عيار 21 بعد التراجع الأخير.. أسعار الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم الجمعة في الصاغة    بعد انفراد "فيتو"، التراجع عن قرار وقف صرف السكر الحر على البطاقات التموينية، والتموين تكشف السبب    مجلس الحرب الإسرائيلي يناقش "احتمالات" اجتياح رفح    طائرات الاحتلال تستهدف منزلًا بجوار مسجد "جعفر الطيار" شمال مدينة رفح الفلسطينية    تعيين رئيس جديد لشعبة الاستخبارات العسكرية في إسرائيل    أول تعليق من أسرة الشهيد عدنان البرش: «ودعنا خير الرجال ونعيش صدمة كبرى»    أيمن سلامة ل«الشاهد»: القصف في يونيو 1967 دمر واجهات المستشفى القبطي    بركات: الأهلي يحتاج لهذا الأمر قبل مواجهة الترجي    مصطفى شوبير يتلقى عرضًا مغريًا من الدوري السعودي.. محمد عبدالمنصف يكشف التفاصيل    جمال علام: لا توجد أي خلافات بين حسام حسن وأي لاعب في المنتخب    سر جملة مستفزة أشعلت الخلاف بين صلاح وكلوب.. 15 دقيقة غضب في مباراة ليفربول    العثور على جثة سيدة مسنة بأرض زراعية في الفيوم    مصطفى كامل ينشر صورا لعقد قران ابنته فرح: اللهم أنعم عليهما بالذرية الصالحة    الإفتاء: لا يجوز تطبب غير الطبيب وتصدرِه لعلاج الناس    جاله في المنام، رسالة هاني الناظر لنجله من العالم الآخر    برلماني: إطلاق اسم السيسي على أحد مدن سيناء رسالة تؤكد أهمية البقعة الغالية    أحكام بالسجن المشدد .. «الجنايات» تضع النهاية لتجار الأعضاء البشرية    رسميًّا.. موعد صرف معاش تكافل وكرامة لشهر مايو 2024    الأرصاد تكشف أهم الظواهر المتوقعة على جميع أنحاء الجمهورية    نكشف ماذا حدث فى جريمة طفل شبرا الخيمة؟.. لماذا تدخل الإنتربول؟    قتل.. ذبح.. تعذيب..«إبليس» يدير «الدارك ويب» وكر لأبشع الجرائم    عز يعود للارتفاع.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 3 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    جناح ضيف الشرف يناقش إسهام الأصوات النسائية المصرية في الرواية العربية بمعرض أبو ظبي    فريدة سيف النصر توجه رسالة بعد تجاهل اسمها في اللقاءات التليفزيونية    فريق علمي يعيد إحياء وجه ورأس امرأة ماتت منذ 75 ألف سنة (صور)    انقطاع المياه بمدينة طما في سوهاج للقيام بأعمال الصيانة | اليوم    كيفية إتمام الطواف لمن شك في عدده    السفير سامح أبو العينين مساعداً لوزير الخارجية للشؤون الأمريكية    معهد التغذية ينصح بوضع الرنجة والأسماك المملحة في الفريزر قبل الأكل، ما السبب؟    "عيدنا عيدكم".. مبادرة شبابية لتوزيع اللحوم مجاناً على الأقباط بأسيوط    ضم النني وعودة حمدي فتحي.. مفاجآت مدوية في خريطة صفقات الأهلي الصيفية    محمد مختار يكتب عن البرادعي .. حامل الحقيبة الذي خدعنا وخدعهم وخدع نفسه !    خبيرة أسرية: ارتداء المرأة للملابس الفضفاضة لا يحميها من التحرش    موعد جنازة «عروس كفر الشيخ» ضحية انقلاب سيارة زفافها في البحيرة    جامعة فرنسية تغلق فرعها الرئيسي في باريس تضامناً مع فلسطين    ليفركوزن يتفوق على روما ويضع قدما في نهائي الدوري الأوروبي    طبيب الزمالك: شلبي والزناري لن يلحقا بذهاب نهائي الكونفدرالية    الغانم : البيان المصري الكويتي المشترك وضع أسسا للتعاون المستقبلي بين البلدين    رسائل تهنئة شم النسيم 2024    الحمار «جاك» يفوز بمسابقة الحمير بإحدى قرى الفيوم    شايفنى طيار ..