نحن هنا.. وهم هناك من أوروبا عُدت بعد زيارة خاصة، هناك ليس من السهولة بمكان متابعة ما يحدث فى مصر، فما ينشر عنها فى الجرائد العالمية قليل.. هذا على المستوى السياسى أما على المستوى الرياضى فلا حس ولا خبر.. مع أن فريق مصر يحتل المركز التاسع عالمياً، وهو مركز متقدم جداً لم تصل له مصر من قبل. فى حواراتى فى لندن مع بعض الإنجليز عن لاعبينا الذين احترفوا وعادوا لم يكن رأيهم يسرّ، بل كان مزيداً مما يشبه التهكم، فأحمد فتحى دخل وخرج ولم يشعر به أحد، ويسألوننى هل هذا نجمكم الموهوب؟ محمد شوقى شرحه جلس على الخط مع فريقه أكثر من موسم إما مصاباً وإما لا يلعب لعدم الاقتناع بقدراته وكان التساؤل كذلك: هل هذا هو نجمكم؟ وعمرو زكى تعجبوا من أمره، فقد سجل أقوى بداية لأى لاعب أجنبى جاء لإنجلترا واعتبروه أحسن صفقة تمت فى الدورى الإنجليزى ومع ذلك خرج ولم يعد. أما ميدو فهو الأكثر شهرة عندهم ويتعجبون من أمره، فقد لعب فى أعظم أندية أوروبا وانتهى فى أقل أندية إنجلترا، وانتهى الأمر بأن تركوه دون مقابل لمن يريده وكان آخر أجر له ألف جنيه إسترلينى فى الأسبوع، وهو لا يساوى بنزين سياراته الفارهة. حضرات القراء.. ومع ذلك كنت أتابع، على خفيف، أحوال الكرة المصرية من خلال الإنترنت وطبعاً أرجوك ألا تغضب منى لو قلت إن هناك فرقاً، فحضرتك عارف وأنا عارف أن هناك مائة فرق، عقود اللاعبين محترمة، اللاعبون يتحركون فى أوروبا بمنتهى السهولة، يايا توريه يترك برشلونة إلى مانشستر سيتى بلا مشكلة، برشلونة يريد ضم فابريجاس لاعب الأرسنال إليه، والصفقة لا تتم.. أيضاً لا مشكلة. نفس الأمر فى الدوريين الألمانى والإسبانى وغيرهما من الدوريات الأوروبية. بصراحة عالم تانى، أو كوكب ثانى كما تقول أغنية الفنان مدحت صالح. كنت أفتح صفحات «المصرى اليوم» على الإنترنت وأنا أقول إن شاء الله أخبار حلوة، وناس تحترم بعضها البعض، وشغل العيال الذى نراه بين الأندية الكبيرة توقف، الظلم الذى تقابله الأندية الصغيرة لن يتكرر، مصالح بعض رؤساء النوادى الخاصة أو فى الاتحاد انتهت. خناقات أعضاء مجلس إدارة بعض الأندية مع بعضهم البعض اختفت. ولكن طلع نأبى على شونة، فى الزمالك الرئيس عباس والنائب جاسر الدنيا مش طبيعية، أبوالحسن فى الإسماعيلى، الذى نرى بقاءه غير قانونى بسبب الحكم الأخير الصادر ضده، يختلف مع نائبه حماد موسى الذى ساند أبوالحسن ومع ذلك لعب أبوالحسن ضده. مدربون بعد أول يوم يُخلعون، فبعد أول هزيمة خرج محمد عامر من المقاولون ومحسن صالح من سموحة، وتستمر المعركة الكلامية بينهم. خناقة حامية بين جماهير الأهلى الألتراس ورجال الشرطة. عزيزى القارئ.. باختصار، ما قرأته وما سمعته، وما أشرت إليه الآن يسد النفس، ولست أدرى كيف نستطعم كرة القدم فى هذا الجوم المسموم. اتحاد منقسم على نفسه، صراع بين الرئيس ونائبه، مشاكل لاعبين كمشكلة جدو لا تحل من داخل الاتحاد ولكن من