■ لو أقيم مونديال جنوب أفريقيا الحالى الذى أوشك على الانتهاء.. بنفس أرقامه وميزانيته الحقيقية.. فى أى بلد أوروبى.. لاستقالت الحكومة فى ذلك البلد الأوروبى فور أن يطلق حكم المباراة النهائية بعد غد صافرته معلنا نهاية المونديال.. أو لكان البرلمان اجتمع ساخطا وغاضبا ليسحب الثقة من حكومة بلاده لأنها أهدرت المليارات دون طائل أو عائد حقيقى.. ولكن فى جنوب أفريقيا.. مثلما فى مصر أو المغرب أو قطر أو دبى.. لا أحد يمكنه محاسبة الحكومة مهما أهدرت من مال أو يطالبها بالاستقالة لو فشلت.. ففى بلدان الجنوب ليست هناك معايير محددة للنجاح أو الفشل.. إنما هى كلها معان فضفاضة تتسع لأى شىء وتحتمل كل شىء.. ففى دول الجنوب ستلاحقك دوما تلك العبارات الفضفاضة.. سمعة البلد وسيرتها.. إعجاب العالم واحترامه وسعادته.. الشرف القومى والمكانة العالمية المكتسبة.. أما فى أوروبا.. فلا حديث إلا بالأرقام المحددة والواضحة والظاهرة أيضا.. ماذا أنفقت بالضبط.. وفيم أنفقت.. وما عوائدك العاجلة أو الآجلة.. فتلك هى اللغة الوحيدة التى يتحدث بها الجميع هناك فى الشمال.. أما فى الجنوب.. والآن بالتحديد فى جنوب أفريقيا.. فلا أحد يمكن أن يعلو صوته على صوت الحكومة التى بدأت تصرخ فرحة ومنتشية بمكاسب الدعاية ومكانة جنوب أفريقيا فى عيون العالم بعد نجاحها فى تنظيم المونديال.. وليست الحكومة هناك على استعداد لأى حديث خارج هذا العبث ومواضيع الإنشاء السياسى والإعلامى عن نجاحات جنوب أفريقيا سياسيا وإعلاميا.. فتلك الحكومة التى أنفقت مليارا وثمانمائة مليون دولار لبناء ستة ملاعب كرة جديدة.. لم تنتبه أصلا إلى أنه فى السنوات الأربع الماضية التى استغرقها بناء هذه الملاعب.. تضاعفت مرة واثنتين أسعار الأراضى والبيوت بشكل مغالى فيه بحيث بات فوق طاقة واحتمال معظم الناس.. وأن الحكومة لتواصل استعدادها لاستضافة المونديال فى بلد كانت الرفاهية فيه حتى سنوات قليلة مضت هى أن تمتلك مصدرا للكهرباء.. قررت تغيير شبكات الكهرباء فى البلاد كلها لتضمن دوام وحسن إضاءة ملاعب المونديال والشوارع والفنادق التى ستستقبل ضيوف المونديال.. وفى بلد لا يملك أى رصيد كاف من الوقود.. فقد تم الاعتماد على الكهرباء لتشغيل محطات الكهرباء الجديدة.. ولتدبير الموارد اللازمة.. اضطرت الحكومة لرفع أسعار الكهرباء مائة بالمائة.. والآن كاد المونديال ينتهى وانطفأت بالفعل أضواء كل الملاعب إلا ملعب النهائى بعد غد.. لكن بقيت فواتير الكهرباء التى لم يعد يقدر على تحملها معظم الناس.. ولا هم يتحملون أيضا أسعار كل السلع والخدمات التى تضاعفت بجنون من وقود إلى طعام إلى مواصلات إلى ثياب.. والكل واثق أنه لا شىء سيعود لحاله السابق قبل المونديال.. فالأغنياء الذين ازدادوا ثراء لن يتنازلوا عن دولار واحد.. والفقراء الذين ازدادوا فقرا لن يتذكرهم أحد بعدما يجمع العالم حاجياته وإعلامه وأضواءه ويرحل عن جنوب أفريقيا لانتهاء العرس الكروى الكبير.. وكل الوظائف الكثيرة التى توافرت فى السنوات الأربع الماضية.. سواء فى أعمال