هل يستطيع هانى أبوريدة أن يعيد الانضباط داخل اتحاد الكرة؟ وهل يستطيع أبوريدة أن يكبح جماح بعض أعضاء المجلس المتطلعين لمنصب النائب؟ وهل يمكن لأبوريدة أن يضع فاصلاً بين ما كان يحدث سابقاً والفترة القادمة؟ كلها أسئلة أجد أن إجاباتها بيد أبوريدة وحده، فالانضباط داخل الاتحاد ليس بالأمر الصعب، ولكن يحتاج إلى قرارات صعبة وتضحيات ببعض الأشخاص ممن يدعون أنهم مقربون من الرجل وظنى أنه لا يوجد أحد مُقرب وأحد بعيد، ولكن يوجد فقط شخص يعمل ويجد ويجتهد وشخص آخر لا يعمل. من هنا أصبح لزاماً على أبوريدة أن يتمسك بكل قوة بكل من يعمل ويضع مصلحة اتحاد الكرة فوق مصلحة الجميع وأولهم هانى أبوريدة نفسه، أما من يعتمد على الصداقة والدم الخفيف فلا وجود فى المرحلة القادمة أما عن كبح الجماح فهذه أصعب مهمة سيواجهها الرجل داخل الاتحاد خصوصاً أن معظم الأعضاء يمنون النفس بمنصب نائب الرئيس، وهو الآن أصبح منصباً حيوياً خصوصاً أن وضع اتحاد الكرة مع فتح باب الترشح لانتخابات الرئيس والعضو الشاغر ستذكرنا جميعاً بفيلم «واإسلاماه» عندما خلا عرش مصر بعد أن قتلت شجرة الدر الحاكم أيبك ثم قتلت زوجة أيبك شجرة الدر ولم يعد هناك حاكم ليجد الجميع أنفسهم فى أزمة كبيرة خصوصاً أن التتار كانوا على الأبواب لينتفض قطز وينصب نفسه حاكماً وينجح فيما فشل فيه الكثيرون ولكن لأن الصراع ظل قائماً لم يسلم قطز من المؤامرات فقتله الظاهر بيبرس وجلس على عرشه بعد أن أقنعه لسنوات طويلة بأنه حليفه وسنده الأول ولا أعرف ما هو السبب الذى جعلنى أربط بين الحدثين رغم تباعدهما التام ولكن يبدو أنها الحقيقة، لأنه بالتأكيد لدينا داخل الاتحاد عز الدين أيبك المنشغل عن عمله بأشياء أخرى لا طائل منها سوى الخسارة والندامة، وبالتأكيد لدينا شجرة الدر وهى أو هو يسعى جاهداً للإيقاع بين الجميع حتى يستطيع أن يتولى الحكم ناسياً كم المؤامرات وحجم من يتربصون به لإيقاعه أو قتله، ونعم يوجد لدينا قطز المنقذ والذى يعمل بكل جهد وقوة للنجاح وإعادة الأمور إلى وضعها الطبيعى داخل مملكة الاتحاد من جديد وبالفعل سيحارب بعد أن يعيد ترتيب أسلحته ولكن لا أعلم إن كان سينجح أم لا فى الانتصار على كل خصومه وأعدائه الذين يتربصون به، خصوصاً أن كثيرين منهم من أشد المقربين له ولكن يبدو أن جميعهم يقومون بدور الظاهر بيبرس، فالكل يتطلع إلى العرش وإلى كرسى السلطة داخل الجبلاية، ولا أصدق على ذلك مما نقرأه يومياً من رغبة الكثيرين منهم فى تولى مقعد النائب حيث إنه سيقربه بشدة من كرسى الحكم خصوصاً أن فتح باب الترشح للانتخابات لن يبتعد عن الأسبوع الأول من شهر أغسطس، وبالتالى فإن مقعد الرئيس سيظل شاغراً لفترة ال45 يوماً التى تسبق الانتخابات، لذلك سنرى مليون ظاهر بيبرس داخل الاتحاد، منهم الظاهر والواضح وضوح الشمس ومنهم المتخفى وراء مليون عباءة، ولكن ينتظر الفرصة المناسبة للانقضاض على السلطان، عفواً على الرئيس ليغتصب العرش ويظل حاكماً للجبلاية لمدد أخرى طويلة. الفيلم عرض مستمر، وقد يفوق فى نجاحه الفيلم الأصلى وقد يبرع فيه الممثلون أكثر من أحمد مظهر وحسين رياض وفريد شوقى ورشدى أباظة وتحية كاريوكا ولبنى