كشفت شبكة «الجزيرة» على موقعها الإلكتروني، صباح الجمعة، علمها من مصدر فلسطيني واسع الاطلاع، أن قيادة حركة «الجهاد الإسلامي» الفلسطينية، غادرت قبل أسبوعين مقرها الرئيسي في دمشق وتوزعت على عدد من المناطق، في انتظار ما ستؤول إليه الأحداث في سوريا. وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه ل«الجزيرة»، إن «القرار الذي اتخذته الحركة جاء بعد مشاورات مع حلفائها في طهران وحزب الله، اللذين شجعا قيادة الصف الأول في الجهاد على الخروج في هذا الوقت من سوريا». وأوضح المصدر أن أمين عام «الجهاد الإسلامي»، رمضان عبد الله، غادر سوريا إلى طهران، ومن ثم القاهرة التي حصل فيها من المخابرات العامة على ترحيب بإقامة مؤقتة دون افتتاح مكتب سياسي أو إعلامي، حسب ما نشرته «الجزيرة». وأشار المصدر إلى أن «الجهاد» لم تختر عاصمة عربية أو إسلامية بعد لتكون مقرها الجديد، لكن الترجيحات تشير إلى بقاء الوضع الحالي على ما هو عليه في حال سقوط نظام الرئيس بشار الأسد. من جانبها، قالت مصادر فلسطينية مطلعة لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، الجمعة، إن «حركة الجهاد الإسلامي، تدرس الآن نقل مكاتبها إلى القاهرة أو بيروت، حيث يتسنى لها ذلك، بديلاً عن سوريا التي تمر بمنعطف خطير وأحداث أمنية تحول دون استقرار قيادات (الجهاد) فيها، وممارسة عملها من هناك». وأكدت المصادر ل«الشرق الأوسط» أن قيادات من «الجهاد» في الخارج والداخل التقت في القاهرة الأسبوع الماضي، بحضور الأمين العام للحركة، رمضان شلح، ونائبه زياد النخالة ومسؤولين من غزة، بينهم القياديان نافذ عزام وخالد البطش، وناقشوا مسألة فتح مكاتب للحركة في القاهرة أو بيروت. وبحسب المصادر، فقد اقترح شلح على المجتمعين بدء العمل من أجل نقل مكاتب «الجهاد» إلى القاهرة أو بيروت، بحسب الإمكانات المتوافرة وموقف البلد نفسه، وذلك في أسرع وقت ممكن، فأيد البعض الاقتراح ورفضه آخرون. وأوضحت المصادر أنه «لم يتم الاتفاق على موقف واحد بسبب أن المؤيدين للاقتراح راحوا يشجعون على التحرك السريع، بينما دعا المعارضون إلى تأجيل تنفيذه إلى حين تخرج الأمور في سوريا عن نطاق السيطرة، فيسقط النظام». وذكرت الصحيفة أن وفدًا كبيرًا يرأسه «شلح»، بدأ الأربعاء قبل الماضي، زيارة إلى القاهرة، لبحث واقع وآفاق الوضع الفلسطيني مع القيادات المصرية الجديدة، مشيرة إلى لقائه بالمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، الدكتور محمد بديع، ورئيس الحكومة المقالة في قطاع غزة، إسماعيل هنية، ومدير المخابرات، اللواء مراد موافي. ووفق المصادر، فإن مسؤولين في «الجهاد» لمّحوا ل«موافي»، بإمكانية طلب فتح مكاتب للحركة في المستقبل إذا أصبح وجودها في سوريا مستحيلًا. ولفتت «الشرق الأوسط» إلى أنه كان ينتظر أن يلتقي الوفد بالرئيس مرسي، حسبما أعلن عضو المكتب السياسي نافذ عزام، الذي قال إن «اللقاء مع مرسي (الذي لم يتم) سيناقش عدة ملفات، أبرزها القضية الفلسطينية وما تشهده المنطقة العربية من أحداث وتطورات». ونوهت إلى أنه «لا يعرف ما الذي منع لقاء مرسي وفد (الجهاد)، بعدما التقى وفد حماس»، وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بمسؤولين من «الجهاد» في غزة، لكنهم لم يجيبوا حتى الآن، فيما لم تنقل الحركة أو تغلق أيًّا من مكاتبها في العاصمة السورية دمشق، بخلاف حركة حماس التي صفت وجودها هناك إلى أبعد حد ممكن. وتحافظ «الجهاد الإسلامي» على علاقتها بالنظام السوري، وكذلك على العلاقة مع النظام الإيراني، وامتنعت «الجهاد» عن توجيه أي انتقاد للنظام السوري مرارًا، كما امتنعت عن تأييد الثورة السورية، بخلاف موقفها من الثورات الأخرى المصرية والتونسية والليبية. وتشكل سوريا داعمًا قويًّا ل«الجهاد» وقد احتضنتها طويلا، كما كانت لحماس، غير أن ارتباط حماس بمشروع الإخوان المسلمين الذين يشكلون عدوًّا لدودًا لسوريا عجل من الطلاق بين نظام بشار وحماس، بعدما رفضت الأخيرة دعمه بشكل علني في البداية ثم انحيازها المبطن للثورة السورية.