تدخلات خارجية. عزيزى القارئ.. اسمح لى أن أضرب لك بعض الأمثلة عما ينشر فى الإعلام الرياضى، ومنه ما قد يثير بلبلة بين الناس أو ما يكون كاذباً.. خذ عندك الأخبار التالية التى قرأتها: ■ شوقى يهرب من القيعى ويطلب مليون يورو من ماجد سامى رئيس نادى دجلة (لم يحدث). ■ شوقى يهرب من الأهلى ويستجيب لإغراءات الزمالك (لم يحدث). ■ زيدان يرفض مفاوضات سامى العدل.. ويطلب الحسم مع عباس (لم يحدث). ■ عمر جمال للزمالك بمليون جنيه (لم يحدث). ■ عرض خيالى من عباس لشراء متعب (لم يحدث). ■ القيعى يقول: متعب عائد للأهلى ولن يستمر ببلجيكا. ■ أبوالحسن رئيس الإسماعيلى يجرى مفاوضات كوميدية مع النجم طارق التائب (لم يحدث). ■ الآن عزيزى القارئ.. ما رأيك فى الحالة الكروية العامة فى مصر؟ هل كرة القدم فى مصر غير ديمقراطية؟ وهل هناك قوة عظمى سواء شخص أو هيئة تحرك جميع المسؤولين الكرويين كما تتحرك الكرة فى الملعب؟ قد تسألنى: ما هى هذه القوة؟ مش حقولك اعتبرها فزورة مع أنها لا فزورة ولا يحزنون، عايز تعرف أرجوك راجع الأحداث والأزمات الأخيرة، ودقق فى النهاية كيف تمت، إذا كانت كل الأطراف سعيدة بالنهاية إذن الموضوع فيه عدالة، وإذا لم توجد إذن فلتسقط القيم والمبادئ والأخلاق. حضرات القراء.. سامحونى فأنا أحلم لبلدى بكل حاجة حلوة، وأحلم بكرة قدم كالتى نراها ونسمع عنها فى أوروبا، ولكن بصراحة ما أراه ليس حلماً ولكنه كابوس لا يجعلنا ننام.. اللهم اكفنا شر الكوابيس، واكفنا كذلك هؤلاء المنافقين والمخادعين وهؤلاء الذين لا يعملون إلا لمصالحهم الخاصة.. اللهم آمين.. آمين يا رب العالمين. مشاعر ■ الأستاذ على هاشم الكاتب الكبير.. مقالته «إلا الكهرباء يا سيادة الوزير» فى الجمهورية رائعة.. منطقه فى المقال سهل جداً وهو أن الناس تدفع بانتظام كل شهر.. فلماذا تنقطع الكهرباء؟! بصراحة أول مرة أرى وزيرا للكهرباء يضع جداول لانقطاع الكهرباء منتظمة فى جميع المحافظات. السؤال هو: هل انتهى عصر حسن يونس وزير الكهرباء الذى استمر أكثر من عشر سنوات؟! ■ الفنانة زينة.. لا أعرفها شخصياً وليس بينى وبينها أى اتصال، ومع ذلك أنا سعيد ببراءة أختها الشابة ياسمين. وأحيى وأحترم القضاء المصرى فى شخص المستشار عمر عبدالعزيز الشريف بحكمه ببراءتها من تهمة الاتجار فى المخدرات من أول جلسة. ■ د. وليد دعبس، رئيس قناة مودرن.. هل انضمام شوبير للقناة ضربة معلم منه.. وهل المقصود منها تحجيم دور النجم مدحت شلبى أم خلق جو من المنافسة بينهما لصالح القناة؟ المهم ألا يتكرر ما حدث بين الدكتور علاء صادق ومدحت شلبى. ■ المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام.. واضح أنه لم يرض مثل كثيرين من الشعب عن المحنة التى يمر بها رجل الأعمال السابق «الريان» فلا أحد يرضى للرجل بعد 22 سنة فى السجن ألا يخرج بعد قرار المحكمة ببراءته.. ابنته قالت إنها لا تصدق أنه سيخرج، فكل مرة بعد قرار الإفراج لا يخرج.. الموضوع الآن فى يد النيابة والقضاء العادل.. أنا شخصياً أرجو أن أراه قريباً فى منزله بين أهله.. شكراً سيادة المستشار. ■ الحملة التى يقودها البعض من أجل ترشيح جمال مبارك للرئاسة لا تفيد الرجل قدر ما تضره.. موقف الإدارة المحلية بالموافقة على تعليق هذه اللافتات موقف متخاذل.. ففى ظنى أن جمال مبارك لا يسعده هذا النفاق الشعبى والرسمى. ■ اللاعب محمد ناجى جدو.. لست أدرى من الذى سيدفع له الغرامة المالية التى تزيد على مليونين من الجنيهات.. هو مستحيل أن يدفع، والنادى الأهلى لو دفعها له سيكون هناك شبه إهدار للمال العام. اتحاد الكرة يا هناه.. مليون جنيه جاء له بسهولة.. لسان حالهم يقول «نريد من تلك الحالات الكثير». ■ عماد متعب نجم مصر.. أعترف بأنه حيرنى.. يلهث من أجل الاحتراف فى بلجيكا.. وبعد التعاقد يعلن رغبته فى العودة للنادى الأهلى.. يقول «الناس فى بلجيكا معاملتهم فوق الوصف.. ولا يوجد أى خطأ من جانبهم، ثم يطلب من الأهلى أى منفذ للعودة إليه، فهو خائف أن تسوء سمعته فى أوروبا. ويطلب من الأهلى مخرجا لا يؤدى إلى عقوبات ضده». بصراحة أنا مش فاهم ماذا يريد بالضبط؟ هل حضراتكم فاهمين؟! ■ نصر أبوالحسن الرئيس الحالى للإسماعيلى.. يتساءل أهالى الإسماعيلية عن أسباب التخاذل فى خلعه من رئاسة الإسماعيلى بعد حكم الإفلاس النهائى له الذى يمنعه من حقوقه المدنية والسياسية. فلماذا لا يصدر المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومى للرياضة القرار، ولماذا كل هذا التأخير.. هل محافظ الإسماعيلية هو الذى يرفض إصدار مثل هذا القرار.. القرار حق أصيل لوزير الرياضة وليس للمحافظ. بدون مشاعر بطلان عضوية الوزراء بمجلس الشعب وهكذا رأينا بعض الوزراء يحرجمون أو يسعون لعضوية مجلس الشعب.. البعض يريد العضوية لاعتقاده بأنها وسيلته للاستمرار فى كرسى الوزارة. قبل ذلك فى السبعينيات كان المحافظون يسلكون نفس المسلك للاستمرار فى وظيفة المحافظ، وأذكر يومها أن الرئيس السادات أصدر قراراً بقانون لا يسمح للمحافظين بالترشح لمجلس الشعب، وكذلك تم استبعاد رجال القوات المسلحة من الإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات العامة. فى النظم النيابية تأتى عضوية البرلمان أولاً وبعدها الوزارة عكس ما يحدث فى مصر.. فهنا الوزارة أولاً ثم كرسى مجلس الشعب ثانياً. الوزراء هناك لابد أن يكونوا أعضاء عاملين وناشطين وفاعلين وصعدوا لمواقع الحزب خطوة خطوة، بينما فى مصر معظم الوزراء لا يأتون من الحزب وإذا جاءوا لا يكونون أعضاء عاملين ناشطين أو بدأوا سلم الحزب من أوله. ما ينقص الحزب الوطنى فى مصر هو قضية اختيار الوزراء، فالذى يرصد الوزارة الحالية أو السابقة لن يجدهم كانوا أعضاء فاعلين بالحزب بل انضموا للحزب بعد دخول الوزارة. إذن الوزير يصبح عضواً بالحزب بعد الوزارة وعضواً بالبرلمان بعد الوزارة كذلك.. ولهذا