عبدالعزيز لأنهم هذه المرة يعيشون فى أرض الواقع لذلك سيكون السيناريو حقيقياً ولا مانع من استخدام بعض الكومبارس الذين يصلحون لأداء كل الأدوار، خصوصاً أدوار الهتيفة والمشجعين، أيضا سيكون هناك بعض السنيدة وهى لغة معروفة فى السينما وعلى فكرة فإن أدوارهم غاية فى الأهمية وهؤلاء ما أكثرهم فى الوسط الرياضى، ثم سيكون هناك دور أكبر لأصحاب التلميع وهم جاهزون وعلى كل لون ولا مانع لديهم من تلميع فلان اليوم ثم الانقلاب عليه وتلميع فلان آخر اليوم الآخر دعونا نستمتع بالفيلم خصوصاً أنه يعرض بالمجان وبنجاح مستمر عبر كل القنوات وصفحات الجرائد فقط، كل ما أخشاه أن أسمع صوتاً يشبه صوت حسين رياض فى نهاية الفيلم وهو يصرخ «أنتِ فين يا جهاد» ثم تصرخ عليه هى الأخرى «أنت فين يا سلامة»، ولا أدرى بالضبط من هى جهاد فى هذا الفيلم فقد تكون الكرة المصرية بأكملها ولا أعرف من هو سلامة لأنى أخشى أن يكون هو اتحاد الكرة بالكامل ونظل نبحث عن جهاد وسلامة وقد نتوه لفترة ليست بالقصيرة حتى نشاهد فيلماً آخر بعنوان «رُد قلبى». > لضعاف الذاكرة أذكرهم بأننى أول من حذر من ظاهرة التعصب والألتراس بصرف النظر عن هويتهم، وقلت وأذعت ونشرت فقرات مطولة من فكرهم وما يسعون إليه وقلت بالحرف الواحد إن هناك فئة قليلة جداً تتغلغل فى صفوف الشباب وتسمم أفكارهم ونبهت أولياء الأمور وأقصد هنا المسؤولين من أننا مقبلون على كارثة وطالبت بالتصدى بحزم لهذه الظاهرة وعدم التعامل معها بسطحية لأنها ستكون مدمرة وزدت على ذلك بقولى إن الكل سيصبح ضحية لهذا الوباء شديد الخطورة على شباب مصر خصوصاً مع انتشار ظاهرة الأقراص المخدرة والمكيفات بل إننى صرخت بعنف عندما تم ضبط أحد تجار الهيروين داخل أحد المدرجات ومعه مائة تذكرة هيروين يوزعها فى إحدى المباريات ويومها صرخت بأعلى صوتى عندما قرأت فى اعترافات أنه اعتاد على بيع المخدرات داخل المدرجات وأنه يبيعها بأضعاف ثمنها ويومها تصدى لى بعضهم قائلا وإيه يعنى، لأن هذا ممكن أن يحدث فى الجامعة أو فى أى مكان، وللأسف وجد هؤلاء من يدافعون عنهم بل يعطون لهم الشرعية ويستضيفونهم فى البرامج المختلفة دون تدخل من أحد لإيقاف هذه المهزلة، وفجأة وجدناهم يصبحون قدوة بل وجدنا مسؤولين فى اتحاد الكرة وبعض الأندية يعقدون معهم اجتماعات ويخطبون ودهم وقربهم بل إن بعض الحملات جاءت فى المدرجات بالسباب للبعض والهجوم على البعض من بعض هؤلاء المسؤولين داخل الاتحادات ومجالس إدارات الأندية، وبدلا من الوقوف فى وجه هذه الظاهرة الغريبة على ملاعبنا والقضاء عليها مثلما حدث فى إنجلترا، التى قضت تماما على ظاهرة الهوليجانز، الذين كانوا أكثر تعصبا وعنفا والأمر نفسه فى روما بل إن تونس ألغت تماما أى وجود لمثل هذه الفئات، لأنها أساءت بشدة لتونس، والآن أصبحت الملاعب هناك قمة فى النظافة والنظام، ولكن يبدو أننا لا نتحرك إلا مع وقوع كارثة، ولعل هذا ما حدث فى مباراة الأهلى الودية الأخيرة أمام كفر الشيخ، فلا أعتقد أبداً أن ما حدث تجاه الأمن من بعض من كانوا فى المباراة جاء بسبب مباراة كرة قدم أو تشجيع فريق والهتاف للاعب، بل هو أمر مدبر بعناية شديدة للغاية، وأعتقد أن من خطط