المقاولات والمنشآت.. أو الحراسة والأمن.. انتهت الآن.. والشركات توقفت عن العمل لأنه لم تعد هناك منشآت جديدة تحتاج لعمال أو موظفين.. والغرباء عادوا إلى بلادهم ولم يعودوا يحتاجون أمنا أو حراسة.. فخرج آلاف العمال والموظفين إلى الشارع يشكون البطالة ويلعنون أيام المونديال الذى جاء لهم بالخراب.. ووزير السياحة فى جنوب أفريقيا.. مارثينوس فان شالكويك.. تحول مؤتمره الصحفى منذ أربعة أيام فقط إلى حالة مواجهة حادة بين موظفى الوزارة والصحفيين الغربيين الذين قال لهم الوزير إن وزارته نجحت تماما فى أهدافها وخطتها.. فقد أنفقت مئات الملايين من الدولارات للترويج السياحى لجنوب أفريقيا.. وحين سأل الصحفيون عن أرقام السائحين بعد إنفاق كل هذه الملايين.. قال الوزير مليون وتسعمائة ألف سائح.. وحين سأل صحفى قليل الأدب وطويل اللسان عن أرقام نفس الشهر العام الماضى بدون مونديال.. قال الوزير مليون وستمائة آلف.. فانفجر الصحفيون فى الضحك والرثاء لبلد مهموم وموجوع مقدما أنفق مئات الملايين لزيادة عدد السائحين ثلاثمائة ألف سائح معظمهم جاء أصلا من أجل المونديال.. وكلهم لن يعودوا بعد أن نشرت صحافة العالم حوادث السرقة والقتل والخوف والجريمة فى كل مدن جنوب أفريقيا.. ولكن كما سبق أن أشرت.. لا أحد فى الجنوب كله يحاسب أحدا.. ليست هناك بطولة رياضية واحدة فى العالم الثالث تنتهى بكشف حساب للأرباح والخسائر يطلع عليه الجميع.. لا أحد حاسب حكومات الجنوب من قبل.. ولا أحد سيحاسب مستقبلا حكومة قطر التى ستنفق مليارات لا أول لها ولا آخر لاستضافة مونديال 2022 ومن أجله ستبنى ملاعب وفنادق لن تمتلئ أبدا بعد المونديال حتى لو قرر القطريون جميعهم لعب ومشاهدة كرة القدم فى وقت واحد، أو قرروا جميعهم فى إحدى ليالى الصيف الطويل ترك البيوت والإقامة فى الفنادق.. لا أحد سيحاسب الحكومة المصرية كم ستنفق لاستضافة ألعاب البحر المتوسط فى 2017 فى الإسكندرية.. إذا نجحت أصلا فى استضافتها.. وما العائد الحقيقى والواقعى الذى ستجنيه مصر أو حتى مدينة الإسكندرية من الملايين التى سيجرى إنفاقها؟.. بالطبع لا أحد فى الحكومة وكبار موظفيها يطرح مثل هذه الأسئلة.. فإن تجرأ صحفى قليل الأدب مثلى أن يسأل.. فالإجابة معروفة مقدما.. السمعة والسيرة والعراقة والمكانة والتاريخ واحترام العالم.. لعن الله هذا العالم الذى نهدر كل هذه الملايين عاما بعد عام لنكسب احترامه وهو أبدا لا يحترمنا ولا حتى يلتفت إلينا. ■ أنا أحد الذين يحبون الدكتور زاهى حواس على المستوى الشخصى والإنسانى، وأحد الذين يحترمون الرجل وتسعدهم بحق إنجازاته العلمية والتاريخية ومكانته وخبراته ومعرفته وشهرته فى العالم كله كأحد أهم وأكبر علماء الآثار والمصريات.. ولكننى لست من الذين أسعدهم اختيار الدكتور زاهى لرئاسة لجنة الترويج للملف المصرى الخاص باستضافة دورة ألعاب المتوسط فى الإسكندرية عام 2017.. ولدىّ أسباب وشروحات كثيرة ومتعددة تجعلنى أعلن هذا الموقف وأدافع عنه أيضا.. ولكننى لست رافضا مثل غيرى لمجرد الرفض فأقول ما