حنين زعبي: إسرائيل تتحمل مسؤولية قتلى بلغاريا و«كل الضحايا» في المنطقة

شنت وسائل الإعلام الإسرائيلية هجومًا حادًا على النائبة الفلسطينية في الكنيست، حنين زعبي، التي وصفتها صحيفة «معاريف» بأنها «مثيرة للاستفزازات المتتالية»، وأنها عضو كنيست «موضع خلاف»، وأن تصريحاتها «الاستفزازية» «مثيرة للسخط ضد إسرائيل»، بعد أن حمّلت الدولة العبرية مسؤولية سقوط قتلى إسرائيليين في مطار بورجاس في بلغاريا.
وألقت النائبة زعبي كلمة، الجمعة، في كلية جوردون في حيفا، حملت فيها إسرائيل مسؤولية سقوط ضحايا من الطرفين في المنطقة، وأيضًا المسؤولية عن سقوط قتلى إسرائيليين في مطار بورجاس في بلغاريا مؤخرًا، قائلة: «إسرائيل ليست ضحية، وحتى عندما يقتل مواطنيها، فالسياسة الإسرائيلية هي المذنبة. فلو لم يكن احتلال، ولو لم يكن قمع لما حدث هذا، هل تظنون أن قتل الناس هو هواية؟».
ووصفت النائبة حنين زعبي المطلب الإسرائيلي بإحياء ذكرى قتلى عملية ميونخ قبل أربعون عامًا، بأنه «نفاق»، وتساءلت «لماذا لا يذكر أحد الضحايا الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل؟». واعتبرت قرار اللجنة الأوليمبية بعدم الوقوف دقيقة صمت حدادًا على القتلى الإسرائيليين بأنه «قرار صائب».
وفي نفس السياق قالت زعبي: «لو كانت إسرائيل اعترفت بالظلم الذي ألحقته بالفلسطينيين، لكان منطقيًا أن تطلب من العالم أيضًا إحياء ذكرى هؤلاء القتلى، لكن المطالبة بإحياء ذكرى ضحايا عملية وقعت قبل أربعون عامًا مقابل سعي إسرائيل إخفاء أمر الضحايا الفلسطينيين الذين قتلتهم طوال أيام السنة هو النفاق بعينه».
تحت عنوان «بعد سلسلة من التصريحات المثيرة للسخط ضد دولة إسرائيل أصدرت تصريحًا استفزازيًا جديدًا»، قالت صحيفة «معاريف» إن النائبة زعبي «نجحت في ربط التوتر في منطقة الشرق الأوسط بنشاط الحكومة الإسرائيلية، وسعيها لإثارة القلاقل والحروب التي لا لزوم لها ضد سوريا وإيران».
واتهمت زعبي في محاضرتها إسرائيل بأنها تريد ضرب إيران لسبب سياسي وليس أمني، حيث تسعى إسرائيل للمحافظة على هيمنتها في المنطقة، وأشارت زعبي: «حتى لو لم تمتلك إيران برنامجًا نوويًا، فإن إسرائيل ستجد سببًا لتوجيه ضربة لها».
وتناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية تصريحات النائبة زعبي بصيغة تحريضية، بوصف تصريحاتها بأنها تصريحات استفزازية، أو بعناوين مثل «النائبة زعبي تضرب من جديد»، «النائبة زعبي تهاجم».
وتثير تصريحات وأنشطة النائبة الفلسطينية في الكنيست غضبًا شديدًا في الأوساط السياسية والإعلامية الإسرائيلية، للدرجة التي جعلت بعدد من نواب الكنيست المطالبة بعدم ترشح حزبها التجمع الوطني الديمقراطي، الذي أسسه عزمي بشارة، مرة أخرى في انتخابات الكنيست، وسحب جواز سفرها الإسرائيلي منها وطردها من وطنها وترحيلها إلى أي دولة عربية.
وفي تعقيبها على حملة التحريض الجديدة قالت زعبي إن «الإعلام الإسرائيلي يتربص وراء كل كلمة أقولها، وأنا أتحمل مسؤوليتها ولا أتراجع عن أي حرف منها»، مشيرة إلى إغفال الإعلام الإسرائيلي قصدًا كلماتها المتعلقة بنضال عرب 48 في الداخل من أجل العدل والحرية».
وأضافت زعبي: «إسرائيل تتحمل المسؤولية كاملة عن جميع الضحايا الذين يسقطون. وأنا أرى أن النضال الوحيد لإيقاف سقوط الضحايا هو هزيمة الاحتلال والعنصرية الصهيونية، فالاحتلال هو الإرهاب المركزي، وهو الذي يغذي الصراع والمعاناة في المنطقة. وجميع هذا أوضحته خلال المحاضرة، كما أوضحت أن إسرائيل تواصل رفض مبادرة السلام العربية وترفض خيار السلام، وتدعم خيار الحرب والعربدة، وأن هذه السياسة هي المسئولة عن سقوط كل الضحايا في المنطقة».
وفيما يتعلق بمطلب الوقوف دقيقة حداد على القتلى الإسرائيليين في ميونيخ، قالت زعبي: «قلت إن المطلب الإسرائيلي يهدف إلى إبراز موقع إسرائيل كضحية، وإلى احتساب الضحايا الإسرائيليين حيث يسقطون، وعدم احتساب الضحايا الفلسطينيين، أنا أدعم أن يتذكر العالم جميع الضحايا، فليقف العالم كل يوم لذكرى الشهداء الفلسطينيين أيضا، لأنهم قتلوا على مدار أيام السنة».