لهذا العمل والاعتداء على رجال الأمن هم من خارج هذه المجموعات، ولكنهم تسللوا إليهم ونجحوا فى إقناعهم بالقيام بهذا العمل الهمجى فى التعدى على من يعاونونهم ويحرسونهم، بل إن الهتافات التى غنوها قبل اللقاء كانت تحمل مغزى سياسياً لم يحدث من قبل، لذلك أطالب من جديد بالعمل على تنمية الروابط المحترمة أصحاب الدخلات الجميلة والهتافات المحترمة والأغانى الرائعة والتشجيع المستمر داخل الملاعب، فهذا مطلبنا جميعا، وفى نفس الوقت أطالب بالضرب بيد من حديد على أى شخص أياً كان، وذلك لفرض النظام والاحترام. خصوصاً أن المرحلة المقبلة فى مصر ستشهد أحداثاً كثيرة ومهمة جداً وبالتالى لا يمكن أن نترك الأمور فى أشد الأماكن جذباً للجماهير والتجمعات تصل بنا إلى مرحلة الهاوية ومن هنا أطالب اتحاد الكرة بالاشتراك مع المجلس القومى للرياضة، الذى يجب عليه أن يكون شريكاً فى مثل هذه الأمور الخطيرة أطالبهم بوضع لوائح بل تشريعات تضمن لأبنائنا مشاهدة طيبة لمباريات كرة القدم بعيداً عن العنف والبلطجة، وتضمن لنا فى البيوت مشاهدة جميلة وهتافات محترمة لا تخرج أبداً عن اللياقة والأدب، وأطالب رجال الإعلام بأن يتصدوا جميعاً لهذه الظاهرة وأن يحاربوها بكل قوة حتى ولو كلفتهم قليلاً من سمعتهم، التى سيتم إهدارها فى المدرجات بهتافات قاسية عانيت شخصياً منها كثيراً ولكنى ومعى الكثير من المحترمين سنستمر فى هذه القضية حتى يعود للملاعب المصرية احترامها وقدسيتها. نعم قدمت قناة الجزيرة كأس عالم من طراز «10 نجوم» فتفوقت على الجميع ونجحت فى الفوز بجدارة بمونديال الفضائيات، فلهم منا التحية والتقدير ولكن فى الوقت نفسه وجب علينا تقديم التحية والشكر للإعلام المصرى، الذى لم يبتعد عن الحدث، ولكن شارك فيه وبقوة فى حدود الإمكانيات المتاحة، فنحن لسنا أصحاب مليارات لنشترى حقوق مباريات وبطولات، ولو فعلنا ذلك لوجدنا حساباً عسيراً من الشعب المصرى فجميعهم أو معظمهم سيستنكر ضياع كل هذه الملايين من أجل مباريات كرة قدم وأن مصر ولسوء الحظ لم تتأهل للمونديال. أيضاً لا يمكن للتليفزيون المصرى أن يرسل بعثة تتكون من 350 فرداً لتغطية حدث كبير مثل كأس العالم، لأنه أيضاً لدينا ما هو أهم بكثير جداً من كأس العالم. أيضاً لا يمكننا أن نحجز هذا الكم من الاستديوهات فى الملاعب والشوارع ومختلف الأماكن فى كل أنحاء العالم لتغطية هذا الحدث الكبير، ولا يمكننا أن نتعاقد مع هذه الكوكبة غير العادية من المحللين والفنيين الذين ظهروا عبر شاشات الجزيرة للتحليل والتقييم الفنى للبطولة، ولكن رغم كل ذلك فإن التغطية المحلية كان لها طعم آخر مختلف رغم قلة الإمكانيات، ويكفى ظهور الشيخ طه إسماعيل وبجواره أسماء لامعة مثل فاروق جعفر وعلى أبوجريشة وخالد بيومى وحسن الشاذلى وجمال الغندور بصحبة طاهر أبوزيد فى الاستديو التحليلى، ثم الجهد الخارق للدكتور علاء صادق فى تغطية المباريات، وأيضاً تقديم كريم شحاتة كمذيع تليفزيونى لأول مرة وهو وجه يبشر بكل الأمل والخير، لذلك أرجو أن نتوقف عن الهجوم على ما قدمه الإعلام المصرى فقد قدم أقصى ما يملك بأقل الإمكانيات. من هنا وجب تقديم الشكر والتحية لهم على اجتهادهم.