«واشنطن بوست»: إضرابات المحلة أهم تحدٍّ يواجه مرسي

قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إن إضرابات عمال النسيج في المحلة توضح التحديات الاقتصادية التي يواجهها الرئيس محمد مرسي، مشيرة إلى أنه منذ أربع سنوات مضت، غزلت المدينة أول خيوط الثورة التي أطاحت فيما بعد بالرئيس السابق مبارك.
وأوضحت الصحيفة في تقريرها المنشور، الاثنين، أن المحلة التي عادت تغلي من جديد، تشهد إضراب عشرات الآلاف من عمال النسيج للأسبوع الثاني على التوالي، مضيفة أن الاضطراب العمالي يهدد واحدة من أهم صناعات التصدير في مصر، في الوقت الذي تتأرجح فيه الدولة على حافة أزمة توازن في المدفوعات.
وأضافت أن ما يحدث يشير إلى ارتفاع سقف التوقعات بعد ثورة العام الماضي، وهي توقعات «لم يتم تحقيق معظمها حتى الآن»، متوقعة أن يؤدي هذا الإحباط إلى مزيد من الاضطرابات، ربما يكون لها عواقب كارثية أخرى على الاقتصاد.
وقالت إن مطالبهم تراوحت بين المشاركة في الأرباح، وتحسين الرعاية الصحية والمعاشات، وزيادة الأجور السنوية من 700 إلى ألف جنيه، بالإضافة إلى طرد رئيس مجلس إدارة الشركة.
وأشارت «واشنطن بوست» إلى انتشار إضراب أكثر من 22 ألف عامل بمصنع «مصر للنسيج» في سبع منشآت نسيج أخرى، في القطاعين العام والخاص، مضيفة أن النشطاء يتحدثون عن «ثورة عمال جديدة» في أنحاء مصر، لكنها وصفت ذلك بأنه «وصف غير ناضج»، مشددة في الوقت نفسه على رمزية وأهمية الاحتجاجات بالنسبة للرئيس المنتخب الجديد.
ونقلت عن مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية، قوله إن «أهم تحدٍ أمام مرسي هو أن يلبي طموحات وتوقعات المصريين، ليس فقط في استعادة الأمن، بل في ضبط الأداء الاقتصادي أيضًا، ومواجهة التدهور الذي شهدته الحياة الاقتصادية للمصريين». وأضاف السيد: «ركد الاقتصاد منذ بداية الثورة، والحكومة تفتقد إلى الدخل لكنها لا تستطيع فرض ضرائب أعلى، وهذا موقف حساس».
من جانبه، رأى سيمون ويليامز، مدير اقتصاد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في بنك «إتش إس بي سي» بدبي، أن «استعادة الانضباط للاقتصاد المصري سيكون صعبًا على أفضل الظروف، خاصة في البيئة السياسية الراهنة»، مضيفًا أنه مع مرور الوقت «يصبح التحدي أصعب لإعادة بناء اقتصاد يفي بتوقعات المصريين».
ووصفت الصحيفة مرسي، الذي تولى منصبه رئيسًا لمصر 30 يونيو الماضي، بأنه أصبح «متورطًا في الصراع على السلطة مع القادة العسكريين»، بدلا من التحرك لاستعادة الاقتصاد المصري كما وعد. ونقلت تحذيرات اقتصاديين من أن يؤدي استمرار الاضطرابات وعدم اليقين «إلى تأجيل القرض الضروري من صندوق النقد الدولي لمصر».
وقالت إن الآمال في أن يقوم مرسي بتعيين حكومة جديدة تحطمت، بعد أن قالت بعض المصادر إن مرسي لن يقوم بذلك إلا بعد شهر رمضان، وهو ما اعتبره المحلل الاقتصادي آنجوس بلير «خيبة أمل كبيرة للاقتصاديين والتجار، وللمصريين عمومًا».
يذكر أنه تم تعليق إضراب عمال غزل المحلة، في الساعات الأولى من يوم الاثنين بعدما تم تلبية بعض مطالب العمال.