قاله غيرى الذين اعترضوا لأن الدكتور زاهى حواس لا تربطه علاقة وثيقة.. أو صلة قرابة أو نسب.. بالرياضة وعوالمها ودوائرها.. فالذين قالوا ذلك وأعجبهم منطق ووجاهة علاقة التاريخ الشخصى والمصاهرة والانتساب للرياضة بالممارسة أو المصلحة.. فاتهم أنه ليس من شروط أو لوازم أو مواصفات رئيس لجنة الترويج لأى ملف رياضى فى العالم أن يكون رجلا رياضيا.. قد يكون أو لا يكون.. والرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون.. تم اختياره رئيسا للجنة ترويج الملف الأمريكى لاستضافة مونديال 2022 رغم أنه باعترافه الشخصى لا تربطه بالرياضة أى علاقة حقيقية باستثناء مشاهدة بعض مباريات السلة أيام الجامعة وقراءة كتاب عن كرة القدم منذ سنوات قليلة.. ملف استضافة مونديال الكرة وليست دورة لألعاب المتوسط.. والذين ترأسوا ملفات ترويج ملفات أثينا وبكين وبرشلونة ولندن للدورات الأوليمبية.. ونلسون مانديلا لم يكن لاعب كرة أو مسؤولاً رياضياً لينجح فى مهمته كرئيس للجنة ترويج ملف جنوب أفريقيا لاستضافة المونديال الحالى.. أما إنجلترا.. فاختارت ديفيد بيكهام رئيسا للجنة ترويج الملف الإنجليزى لمونديال 2018 ولكن لأسباب أخرى ليس منها على الإطلاق أنه لاعب كرة قدم.. باختصار ممارسة الرياضة أو معرفتها أمر ليس جوهريا وبالتالى تسقط دعاوى كل الذين عارضوا اختيار الدكتور زاهى لأنه ليس رياضيا.. اعتراضى الحقيقى على الرجل هو أنه.. والمهندس حسن صقر رئيس المجلس القومى للرياضة الذى اختاره.. والدكتور أحمد نظيف رئيس الحكومة الذى وافق على الاختيار واعتمده رسميا.. جميعهم يتخيلونه منصبا شرفيا.. مجرد زينة ووجاهة اجتماعية محلية أو عالمية سواء للملف أو لرئيس اللجنة.. وردة حمراء فى عروة جاكت الدكتور زاهى لا أكثر ولا أقل.. كلمة هنا وتصريح هناك وصورة هنا وابتسامة هناك.. وترك الأمر كله فى الحقيقة لموظفين صغار يحملون ملفات وخطابات ينثرونها فى كل مكان لتبدو مصر فى النهاية وكأنها قامت بواجبها وبكل المطلوب منها لو كانت جادة بالفعل فى استضافة هذه الدورة.. فمنذ اختيار الدكتور زاهى حواس لمثل هذا الدور المهم وهذا المنصب المؤثر.. لم نقرأ أو نسمع شيئا عن رؤية الدكتور زاهى وتحركاته أو خططه ومنهجه فى العمل للترويج للملف المصرى.. طبعا سيخرج العباقرة وهم يسخرون من بلاهتى وسذاجتى ويقولون لى ولكم إن الرجل بدأ العمل بالفعل ولكنها كلها خطط وتحركات وخطوات سرية.. نفس سرية لجنة ترويج ملف مونديال 2010 وصفرها الذى لا يُنسى.. ولهؤلاء أؤكد أننى لست بهذه البلاهة أو السذاجة.. فأنا أعرف من الآن.. وبكل التفاصيل.. خطط وآفاق الترويج سواء للولايات المتحدة أو إنجلترا أو استراليا أو اليابان أو قطر أو روسيا لاستضافة مونديال الكرة.. وكلنا شاهدنا كلينتون وبيكهام والآخرين فى جنوب أفريقيا.. فالترويج إذا كان عندنا هو السرية فهو عندهم هو العلن لأن المنطق يقول إن الترويج هو النور والإعلام والإعلان والأضواء إلا إذا كان مفهومنا للترويج السرى هو أنه عرض رشاوى أو مؤامرات غير معلنة.. ثم إن الذى يرأس