وحددت 14 هدفاً لأسباب التظاهر بعضها مقبول وبعضها غير معقول - بدا المجتمع كأنه لم يتعود على الممارسة الديمقراطية، وعلى حق التظاهر السلمى، بصرف النظر عن الاتفاق والاختلاف مع ما يطرحه المتظاهرون.
والمؤكد أن البداية كانت خاطئة حين تعامل البعض بخفة مع دعوة إسقاط رئيس منتخب بالتظاهر والاحتجاج والتحريض على حرق مقار الإخوان، ثم تراجع المتظاهرون عن دعوة إسقاط الرئيس وتنكروا لدعوات العنف وأصبحنا أمام مظاهرة شبه طبيعية يمكن أن نراها فى أى مجتمع ديمقراطى.
أما ردود الفعل الهستيرية من قبل بعض عناصر الإخوان فكانت كارثية بكل معنى الكلمة وصادمة لقطاعات واسعة من المصريين حتى وسط هؤلاء الذين رفضوا التظاهر، ورفضوا هذا الحكم المسبق على الرئيس المنتخب، فقد صدمتهم دعاوى تكفير وقتل المتظاهرين، ولعب الإخوان لعبة مكررة تفقدهم كل يوم رصيداً فى الشارع دون أى مبرر إلا تصورهم أنهم أذكى وأفضل من الآخرين،
فقد أعلن «إخوان الرئاسة» أن حق التظاهر مكفول للجميع فى حين حرض بعض «إخوان الجماعة» على قتل المتظاهرين وتكفيرهم، ونسوا أن الواجب الأول لمؤسسة الرئاسة هو حماية المتظاهرين ومحاسبة كل المحرضين على العنف من كل الاتجاهات وليس الاكتفاء بالكلام العام.
فحين يقول هشام إسلام الذى يعمل بدار الإفتاء، وعضو جماعة الإخوان المسلمين، إن «متظاهرى 24 أغسطس خوارج»، ويحرض على قتلهم ويقول: «إن قاوموكم قاوموهم، فإن مات منكم أحد فهو شهيد وإن مات منهم أحد فلا دية له»، ولا يحاسبه أحد إلا تصريحات الرفض والإدانة - فإننا نصبح أمام كارثة أخلاقية وسياسية وقانونية حقيقية.
إن هشاشة الوضع السياسى المصرى وغياب الثقافة الديمقراطية حوّلا مظاهرة عادية إلى مجال للتخوين والتكفير، فمن حق أى قطاع من المصريين أن يتظاهر دون أن يتهم أو يخوِّن حتى لو كان بعضهم جزءاً من شبكة المصالح القديمة أو أعضاء سابقين فى الحزب الوطنى، فمدهش أن يقوم الإخوان بالاعتماد على كل قيادات النظام القديم فى مجلس الشعب وفى كل المؤسسات التى قادوها بل تعيين بعضهم وزراء فى الحكومة الجديدة على اعتبار أن هؤلاء تكنوقراط وموظفون شرفاء، وفجأة يتحولون إلى مأجورين وفلول إذا قرر بعضهم التظاهر ضد الإخوان.
وتكرر الأمر مع تصريحات أخرى لكثير من رموز التيار الإخوانى، فوصف بعض قادة أهل السنة والجماعة هذه المظاهرات بأنها «انقلاب على الشرعية» والداعين لها بأنهم «أكلة المال الحرام».
إن بعض ردود الأفعال على تلك المظاهرات جاءت أسوأ من ردود فعل رجال النظام السابق على بعض الدعوات المشابهة للتظاهر فى عهد مبارك، مع اختلاف فى الألفاظ، فتغير الحديث عن الجماعة المحظورة والأجندات الخارجية والقلة المندسة، إلى الفلول والمأجورين والخوارج، وبقيت الديمقراطية بمعناها الثقافى والسياسى بعيدة عن خطاب معظم القوى السياسية المصرية.
من المؤكد أن الرئيس لن يسقط بمظاهرة أو مظاهرات، وأن الرئيس الذى يسقط بانتفاضة أو ثورة هو الرئيس الذى يأتى إلى السلطة بانقلاب أو بالوراثة أو بالتزوير، وهى صفات عانى منها الشعب المصرى 30 عاما مع مبارك، ومع ذلك لم يسع المعارضون لحكمه إلى تأسيس حركة جذرية تهدف إلى إسقاطه إلا مع تأسيس حركة كفاية فى 2004 أى بعد 24 عاما من وجوده فى السلطة.
وهنا لا يجب أن يستسهل البعض دعوات الثورة الثانية التى ابتذلت على مدار أكثر من عام ولا دعوات إسقاط رئيس منتخب، فالدول الفاشلة هى التى تسقط رئيسها بالشارع والأمم المحترمة هى التى تغيره بصندوق الانتخاب، ومرسى جاء بالصندوق وتغييره يأتى بالصندوق.
أما الضغط على الرئيس وعلى جماعته عن طريق الشارع من أجل رفض بعض السياسات، أو المطالبة بتقنين وضع الجماعة التى مازالت تهين الدولة التى يحكمها وترفض أن تتحول إلى جماعة شرعية وقانونية تخضع لرقابة الدولة مثل كل الجمعيات الأهلية فى مصر، وتنتظر أن تفصّل قانوناً على مقاسها - فهو فى الحقيقة موقف لا يحترم الديمقراطية وأبجديات دولة القانون، لأن الطبيعى أن نحترم القوانين الموجودة ثم نغيرها بعد ذلك بطريقة ديمقراطية وليس فقط القوانين المفصلة على مقاسنا.
لقد تراجع متظاهرو 24 أغسطس عن هدف إسقاط الرئيس وتبرأوا من أى دعوات للعنف، وعلى الطرف الآخر أن يتعامل مع حق التظاهر السلمى باعتباره حقاً قانونياً ودستورياً، وأن تتوقف حملات التخوين والتكفير بحق أى متظاهر مهما كانت نواياه طالما ظلت فى الإطار السلمى.
لن يقبل المصريون بإسقاط رئيس منتخب بشكل ديمقراطى تماماً مثلما لن يقبلوا بأن تشن تلك الحملات على جزء من الشعب المصرى قرر أن يتظاهر ضد الإخوان، فلا يجب أن يوصف المعارضون مهما كانوا بأى وصف فهم مواطنون مصريون كاملو الحقوق والواجبات، فكما رفضنا كل التعبيرات المبتذلة التى روجها أنصار مبارك بحق جماعة الإخوان التى وصفت ب«المحظورة»، يجب علينا جميعا أن نرفض كل الدعوات التى تعتبر كل معارض للإخوان من الفلول، وحتى لو كان كذلك فهو ليس مواطناً درجة ثانية، لأن من فى الحكم ليسوا درجة أولى إنما نحن جميعا مواطنون مصريون كاملو الأهلية، نتفق فى بعض الأمور السياسية ونختلف فى أمور أخرى، والحكم بيننا هو الدستور والقانون وصندوق الانتخابات.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.