محمد أحمد ماهر: أبويا كان شبه هيقاطعنى عشان الفن    مجلس الوزراء: الأيام القادمة ستشهد مزيد من الانخفاض في الأسعار    اليوم.. الأوقاف تفتتح 19 مسجداً بالمحافظات    قفزة كبيرة في الاستثمارات الكويتية بمصر.. 15 مليار دولار تعكس قوة العلاقات الثنائية    سفير الكويت: مصر شهدت قفزة كبيرة في الإصلاحات والقوانين الاقتصادية والبنية التحتية    بعد تصدره التريند.. حسام موافي يعلن اسم الشخص الذي يقبل يده دائما    جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات    تعرف على طقس «غسل الأرجل» بالهند    البطريرك يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يحتفل برتبة غسل الأرجل    مباراة مثيرة|رد فعل خالد الغندور بعد خسارة الأهلى كأس مصر لكرة السلة    برج السرطان.. حظك اليوم الجمعة 3 مايو 2024: نظام صحي جديد    بطريقة سهلة.. طريقة تحضير شوربة الشوفان    القصة الكاملة لتغريم مرتضى منصور 400 ألف جنيه لصالح محامي الأهلي    «يا خفي اللطف ادركني بلطفك الخفي».. دعاء يوم الجمعة لفك الكرب وتيسير الأمور    مدير مشروعات ب"ابدأ": الإصدار الأول لصندوق الاستثمار الصناعى 2.5 مليار جنيه    صحة الإسماعيلية تختتم دورة تدريبية ل 75 صيدليا بالمستشفيات (صور)    محافظ جنوب سيناء ووزير الأوقاف يبحثان خطة إحلال وتجديد مسجد المنشية بطور سيناء    بالفيديو.. خالد الجندي يهنئ عمال مصر: "العمل شرط لدخول الجنة"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«المصرى اليوم» تحصل على مستندات خطيرة عن تهجير «الفلاشا» ودفن النفايات وبيع الثروة.. فى عهد «نميرى»: أيام الفساد فى السودان(الحلقة الثالثة)

حصلت «المصرى اليوم» على وثائق ومستندات سرية وخطيرة، تكشف العديد من الأسرار حول فساد نظام الرئيس السودانى الراحل جعفر نميرى ورجاله ودورهم فى عمليات تهجير يهود الفلاشا من إثيوبيا إلى إسرائيل فى ثمانينيات القرن الماضى، وهى العمليات التى بسببها واجه الرئيس نميرى تهمة الخيانة، إلى جانب دفن النفايات الذرية فى الأراضى السودانية، وبيع ثروات السودان لرجل الأعمال عدنان خاشقوجى.. وغيرها من وقائع الفساد، التى شهدها البلد الشقيق خلال عهد الرئيس الراحل.
وجاء الحصول على المستندات عن طريق مصدر مهم، قضى وقتاً من عمره فى السودان وتحديداً فى منطقة «القضارف» التى شهدت أهم مرحلة من مراحل ترحيل يهود الفلاشا من إثيوبيا إلى إسرائيل، استطاع أن يحتفظ بهذا الملف أكثر من ربع قرن، لكنه طلب عدم الإشارة إليه من قريب أو بعيد، واستحلفنا بشرف المهنة وأمانتها أن نحافظ على سريته طوال الحياة، وأن نلتزم بضمير وشرف المهنة فى نشر الوثائق، دون زيادة أو اختصار فى المعلومات وهو ما التزمنا به فلم نضف إلى محتوى الوثائق شيئاً وفضلنا الابتعاد عن التفسير أو التحليل، رغم ما يحتويه من أسرار خطيرة، تزيح الستار عن فترة حكم رئيس بلد عربى، أثار الكثير من الجدل حوله، فهو أول رئيس يطبق الشريعة الإسلامية، وهو الرئيس المتهم بالمشاركة فى توطين اليهود فى أرض فلسطين.
