كارثة إنسانية تشهدها قرية «البطراوى» فى السويس، تتمثل فى غرق مقابر القرية فى مياه الصرف الصحى، وهو ما أصاب أهالى الموتى بحالة من الغضب والاستياء الشديد، خاصة أن المقابر غرقت بالكامل فى المياه، وظهرت أكفان وأشلاء موتاهم وهى تطفو على السطح. قال محمد عبدالوهاب، من سكان قرية البطراوى، إن أهالى المنطقة يعتمدون على البيارات البدائية فى الصرف، لأن شبكة الصرف الصحى لم تصل إلى قريتهم، مشيراً إلى أنهم فوجئوا بتسرب المجارى إلى المقابر مباشرة، وهى مياه متسربة من عمارتين تابعتين للمحافظة تقعان فى مواجهة المقابر، حيث إنهما مزدحمتان بالسكان، والضغط على البيارات أدى إلى تسرب المياه منهما. وأضاف إسلام فتحى، أحد الأهالى، أن المشكلة بدأت منذ خمس سنوات ورغم أنهم أرسلوا شكاوى عديدة للمسؤولين فى المحافظة، فإن المشكلة لم تحل، وقال: لم يكلف أى مسؤول نفسه عناء زيارة المنطقة للتأكد من الشكوى، والنتيجة أننا أصبنا بحالة من اليأس والإحباط، فاقدين الأمل فى حل المشكلة، مشيراً إلى أنهم رأوا أكفان الموتى وأشلاءهم وهى غارقة فى مياه المجارى، فثاروا غضباً واستغاثوا ب«المصرى اليوم» لتوصيل شكواهم للمسؤولين، حرصاً على حرمة الموتى. وأكد أحد المواطنين أن المقابر تقع على مساحة ألف متر مربع، ومع ذلك غرقت المساحة كلها فى مياه الصرف، وأصبح من الصعب على أى شخص احتمال المنظر، مشيراً إلى أن سكان المنطقة حاولوا التغلب على المشكلة بأنفسهم من خلال تعلية المقابر بالرمال، لكن المياه سرعان ما تجاوزت الرمال وطفت على السطح مرة أخرى. وقال إنهم حاولوا أيضاً حفر الأرض لدفن الموتى فى عمق أكبر، لكنهم فوجئوا بأن مياه الصرف تتدفق كلما تعمقوا فى باطن الأرض. حميدة سيد عبدالرحمن روت مأساتها ل«المصرى اليوم»، وهى تبكى على زوجها المدفون فى هذه المقابر وجثته تسبح فى مياه المجارى، وقالت: طوب المقابر انهار بسبب المياه ولم يتحرك المسؤولون لمراعاة قدسية الموتى والحفاظ على حرمتهم، وطالبت بتوصيل شبكة الصرف الصحى إلى المنطقة لحل هذه المشكلة. اللواء محمد مرسى، سكرتير عام مساعد المحافظة، أكد أنه جار إنشاء محطة صرف صحى، تخدم منطقة البطراوى بتكلفة بلغت 17 مليون جنيه، مشيراً إلى أن الاستشارى المسؤول عن عملية الإنشاء انتهى من أعمال الرفع، وسوف يبدأ فى التنفيذ خلال الشهر المقبل.