فى الوقت الذى تشهد فيه سوق التجميل والمستحضرات الطبية المحلية موجة توسع ملحوظة من جانب الشركات الهندية منذ بداية العام الحالى، فى محاولة للاستفادة من نمو الطلب فى السوق المصرية والشرق الأوسطية التى تشهد معدلات نمو قياسية فى مستحضرات التجميل - حذرت غرفة الصناعات الدوائية من تفريغ السوق المحلية من الشركات المصرية وسيطرة الأجانب عليها. وذكرت شبكة بلومبرج الإخبارية أن شركة «إمامى» الهندية وهى واحدة من أكبر ثلاث شركات فى الهند لمستحضرات التجميل تعتزم ضخ استثمارات تتجاوز 7.6 مليار دولار فى إقامة مصنعين للمستحضرات الطبية فى مصر وبنجلاديش. وقال محمد البهى، نائب رئيس غرفة الصناعات الدوائية، إن الشركة الهندية اشترت بالفعل مصنعاً فى منطقة برج العرب الشهر الماضى وبدأت فى تجديده وتجهيزه على أحدث وسائل الإنتاج والتصنيع العالمية. وتابع أن الشركة الهندية تركز على إنتاج صبغات الشعر والزيوت والكريمات، خاصة أن 15 % من أرباح المجموعة تأتى من بيعها تلك المنتجات. ولفت إلى أن شركة «دابر أملا» هى أولى الشركات الهندية التى دخلت مصر وافتتحت مكتبا لها فى القاهرة، تلتها شركة «ماريكو»، التى استحوذت على مصنع «فيانسيه» لكريمات الشعر بصفقة بلغت 700 مليون جنيه، كما اشترت العلامة التجارية لكريم الشعر «هير كود» بما يوازى 350 مليون جنيه، كما أنها بدأت فى إنشاء مصنع آخر بمدينة السادات الصناعية، مخصص للتصدير فقط. وأضاف نائب رئيس غرفة الصناعات الدوائية أن الشركات الهندية تسعى للسيطرة على عدد من اقتصاديات الدول، خاصة أنها تضخ المليارات فى المصانع التى تستحوذ عليها، مشيرا إلى أن تلك الشركات تعتبر مصر محطة لدخول أسواق أفريقيا والشرق الأوسط والخليج. وتابع أن هناك العديد من الشركات الهندية الأخرى فى طريقها إلى مصر، خاصة أن هناك مندوبين لها فى السوق المصرية يحاولون إيجاد فرص لشراء مصانع مصرية قائمة قد تكون معروضة للبيع أو إغراء أصحاب المصانع الأخرى بالبيع مقابل مبالغ مالية ضخمة وتعيين صاحب المصنع ضمن مجلس الإدارة لفترة عامين أو أكثر. وأشار إلى أن سياسة تلك الشركات شراء مصانع قائمة واستغلال علامتها التجارية توفيرا للوقت والمجهود واستغلال وجود صاحب المصنع المصرى فى الاستفادة من علاقاته الواسعة بالسوق المحلية أو الأسواق المجاورة فى عمليات التوزيع. كما أوضح أن هذا السيناريو تكرر من الشركات الهندية، التى بدأت بالدخول والسيطرة على جزء كبير من إنتاج الخامات الدوائية، ولكنها بدأت خلال الفترة الماضية التوجه بشكل أكبر إلى سوق مستحضرات التجميل الأكثر نمواً. وتتعدى استثمارات سوق التجميل المصرية حاليا 18 مليار جنيه منها 11 مليار جنيه مبيعات رسمية والباقى عن طريق التهريب أو مصانع بير السلم، حسب تقديرات لشعبة مستحضرات التجميل باتحاد الصناعات.