وقد يسأل البعض: ولماذا فتح هذا الملف الآن؟.. أو قد يتطوع البعض الآخر بالتحليل والتفسير، كلٌ حسب أهوائه وأغراضه، وقد يتساءل آخرون: ولماذا السودان ونميرى؟ ولماذا لا يكون هذا أو ذاك؟
ونرد بأن الحسابات السياسية والنظرة التآمرية لا مجال لها عند البحث فى مهنة الصحافة، والهدف وحده هو تقديم معلومات موثقة بمستندات رسمية عن فترة مهمة من تاريخ السودان، أثّرت بشكل مباشر فى مسيرة الأمة العربية والإسلامية كلها، لأنها تتعلق بالصراع العربى - الإسرائيلى، خاصة أن هذه المستندات هى نفسها التى استند إليها السودان عندما طلب من مصر تسليم الرئيس نميرى، لكن مصر رفضت.
أجرت لجنة التحقيق مواجهات مهمة بين المتهمين فى قضية تهجير يهود الفلاشا من إثيوبيا إلى إسرائيل، وشملت اللواء عمر محمد الطيب، النائب الأول لرئيس الجمهورية، واللواء عثمان السيد، رئيس جهاز الأمن الخارجى، وعدداً من كبار الضباط المشاركين فى العملية، منهم العقيد موسى إسماعيل، والفاتح عروة، ولم تشمل الرئيس جعفر نميرى، الذى كان هاربا خارج حدود السودان وقتها.
وكانت أولى المواجهات بين اللواء الطيب واللواء عثمان السيد كالتالى:
- اللواء عمر الطيب: الموضوع ذو شقين- يقصد عملية التهجير- مرحلة أولى وثانية، وأنا بعد أن تلقيت تعليمات الرئيس جئت إلى المكتب، وعثمان لم يكن موجوداً، وأرسلت ل«الفاتح عروة»، ثم اتصلت باللواء عثمان وقلت له: «فيه قرار سياسى بأن نسهل فى الجهاز عملية نقل اللاجئين، وعددهم 25 ألفاً حسب طلب الإدارة الأمريكية، فى إطار إعادة توطينهم فى أمريكا وأوروبا، وأنا كلمت اللواء عثمان قبل بدء نقلهم، واتصلت بالفاتح قبل الاتصال بعثمان، لأنه لم يكن يبلغنى بأى حاجة تخص هذه العملية.
- ويرد عثمان: العملية دى من بدايتها لم أدخل فيها، ولم أعرف بها إلا بعد أن أذيعت فى الإذاعات الأجنبية، وكلمنى عنها مستر ميلتون وجيرى ويفر، والكلام الذى قاله اللواء عمر، لم يحصل أبداً، وكل ما بلغنى أن فيه قرارا سياسيا، وأنا سمعته من العقيد موسى إسماعيل، ومن الضابط الفاتح عروة، فسكت اللواء عمر ولم يعلق على كلام اللواء عثمان.
وكانت المواجهة الثانية بين اللواء الطيب والعقيد أمن موسى إسماعيل كالتالى:
- اللواء عمر: عندى كلام نسيت أقوله المرة اللى فاتت، أنا عندما استلمت القرار السياسى بترحيل اللاجئين من الرئيس، أو أبلغت به، وجئت للمكتب استدعيت موسى، وأبلغته بالقرار، وذكرت له أن العقيد الفاتح عروة يعمل معه فى هذه العملية، ويجب أن يتصلا وينسقا مع ذوى الاختصاص، وهم معتمد اللاجئين ووزير الشؤون الداخلية ورئيس قسم اللاجئين بالسفارة الأمريكية جيرى ويفر، وبعد يومين أو ثلاثة سافر العقيد موسى إلى مؤتمر اللاجئين بجنيف، وحضر الفاتح عروة إلى المكتب وذكر أنه فى الصورة، فيما يختص بالقرار السياسى ووجهته بعمل الخطة والتحضيرات، لأن موسى «مش» هيكون موجود لأنه مسافر، وبدأ بالفعل التحضير، وأحب أن أؤكد أن العقيد موسى اتصل بذوى الاختصاص، وأخطر الأخ عبدالماجد بشير الأحمدى والأخ السيد على يس فى جنيف بالقرار، واتصل برئيس قسم اللاجئين بالسفارة الأمريكية جيرى ويفر، وهذا الكلام نسيت أقوله قبل كده وموسى هو الذى قال: إنه اتصل بالأحمدى وعلى يس.
