رسالتان إسرائيليتان لمرسي و«مكي» للإفراج عن «ترابين».. وتهديد بمقاضاة مصر دوليًّا

على غير عادتها في قضيته تحديدًا، تمارس تل أبيب ضغوطًا كبيرة خلال الفترة الحالية على القاهرة للإفراج عن جاسوسها عودة ترابين. رسالتان حتى الآن للرئيس محمد مرسي، وتقرير للمجلس الدولي لحقوق الإنسان، يرى أن القبض على ترابين يعد «اعتقالاً تعسفيًا»، وخطوات في سبيل مقاضاة مصر دوليًا ومطالبتها بمبلغ 100 مليون دولار كتعويض عن «اعتقاله»، هكذا تحركت إسرائيل خلال شهر ونصف الشهر تقريبًا، أو هذا ما تم الإعلان عنه من التحركات الإسرائيلية، التي كان آخرها رسالة إلى وزير العدل المصري الجديد أحمد مكي.
عبر السفارة المصرية في تل أبيب، أرسل يتسحاق ملتسر، محامي الجاسوس الإسرائيلي عودة ترابين، رسالة إلى وزير العدل أحمد مكي، مطالبًا إياه بضرورة العمل من أجل إطلاق سراح ترابين، هكذا أعلنت الإذاعة الإسرائيلية، الأربعاء.
في يوليو الماضي، أعلنت القناة الثانية الإسرائيلية أن الجاسوس الإسرائيلي عودة ترابين سيرفع دعوى قضائية على الحكومة المصرية يطالبها فيها بتعويض قدره 100 مليون دولار بسبب «اعتقاله التعسفي»، وأضافت القناة أن ترابين الذي قضى في السجن المصري 12 عامًا سيرفع الدعوى أمام المحكمة الدولية في لاهاي، من خلال عدد من المحامين المدافعين عن حقوق الإنسان.
واعتقلت السلطات المصرية المواطن الإسرائيلي، عودة ترابين، في سيناء، في أعقاب اندلاع الانتفاضة الثانية، في سبتمبر 2000، ووجهت له تهمة التجسس لحساب الموساد الإسرائيلي، وحكمت عليه المحكمة العسكرية في الإسماعيلية بالسجن 15 عامًا.
وأصدر المجلس الدولي لحقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، «رأيًا قضائيًا»، يعتبر «اعتقال» مصر للمواطن الإسرائيلي، عودة ترابين، عام 2000، «اعتقالاً تعسفيًا»، وجاء قرار المجلس بناء على شكوى قدمتها «المنظمة الدولية للمحامين ورجال القانون اليهود»، اتهمت فيها مصر ب«تعمد خرق حقوق الإنسان خرقًا سافرًا فيما يخص اعتقال عودة ترابين».
وقالت رئيسة «المنظمة الدولية للمحامين ورجال القانون اليهود»، والمديرة السابقة لقسم العلاقات الدولية بالنيابة العامة الإسرائيلية إيريت كاهان، التي أرسلت رسالة إلى الرئيس مرسي هي الأخرى لمطالبته بالإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي إن: «ترابين لم يحظ بحماية قضائية مناسبة، ولم تتوفر أي محاضر قضائية حول محاكمته، ولا يمكن الطعن ضد هذه الإجراءات القضائية التعسفية وغير السليمة التي اتخذت بحقه، كما أنه مَثُل أمام محكمة عسكرية، على الرغم من أنه لم يكن جنديًا».
وقال التليفزيون الإسرائيلي إن محامي ترابين سيتقدمون قريبًا بدعوى قضائية ضد الحكومة المصرية للمحكمة الدولية في لاهاي، يطالبونها فيها ب 100 مليون دولار كتعويض عن فترة اعتقال ترابين، وسيطالبون في الدعوة بإطلاق سراحه.
في المقابل، أرسل المحامون، الشهر الماضي، خطابًا للرئيس المصري، محمد مرسي، عبر دبلوماسي كبير في السفارة المصرية في تل أبيب، طالبوه فيه بالعفو عن ترابين بمناسبة شهر رمضان، أو إعادة محاكمته من جديد. «كواحد تم اعتقاله ظلمًا في السجون المصرية في عهد نظام الظلم الذي ترأسه الرئيس السابق، حسني مبارك، تستطيع بالتأكيد أن تتفهم حالة الاعتقال هذه»، وأضافت الرسالة: «ترابين اعتقله النظام السابق الظالم دون أي سبب. الحديث لا يدور هنا عن جاسوس وإنما عن راعي غنم أخطأ ودخل الحدود المصرية. نحن نطلب أن تبحث ملف ترابين مرة أخرى، ليتضح لك أنه لم تتم محاكمته محاكمة عادلة، وأقواله لم تبحث، نحن نطالبكم بإصدار عفو عن ترابين كلفتة إنسانية».
وأشار التليفزيون الإسرائيلي إلى أن ممثلي السفارة الإسرائيلية في القاهرة زاروا ترابين في سجنه مؤخرًا وقال لهم «أنا أعلق الآمال على أن يقدم النظام الجديد على تحريري.. أنا متأكد أنهم سيفهمون أن اعتقالي كان عبثيًّا».
ووجه الجاسوس الإسرائيلي انتقادات شديدة لحكومته، خلال الشهور الأخيرة، في تصريحات نقلها محاميه إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية في الشهور الأخيرة، واتهم فيها الحكومة بالتخلي عنه لأنه بدوي، في حين أنها بذلت جهودًا ضخمة من أجل استعادة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وعقدت صفقة كبيرة لإعادته مرة أخرى إلى إسرائيل بعد 5 سنوات من أسره في قطاع غزة، وأيضًا الصفقة التي عقدتها الحكومة مع نظيرتها المصرية من أجل إطلاق سراح الإسرائيلي- الأمريكي المتهم بالتجسس، إيلان جرابيل، بعد اعتقاله بفترة وجيزة، في حين لم تعقد أي صفقات للإفراج عن ترابين رغم مرور 12 عامًا على اعتقاله.
وأشار التليفزيون الإسرائيلي إلى أن والد الجاسوس عودة ترابين كان «متعاونًا» مع إسرائيل في سيناء أثناء احتلالها من قبل الجيش الإسرائيلي، وحكم عليه غيابيًا في مصر بالسجن 25 عامًا، ولفت أن الخارجية الإسرائيلية طلبت من السلطات المصرية نسخة من ملف القضية إلا أن السلطات المصرية قابلت الطلب بالرفض، لأن القضية كانت أمام محكمة عسكرية وتحتوي على أسرار.
وقال التليفزيون الإسرائيلي، إن عضو الكنيست الإسرائيلي يسرائيل حسون، وقيادات في الموساد، بالإضافة للمبعوث الخاص لرئيس الوزراء الإسرائيلي، إسحاق مولخو، أجروا اتصالات قبل الانتخابات المصرية بأسابيع مع القيادة العسكرية، وعرضوا الإفراج عن 60 سجينًا مصريًا من أبناء سيناء، محتجزين في إسرائيل، مقابل الإفراج عن عودة ترابين.