لجنة ترويج لأى ملف.. يتفرغ لهذا الترويج.. فهل الدكتور زاهى حواس لديه رفاهية التفرغ؟.. كل الذين شاهدناهم مؤخرا من مانديلا وحتى بيكهام.. تفرغوا تماما لهذه المهمة.. فهل سيتنازل الدكتور زاهى عن أشغاله ومؤتمراته ورحلاته ليقنع دول البحر المتوسط بالإسكندرية.. وهل سيقوم الدكتور زاهى بالحديث عن الإسكندرية الجميلة لعلماء الآثار على هامش لقاءاته بهم بحكم العمل محليا ودوليا رغم أنهم لا يملكون أصواتا أو قرارا أو كلمة عن الاختيار.. وهل عقد الدكتور زاهى أصلا اجتماعا حقيقيا للجنة الترويج ليبدأ الجميع فى ممارسة مهامهم؟.. والأهم من ذلك كله.. هل كان الدكتور زاهى حواس جادا بالفعل وهو يقبل هذا المنصب بتحدياته، وهل كان المهندس حسن صقر واعيا باختصاصات المنصب ومتطلباته قبل أن يمنحه للدكتور زاهى حواس؟.. أتمنى ذلك. ■ فكرت كثيرا أن أكتب عن مشكلات وأزمات الكرة المصرية الآن بأسلوب الجبرتى أو ابن إياس مؤرخا.. أو أسلوب هيكل أو الفقى أو الشوبكى محللا.. أو أسلوب أحمد رجب أو إسعاد يونس أو بلال فضل ساخرا، أو بأسلوب الغيطانى أو القعيد أو الأسوانى راويا.. أو بشعر الأبنودى أو نجم أو أيمن بهجت قمر.. ولكننى تراجعت عن كل ذلك.. فالكرة المصرية باتت قادرة على التفوق على طرح وإبداع كل هؤلاء.. واحكموا أنتم بأنفسكم.. الأهلى يقرر إنهاء التعاقد مع جمال حمزة الذى بدا أنه يريد العودة للزمالك فيتراجع الأهلى مفضلا الابقاء على لاعب سبق أن اجتمعت لجنة الكرة وقررت أن الفريق لا يحتاجه ويضطر حسام البدرى لأن يلقى أكثر من قصيدة غزل فى اللاعب.. حسام حسن يواجه الكاميرات صارخا بأن الزمالك يجرى فى دمه ويضرب على قلبه قائلا: زمالك زمالك، ويفترش فانلة الزمالك أمام الجمهور للصلاة عليها بينما تتكشف الحقائق وتؤكد أن حسام كان على استعداد لترك الزمالك حتى وسط معسكر الإعداد الأوروبى لو لم يضطر النادى لزيادة راتبه إلى مائة وعشرين ألف جنيه كل شهر.. أسامة خليل يرفع دعوى قضائية ضد سمير زاهر فتحكم المحكمة بعدم أحقية زاهر فى ترشيح نفسه رئيسا للاتحاد ليظهر فجأة الدكتور كمال درويش بلا ناقة ولا جمل مطالبا برئاسة الاتحاد الذى قرر حسن صقر أنها من حق هانى أبوريدة، فيهاجم درويش أبوريدة، بينما يروح زاهر يرفع دعوى قضائية ضد صقر ويهدده بإفشاء الأسباب الحقيقية لاستبعاده، ولا أحد يعرف لماذا اللجوء للقضاء إذن طالما أن هذه الأسباب السرية ستردع حسن صقر.. عماد متعب يطلب خمسة عشر مليون جنيه للتوقيع للأهلى الذى يرفض هذا المبلغ فيتعاقد متعب مع ناد بلجيكى ويستعد للسفر فيقرر الأهلى أنه على استعداد لأن يدفع هذا المبلغ ليس لحاجة الأهلى للاعب وإنما فقط احتراما لرغبة اللاعب فى البقاء فى الأهلى حبا وعشقا وامتنانا وانتماء.. يقوم نادى الاتحاد السكندرى بقيد جدو فى قائمته الرسمية المرسلة لاتحاد الكرة بينما الأهلى يقوم بقيد جدو فى قائمته الأفريقية، ومن سويسرا يعلن إبراهيم حسن أن جدو فى القائمة الرسمية التى سيرسلها الزمالك لاتحاد الكرة، علما بأن جدو هو لاعب واحد فقط. [email protected]