- ويرد موسى إسماعيل: عندما كنت فى جنيف زرت الأحمدى، وقلت له: إنه على ضوء المذكرة بتاعة مساعدة اللاجئين التى استلمتها من اللواء عمر تم توجيهى بأن أقوم بعملية ترحيلهم، وكلمت على يس، واللواء عمر قال لى إن العملية سرية.
- اللواء عمر: نحن عادة كحكومة من الناحية السياسية، إذا حضر لنا لاجئون نعلن عنهم ونكثف الإعلام حتى نستفيد بذلك من العون الذى يأتى لهم، وفى حال خروجهم لا نعلن عن ذلك إلا بالقدر اليسير حتى لا نفقد الدعم الذى لا يكفى أساساً لإعاشتهم، وطابع السرية مطلوب حتى لا يفقد البلد الإعانات التى تأتى إلى أى لاجئ، ولا يوجد سبب آخر وراء السرية.
- العقيد موسى: فعلاً اللواء عمر قال لى: إن القرار السياسى خاص بالسماح للولايات المتحدة بأخذ يهود الفلاشا لإعادة توطينهم.
- اللواء عمر: أنا لم أقل هذا الكلام، إنما قلت للعقيد موسى إن هناك قرارا سياسيا من رئيس الجمهورية بأن يسهل الجهاز مهمة ترحيل لاجئين إثيوبيين، وعددهم حوالى 25 ألفا فى إطار برنامج إعادة توطين اللاجئين.
- العقيد موسى: أنا مصر على كلامى، وهو قال لى يهود فلاشا واللواء عمر قال لى: اذهب للفاتح عروة واتصلا بمسؤول اللاجئين بالسفارة الأمريكية بواسطة مستر ميلتون.
- اللواء عمر: أنا قلت لهم يمشوا لمستر ميلتون وكونهم مشوا إليه هذا شىء يخصهم، لأننى كنت صائما وكان فيه مرحلتان، واختلط علىّ الأمر وقلت لم أعط تعليمات لموسى.
- العقيد موسى: رجعت للواء عمر بعد مقابلة جيرى ويفر، وقلت له: إن الأمريكيين عاوزين يرحلوا الناس دول بطيارة «جارتر»، والعملية ربما تتعرض للكشف، والأفضل أن تتم عن طريق I.C.M، واللواء عمر قال لى: الشىء اللى عايزينه الأمريكان اعمله.
- اللواء عمر: هذا لم يحدث، وأنا أذكر أن موسى سافر وحضر العقيد الفاتح عروة، ووضع خطة تحرك هؤلاء الناس من منطقة المعسكر إلى الخرطوم، بالتنسيق مع قسم اللاجئين بالسفارة، وكان أهم شىء فيها أنهم يتحركون برا من القضارف إلى الخرطوم ثم بالطائرة إلى أوروبا، ولم أهتم بالتفاصيل لأن قائد العملية اهتم بها، وأنا لم أقل لهم اعملوا اللى عايزينه الأمريكان.
- العقيد موسى: أنا مُصر على أقوالى، وقلت للواء عمر: إيجار الباصات 32 ألف جنيه، واللواء عمر قال لى: «تستلمها من الأمريكيين والمنصرفات الخاصة- يقصد المصروفات- بهذه العملية يتم تحميلها على مكتب اللاجئين التابع للسفارة الأمريكية».
- اللواء عمر: أنا كما ذكرت لا أدخل فى التفاصيل، ولكن حسب علمى كل الاحتياجات الإدارية يقوم بها قسم اللاجئين بالسفارة الأمريكية، وما أعرف تفاصيل ال32 ألف جنيه، ولكن كنت أعلم أن هذا الضابط ممكن أن يذهب إلى السفارة الأمريكية ويستلم «قروش» لتنفيذ العملية، ولم أتدخل فى مسألة تحديد السائقين من الجهاز لقيادة الباصات، ولم أتدخل فى تعيين ضابط لنقل اللاجئين من القضارف إلى مطار الخرطوم، ولم أقترح استخدام بوابة دخول الحجاج لإتمام العملية، ولم أقترح توقيت منتصف الليل لتنفيذها.
