رصدت مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية عددا من أكثر الطرق فشلا فى مكافحة الإرهاب، مشيرة إلى أن بعض هذه الطرق يتسبب فى تفاقم مشكلة الإرهاب فى العديد من الدول حول العالم، وأن هذا لا يجعل الفشل فى مكافحة الإرهاب حكرا على الولاياتالمتحدة فحسب بل يمتد ليشمل دولا أخرى فى شتى أنحاء العالم. وتشير المجلة إلى أن إلقاء القبض على أعداد كبيرة من الإسلاميين هو الطريقة المعتادة فى مصر لمكافحة «الإرهاب»، مضيفة أن القبض على المتطرفين وحبسهم ليس الطريقة المثلى لمنع أفكارهم من الانتشار وهو ما يتضح فى حالتى أيمن الظواهرى وسيد قطب، إلا أنها تشير إلى أن وسيلة الحبس تفلح فى بعض الحالات كما هو الحال مع سيد إمام متبنى تنظيم القاعدة الذى أصدر من داخل سجنه كتابا يدين فيه أفكار التنظيم المتطرف. أما فى اليمن، والتى تعد من أهم مناطق توطن الإرهاب، فإن البلد بدأت تتخوف من تأثير الإرهاب عليها فى أعقاب أحداث 11 سبتمبر، وهو ما تمثل فى إقرار إنشاء لجنة تسمى «لجنة الحوار الديني» إلا أن هذه اللجنة اتضح أنها كارثية، حيث انخرط مئات الدعاة فى حوار مع مئات المتطرفين هدفه إثناؤهم عن العنف. واستمرت هذه العملية لأيام معدودة فقط، قبل أن يتم إطلاق سراح المئات إلى المجتمع دون دعم أو رقابة أو متابعة، وكان التركيز الرئيسى فى البرنامج هو إقناع هؤلاء المتطرفين بأن اليمن دولة إسلامية وسعوا لأخذ تعهد منهم بعدم الهجوم على السلطات اليمنية أو على المواطنين اليمنيين، ليتم ضبط العشرات منهم بعد ذلك وقتلهم فى اشتباكات مع القوات الأمريكية فى العراق، ليبدو أن أولوية السلطات اليمنية كانت منعهم من إلحاق الضرر بالبلاد، كما لم يؤد هذا البرنامج لمنع تحول اليمن إلى المكان الأكثر تصديرا للإرهابيين حول العالم ومن بينهم أنور العولقى الذى أفتى لنضال مالك حسن المجند فى الجيش الأمريكى بارتكاب مجزرة فورت هود. وتقدر السلطات الألمانية عدد الإرهابيين على أراضيها بحوالى 36 ألفا، ينتمون ل29 منظمة متطرفة من بينهم منظمة «طالبان ألمانيا» وهى التى قامت بتجنيد عدد من المقاتلين الأوروبيين من أجل الانضمام لحركة طالبان الأفغانية، بما دفع السلطات الألمانية لعمل برناج «خروج آمن» للمتطرفين من جماعاتهم. ويقول هذا البرنامج على خط تليفون ساخن باسم «هاتف» (الاسم فى ألمانيا بالعربية أيضا) وتطالب الحكومة الألمانية المتطرفين بأن يتصلوا بهذا الهاتف حتى يتمكنوا من تغيير نمط حياتهم من خلال قيام الحكومة بتوفير العمل وإعادة توطينهم، ويجيد الموظفون الألمان العاملون فى هذا الخط العربية والألمانية والتركية. وعلى الرغم من أن هذا البرنامج تم تجريبه بنجاح فى بداية الألفية الحالية فى مواجهة النازيين الجدد من الشباب، إلا أن وزير الداخلية الألمانى توماس ميدسر أكد أن هذا لن يتحقق مع برنامج «هاتف» وهو ما ظهر بالفعل فى تلقى «الهاتف» لبضع مكالمات من أصل آلاف المكالمات المنتظرة. وكان القانون الباكستانى الذى حظر بعض الجماعات المسلحة هو الأكثر إثارة للسخرية، حيث قام بحظر بعض الجماعات المسلحة بالاسم، غير أن تغيير تلك الجماعات لأسمائها أخرجها من إطار الحظر واستمر الوضع على هذا الشكل منذ عام 2002 حتى تم إقرار تعديل يجعل من الجماعات المحظورة إذا تم تعديل اسمها وبقى بها نفس الأفراد وظلت تمارس الأنشطة نفسها جماعات محظورة أيضا. أما الحكومتان الشيشانية والروسية فقد بدأتا فى اتباع سياسة أخرى فى مواجهة المسلحين تتمثل فى استهداف أقارب المسلحين الشيشانيين، حيث تم احتجاز 8 من أقارب الانفصالى أصلان ماسخدوف لمدة 6 أشهر فى زنزانة ضيقة وجرى تعذيبهم بالصعق الكهربائى والضرب، كما اختفى العديد من أقارب المقاتلين. ومؤخرا بدأت الحكومتان الروسية والشيشانية باتباع أسلوب جديد يقوم على إحراق بيوت المقاتلين، حتى إن الرئيس الشيشانى حذر عائلات المقاتلين علنا من أنهم سيتعرضون لصعوبات كبيرة للغاية ما لم يقوموا بتسليم ذويهم. وعلى الرغم من قسوة هذه السياسة إلا أن فشلها اتضح بصورة واضحة من استمرار الهجمات الدامية على المصالح الروسية فى القوقاز.