الموت حقيقة مؤكدة لا ينكرها مؤمن أو كافر.. وكل نفس ذائقة الموت.. ولا أحد منا يعرف متى يحين أجله.. نموت جميعا وتبقى الذكرى.. وطبقا لما قدمه المرء فى حياته الدنيا من عمل صالح يكون الحزن على فراقه.. وتمر السنوات، والذكرى العطرة للإنسان الصالح مستمرة تثير الشجن فى نفوس المحبين.. نحن لا نعرف ماذا يحدث بعد الموت.. فالذين عادوا للحياة لم يخبرونا ماذا حدث لهم هناك!!.. يراودنى شعور بأننى سألقى الذين سبقونى من الأهل والأحباب فى البرزخ.. أستأنس بصحبتهم حتى يأتى يوم القيامة.. فلا جدال أن بعضهم أوحشنى فراقه!!.. من هؤلاء كان صديقى وحبيبى الأستاذ عبدالوهاب مطاوع.. وها هى ست سنوات تمر على فراقه، ففى مثل هذا اليوم السادس من أغسطس 2004 رحل ذلك الرجل العظيم تاركا فراغا فى حياتى لم يملأه غيره!! اقتربت منه بشدة خلال العقد الأخير من عمره.. كنت ضمن مجموعة أصدقاء له لا يتجاوز عددها أصابع اليدين.. نلتقى دائما فى جلسات مسائية أو رحلات أسرية قصيرة. حضرت العديد من المواقف التى أكدت لى عظمة الرجل.. لم يفش سراً لقارئ.. احترم القراء فاحترموه.. أحبهم فأحبوه.. ما من مرة قابلت أحدا من جماعة أصدقاء بريد الأهرام إلا وكانت سيرته العطرة تغمر اللقاء.. أدعو الله أن أتمكن من السير على دربه.. وأن يلحقنى به على خير.. آمين. حاتم فودة