- العقيد موسى: كل ما ذكره اللواء عمر تم تنفيذه بأوامر شخصية منه.
- اللواء عمر: متى أعطيتك هذه الأوامر؟
- العقيد موسى: أعطيتنى الأوامر بالنسبة للسائقين عندما طلبت مبلغ إيجار الباصات، وقلت لى إن الذين يقومون بقيادتها لازم يكونوا من الجهاز، أما اقتراح مدخل مدينة الحجاج وتوقيت بعد منتصف الليل فأنت أعطيتنى الأوامر المباشرة به بعد ما سلمك الفاتح عروة الخطة المكتوبة دون أن تكون بها هذه المقترحات.
- اللواء عمر: أنا قائد أعلى لا أتدخل فى تفاصيل العمل العادى.
- العقيد موسى: فى بعض العمليات أنت طلبت التفاصيل الدقيقة.
- اللواء عمر: إذا أردت أنا التفاصيل الدقيقة، يبقى البديهى عمل الزول الخطة تكون إزاى؟.
- العقيد موسى: مرات بتكون هناك تفايل أى «فايت» على الزول الذى يضع الخطة.
- اللواء عمر: الخطة عملتها أنت أم الفاتح؟
- العقيد موسى: الخطة عملها جيرى ويفر بمعاونة الفاتح.
- اللواء عمر: إنت دورك شنو؟
- العقيد موسى: أنا كنت حاضر أول اجتماع تم مع چيرى ويفر، ووجدت الناس بتوع جيرى ويفر واضعين جزءاً من الخطة.
- اللواء عمر: حصل أن جاءنى موسى بعد نهاية السفريات وقال لى إنه أوقف السفريات فقلت له خير ما فعلت.
- العقيد موسى: هذا الكلام حصل وتم فى حضور العقيد الفاتح عروة.
- اللواء عمر: يا موسى إذا كنت أنا القائد الذى أعطيتك تعليمات تنفيذ العملية دى ما كان من حقك توقف العملية دون أن ترجع إلى؟
- العقيد موسى: الوقت كان متأخرا وأنا تشاورت مع جيرى ويفر فى المطار بخصوص هذا الموضوع، وكان هذا الكلام فى الساعة الثانية صباحاً، والطائرة متحركة وفى نفس اليوم اللواء عمر طلب من الفاتح عروة مذكرة حول الأخبار التى أذيعت بخصوص العملية.
- اللواء عمر: عندما حضرت إلى المكتب فى الصباح، عرفت أن هناك أخباراً عن العملية، واتصلت بقائد العملية الفاتح عروة، وطلبت منه يورينى الأخبار شنو، وطلبت منه تجهيز مذكرة أو خطة إعلامية للتصرف على أساسها، وعرفت بإيقاف عملية الترحيل من موسى والفاتح عروة، وأنا الذى قلت لموسى العملية لازم تقف حتى ينجلى الموقف، فموسى إسماعيل مع جيرى ويفر أوقفا العملية، وبعد ذلك كلمونى تانى يوم، وأتذكر أننى عندما كنت فى أمريكا قلت الفرصة فى وجود المجاعة ومشكلة اللاجئين.
- العقيد موسى: أنا قلت إن اللواء عمر أخذنى لأمريكا بخصوص موضوع يتعلق باللاجئين.
- اللواء عمر: أنا قلت: إنه عندما جاء جورج بوش ناقشت معاه موضوع اللاجئين، وأخذت معى موسى وقابلت بوش فى أمريكا ومستر كاسل كان معانا فى إفطار أعده الرئيس بوش ولم أقابله منفردا.
- العقيد موسى: اللواء عمر قابل مستر كاسل فى اجتماع مغلق استمر نصف ساعة بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية داخل مكتب مستر كاسل.