عندما يتركون الوزارة لا تسمع أنهم استمروا بالحزب، بل ربما تجد أن معظمهم لم يملأوا استمارة عضوية الحزب أصلاً. حضرات القراء عندما رشحنى الحزب الوطنى لعضوية مجلس الشعب فى دائرة مدينة نصر ومصر الجديدة كان السؤال المحورى من المواطنين هو لماذا رشحت نفسك للبرلمان، وهل ستجرو على نقد الحكومة وأنت جزء منها؟! سؤال مهم ومحرج. ولهذا بعد دخولى مجلس الشعب تحمست وأردت أن أقول للدائرة هأنذا أفعلها وأناقش وأنقد الحكومة.. وفى أول بيان للحكومة كانت كلمتى قاسية تشمل هجوماً على تصريحات الوزراء التى لا تنفذ وأن هذا محل غضب المواطنين وضربت بعض الأمثلة التى تدلل على ذلك.. ويبدو أننى قد زودتها فقد حاول د. فتحى سرور رئيس المجلس إيقافى بذوق وشياكة، ولكن الأعضاء صفقوا لى وطلبوا منه استمرارى فى الكلام، ما علينا.. فى المساء قامت الدنيا ولم تقعد فقد أغضبت الكلمة رئيس الحكومة وكان له موقف منى استمر طويلاً. حضرات القراء.. إذن السؤال مازال قائماً وهو لماذا يدخل أو يطلب الوزراء دخول البرلمان، خاصة أن بعضهم يطلب ترشيح نفسه فى بلدته التى ربما لم يزرها فى حياته ولا يعرف عنها شيئاً؟! سؤال ليست إجابته عندى. والسؤال الثانى يشمل بعض الإجابة وهو أن وجود الوزير فى مجلس الشعب يجعله يقدم خدمات لدائرته سواء من خلال وزارته أو من خلال زملائه الوزراء.. وهناك نموذج سابق قام به كمال الشاذلى الذى قدم لبلده خدمات جليلة، ونموذج حالى يقوم به الدكتور محمود محيى الدين لكفر شكر قريته خاصة ولمحافظة القليوبية بوجه عام، والغريب أن محافظ المنوفية وقت كمال الشاذلى كان المستشار عدلى حسين الذى هو نفسه المحافظ الحالى للقليوبية. الفرق أن الخلاف كان حاداً بينه وبين السيد/ كمال الشاذلى بينما الأمر ودرى وشاعرى مع الدكتور محيى الدين. ونقدى للحزب الوطنى يقول لماذا لا تختارون قيادات حزبية بمعناها الحرفى، فعضو لجنة السياسات ليس بالضرورة أن يكون قيادة حزبية، وقد قطعت طريقاً طويلاً للوصول إلى موقع قيادى حزبى. واستمرارا للسؤال نقول: لماذا بعد خروج الوزير من الوزارة لا يستفاد به فيه أمانات ولجان الحزب المختلفة؟! وردى أنه اختير لمهمة معينة انتهت وعليه المغادرة. حضرات القراء.. ستظل أكبر مشكلة تواجه أى حكومة هى عدم الثقة بينها وبين الشعب.. ولعل أكثر ما يخفف من هذه الأزمة اختيار وزراء سياسيين يعتمدون على الرأى العام وعلى التواجد بين الناس والإحساس بمشاكلهم وجاءوا من البرلمان وليس اختيار وزراء تكنوقراطيين هو الأصلح لأنهم لا يقرون بآمال ومشاكل الشعب ولا يعتمدون على التقارير والمعلومات فقط. ويبقى أن نسأل: متى نرى الوزراء يأتون من البرلمان؟ ومتى نرى الوزراء السياسيين أكثر من الوزراء الفنيين؟ ومتى نرى محافظين ووزراء يختارون من داخل القواعد الحزبية الأولى والوسيطة قبل العليا؟ ولماذا ينتهى دور الوزراء مع الحزب بعد خروجهم من البرلمان؟ هل سيتحقق ذلك قريباً؟! أشك