كل 4 سنوات، يجد العالم نفسه على موعد مع جرعة كبيرة من المتعة والإثارة والتشويق من خلال بطولة «كأس العالم».. فمعه تتحول المقاهى والنوادى والساحات إلى مستطيل أخضر يضم المشجعين والمتابعين لمباريات هذه البطولة الضخمة.. يجلسون أمام شاشات التليفزيون بحثاً عن الإثارة والبهجة التى ينتظرونها بالسنوات.. أما داخل البيت المصرى، فإن متابعة مباريات كأس العالم تسببت فى إحداث حالة من التجمع الأسرى خاصة داخل البيوت التى تضم شباباً متحمسين للكرة، لدرجة ظهرت معها رسائل ساخرة تتضمن عدة قواعد يجب التزام الجميع بها.. وإلا سيكون عقاب المخالف «كارت أحمر». يقول الفنان صلاح السعدنى: إن الاهتمام بكأس العالم أمر طبيعى وله أسبابه، فهو ترجمة طبيعية لعشق الكثيرين لكرة القدم وما نشهده من تطور، وهذا ليس أمرا وليد اللحظة أو من أيام أمم أفريقيا 2006 كما يعتقد البعض خطأ، فأنا مثلا بدأ عشقى لكرة القدم ومتابعة المباريات المحلية والعالمية مبكرا منذ الخمسينيات، حين كنت طالبا فى مدرسة السعيدية الثانوية.. وقتها كان الاهتمام بالرياضة محدودا وكانت أخبارها فى الصحف تقتصر على أسطر لإعلان نتائج المباريات.. ولم يكن لها ثقل لدى الرأى العام المصرى، على العكس الآن نجد الاهتمام المتنامى بالكرة، كما نلحظه من كثرة عدد الصفحات الرياضية، إضافة لانتشار الجرائد والمحطات التليفزيونية الرياضية المتخصصة.. مما جعل الاختلاف أكبر والثقافة الرياضية تسيطر أكثر.. وجزء من ذلك أراه يعود إلى العولمة التى دخلنا إليها بقوة، وأصبحنا جزءا من تغيراتها. دكتورة سمية حسن، أستاذ بكلية السياحة والفنادق ترى فى كأس العالم فرصة ذهبية للتجمع وتقول: رغم ما يحدثه كأس العالم الآن من ارتباك داخل منزلى، بسبب حرصى على الانتهاء من التزاماتى المنزلية سريعا حتى أتفرغ تماما لاستقبال ضيوفى ممن يأتون لمشاهدة المباريات معى، إلا أننى أراه فرصة للاستمتاع واللقاء بالمقربين، خاصة أنى أعيش بمفردى مما يجعلنى أنتهز كأس العالم الآن فرصة لدعوة أقاربى وأصدقائى وجيرانى لمشاركتى فى متابعة المباريات والبرامج التحليلية، كما أهتم أيضا بمتابعة الأوجه الأخرى لكأس العالم خاصة السياحية والتنظيمية حتى أتمكن من تحقيق أكبر استفادة من متابعة هذا الحدث الضخم. ويقول أحمد جلال، أعمال حرة: من واقع ما أراه فى بيتنا لا أجد فى كأس العالم مناسبة للتجمع العائلى، فرغم أننى وأبى وأشقائى الذكور نهتم بمتابعته، فإن بقية أفراد الأسرة سواء زوجتى أو شقيقاتى لا يهتممن به مما جعلنا من بداية كأس العالم ننقسم إلى فريقين.. فريق يجلس أمام تليفزيون يذيع المباريات وفريق آخر يبتعد بجهاز تليفزيون يذيع منوعات ومسلسلات، حتى عندما حاولت متابعة المباريات مع أصدقائى وجدت أكثرهم على غير دراية بأسماء اللاعبين أو التطورات فى المنتخبات، مما جعلنى أشعر بالملل الذى فضلت بعده أن أتابع المباريات بمفردى.