- اللواء عمر: هذا الكلام غير صحيح وحصل اجتماع مع مندوب الخارجية فيما يختص بالمواضيع التى ذهبت من أجلها.
- العقيد موسى: أنا قلت فعلاً إن اللواء عمر قال لى: إن هناك طائرات ستأتى لأخذ بقية اللاجئين الفلاشا، وهتجيب معاها مؤن للتمويه، وهذا حصل بالفعل، وجاءت الطائرات وأخذت بقية الفلاشا بعد أن تم حصرهم.
- اللواء عمر: قلت لاجئين، ولم أقل فلاشا، ولم أقل له إنهم جايبين مؤن للتمويه، ولم أعترض على القرار السياسى ولم أكن أعرف حاجة اسمها فلاشا، لو كان الرئيس قال لى فلاشا ما كنت رحلتهم.
وكانت المواجهة الثالثة بين اللواء الطيب نائب رئيس الجمهورية والعقيد أمن الفاتح عروة أحد أهم المسؤولين عن عملية التهجير، وجاءت كالتالى..
- العقيد الفاتح عروة: اللواء عمر ذكر أن العملية تتم على طريق «هنجر» الحجاج وأثناء الليل، وأن يكون السائقون من الجهاز الأمنى وحتى هو سأل هنجر الحجاج مستعمل فى شىء قلنا إنه فاضى، وقال أحسن استعملوه.
- اللواء عمر: أحب قبل ما أبدأ الإجابة أقول حاجة للجنة: أنا قائد لهؤلاء الضباط، والقائد دائماً يكون فى الصدارة، ومسؤولاً مسؤولية تامة عن كل التعليمات التى يعطيها لضباطه، فأرجو ألا يفهم بواسطة اللجنة أننى أتنصل من مسؤولياتى لهذه العملية، أو أننى أحاول أن أجد حماية من خلف ضباطى، ومنذ أن أصدرت التعليمات للفاتح عروة، وكلفته بعمل الخطة وعرضها على ووافقت عليها، أصبح كل شىء فى هذه الخطة مسؤوليتى، وهو الذى قام بالتنفيذ، وأحب أن أقول إن اللجنة سألتنى بعض الأسئلة المحددة ولم أستطع الإجابة عنها بالتحديد لعدم إلمامى بالتفاصيل، وأنا قائد أعلى لقائد العملية ومثال لذلك: أنا سئلت هل ذهب مستر جيرى ويفر للسعودية واشترى العربات التى استخدمت فى العملية وهل قام الجهاز بتخليصها جمركياً؟ وكانت إجابتى لا، لأنى فعلاً لا أعرف أن جيرى ويفر ذهب للسعودية،
 لكن ربما ذهب مندوب عنه، وربما أرسلتها سفارته فى جدة، وهذا ما ظهر فى الخطة بأن هناك عربات «باصات» استخدمت فى العملية، وأحضُرت بواسطة قسم اللاجئين بالسفارة الأمريكية، وأنها خُلصت بالجهاز لأن عندنا أوامر مستديمة أن كل ما يخص العمل حتى عربات الجهاز العادية بتخلص بطريقة معينة وليس بواسطتى شخصياً، وإنما بواسطة فرع مختص بالجهاز، وأنا حبيت أقول المقدمة دى علشان الأمور تكون واضحة، وبوابة الحجاج كانت فى الخطة التى عرضتها عليا يا الفاتح.
