تعتزم شركة إيمامى الهندية لصناعة مستحضرات التجميل، والتى يقوم بترويج منتجاتها الممثل الشهير أميتاب باتشان، استثمار 7.5 مليون دولار فى دولتين أفريقيتين، هما مصر وبنجلاديش لمواجهة الطلب المتزايد على أنواع معينة من تلك المستحضرات مثل الصابون والكريمات، وذلك وفقا لتصريحات رئيسها التنفيذى موهان جونكا لوكالة بلومبرج الإخبارية أمس. وقال محمد البهى، وكيل مجلس إدارة غرفة صناعة الأدوية والمستلزمات الطبية ومستحضرات التجميل، إن إيمامى قامت بشراء مصنع فى منطقة برج العرب فى مصر مؤخرا، تصل قيمته، بدون إنتاج، إلى نحو 100 مليون جنيه، لكنه رفض ذكر اسم المصنع، مشيرا إلى أن هناك إقبالا من شركات مستحضرات التجميل على مصر فى الفترة الأخيرة، «ويبدو أن الشركات الهندية تفضل شراء مصانع قائمة لأنها ترغب فى شراء المستهلك لمنتجات هذه المصانع» حسب البهى. وكانت دابر أملا أولى الشركات الهندية التى دخلت مصر قبل عدة سنوات، تلتها ماريكو إنترناشيونال التى اشترت مصنع فيانسية منذ عامين، وتتخذ إيمامى من دبى مقرا إقليميا لها، فى حين أن الشركة التى تعتبر من كبريات المنتجين لمستحضرات التجميل فى العالم تسعى إلى تركيز نشاطها فى مصر لتكون مركزا لمبيعاتها فى منطقة الشرق الأوسط وفى الدول العربية، كما قال البهى. ويرى البهى أن «تكثيف وجود الشركات الهندية فى مصر يهدد بحصص الشركات المحلية فى السوق الداخلية وفى أسواق البلدان التى تصدر لها، نظرا لانخفاض أسعار منتجاتها، إضافة إلى أسعار الخامات الأولية اللازمة للإنتاج والتى تتوفر فى الهند، بعكس الشركات المصرية التى تعتمد على خامات مستوردة من أوروبا وتتسم بارتفاع سعرها نسبيا». وتبلغ استثمارات المصانع المصرية فى مستحضرات التجميل حاليا نحو 15 مليار جنيه، من خلال مجموعة كبيرة من الشركات، 20% منها فقط ذات الحجم الكبير، «المصانع الصغيرة ستكون أكثر عرضة للانهيار فى حالة اشتداد المنافسة مع المنتجات الهندية»، حسب البهى. وقد وصلت قيمة الصادرات المصرية من مستحضرات التجميل، والتى يتوجه 80% منها إلى الأسواق العربية إلى 1.5 مليار جنيه، وبحسب البهى تسعى الشركات الهندية أيضا للسيطرة على أسواق الصادرات المصرية. وقال جونكا إن منطقة شرق أفريقيا، وبنجلاديش تشهدان نموا فى الطلب، وإقامة مصانع هناك ستساند الشركة فى تغطية هذا الطلب. وعلق شيراش باراديشى، المحلل المالى فى شركة أناند راثى، على خطوة ايمامى قائلا إن إقامتها مصنعا فى مصر، سيساندها فى تقديم الخدمات بشكل أسرع. وكانت الشركة قد حققت زيادة فى الأرباح بنسبة 15% فى نهاية الأشهر الثلاثة المنتهية فى يونيو الماضى، بفضل صادراتها من زيوت العناية بالشعر، إضافة إلى كريمات تنظيف البشرة. وأوضح البهى أن الهند تسعى إلى اقتحام الأسواق العالمية فى كل المجالات وليس فى مجال مستحضرات التجميل فحسب، مشيرا إلى أنها استطاعت أن تتربع على عرش أكبر الدول المنتجة لأدوية الجنيورك التى انتهت مدة حمايتها كملكية فكرية، والتى تتسم بانخفاض سعرها فى العالم. ويذكر أن مجموعة من الشركات الهندية فى مجالات مختلفة مثل بهراتى، وباجاج للسيارات قامت بالتوسع فى أسواق الدول الناشئة فى أفريقيا وآسيا، خاصة تلك الدول التى يساعد نمو اقتصادها على زيادة الطلب على منتجات كخدمات أجهزة المحمول والسيارات. ووفقا لصندوق النقد الدولى فإن معدل النمو فى آسيا قد ارتفع بنسبة 8.5%، كما حقق الاقتصاد المصرى نموا بنسبة 5.9% فى الربع الثانى من عام 2010.