- العقيد الفاتح عروة: أبداً بوابة الحجاج ما كانت فى الخطة التى قدمناها إليك، ولم نتعرض خلالها لهنجر الحجاج، وإحنا أحضرنا له ورقة مكتوبة، وهو قال ما عاوز ورق مكتوب فى المسألة دى، والكلام المكتوب كان عبارة عن أعداد اللاجئين وتوزيعاتهم على المعسكرات وكيفية نقل اللاجئين، وتجميعهم فى «قواوا»، ومن هناك نقلهم لمطار الخرطوم أو وادى سيدنا، ودى كانت خطة الأمريكان، كتبنا تفاصيلها نتيجة مقابلتنا جيرى ويفر وكان مكتوباً فى ورقة شراء باصات تؤول ملكيتها بعد العملية للجهاز، واللواء عمر أمام موسى إسماعيل ذكر هنجر الحجاج، وقال العملية تتم فى «DFADHoURS» وهو الذى حدد توقيت بعد منتصف الليل، واللواء عمر قال: لازم تتأكدوا أن العربات لازم تكون «MANED» بواسطة ناس الجهاز ما فى «زول» يكون من بره، وأذكر فى حادثة القبض على «العر» الذى صاحب العربات، اللواء عمر قال لى أنا قلت السواقين يكونوا مننا فقلت له فعلاً السواقين مننا، والقبض على الزول ده جاء بتقرير من أمن الإقليم الأوسط،
 وقال لى: لماذا لم نبلغ مديرى الإدارات فقلت له هذه مسؤوليتكم أنتم، واللواء عمر ذكر أنه نادانى وأعطانى التعليمات بخصوص العملية علشان أضع الخطة والكلام ده غير صحيح، والصحيح أن التعليمات أعطيت لموسى وهو الذى بلغها لى، وأنا سألت موسى عن دورى «شنو»، وموسى قال لى: إن اللواء عمر قال له: اتصل بالفاتح كى يتصل بميلتون علشان يقابلكم مع بتاع اللاجئين للتشاور فى أشياء أقوم بها حتى يأتى موسى من جنيف، يعنى مواصلة إجراءات العملية لحين قدوم موسى.
- اللواء عمر: قبل حضور الفاتح وموسى، اتصل بى السيد الرئيس تليفونياً، وذكر لى ما سمعه من وكالات الأنباء، وأيضاً أكدت له من الرصد- عندنا يومية - إننى بصدد جمع معلومات عن المسؤولين عن العملية وأفيدك بها، وعندما جاء موسى والفاتح، كلفت الفاتح بعمل المذكرة، وكنت أتحدث مع الرئيس، وذكر لى أنه وجه وزير الخارجية علشان يعمل نص ونمده بالمعلومات، وذكر موضوع أن السودان لم يسجن لاجئين.. ومثلما جاءوا.. يطلعوا ونحن مقيدون باتفاقية جنيف ومنظمة الوحدة الأفريقية ولا أذكر أننى قلت له نحتوى الموضوع ود. بهاء الدين هو الذى اقترب منى وذكر لى المعلومات، وأنا أوضحت له الإجراءات التى عملناها كلها، وبهاء الدين كان مساعد رئيس الجمهورية وضرب لى تليفوناً بعد الرئيس.
- العقيد الفاتح: بعد كشف العملية إعلامياً أوقفت السفير الأمريكى، وقلت له عن الأخبار التى أذيعت، واللواء عمر تقابل معه، وقاللى إن السفير قابله وحاول الاعتذار له عن الحرج الذى حصل، وإنه قال للسفير: أنا كنت بأتعامل معاكم كأصدقاء وأنه تانى ما يتعامل معاهم لأنهم ما قدروا يتعاملوا مع الإعلام بتاعهم.
- اللواء عمر: السفير الأمريكى فعلاً طلب مقابلتى وجانى فى القصر، وتحدثت معه فى هذا الموضوع وكنت منفعلاً وقلت له أنتم كدولة عظمى تطلبوا من رئيس الجمهورية يرحل 25 ألف لاجئ، والآن جرايدكم نفسها بتعلن هذا وتقدم لينا اتهامات فظيعة فى هذا الموضوع.
فقال السفير: «الجرايد ذاتها فيها ناس مأجورون وأنا قلت له، رئيس الجمهورية عاوزك وأنا سأحدد لك موعداً والكلام الذى قاله الفاتح «صح».
- العقيد الفاتح: اللواء عمر قال لى: إن السفير الأمريكى طلب منه تكملة ترحيل بقية اللاجئين الفلاشا الموجودين، وقال لى: مافى حاجة سرية تانى لو عاوزين يعملوا عملية تانية زى دى وحتى إذا الرئيس وافق أنا بأمشى بيتنا.
- اللواء عمر: الكلام ده صح.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.