الجماعة انشئت قنوات دينية لتغترف من أموال التبرعات بزعم مقاومة التشيع والتيارات المعادية نعى الإخوان في ضحايا حادث "شارلي إيبدو" تسبب في تصدع البرلمان الوهمى وتبرأ حلفائهم إنسحاب الإحزاب من تحالف دعم الشريعة جاء بعد التخوين وتبادل الإتهامات بالعمالة مبادرة "إحنا الحل" فشلت بعد إعتقادهم ان الإحتماء بالأحزاب سيثير الرعب في قلوب خصومهم في الأسبوع الأخير من يونيو 2013 كانت الموجة الثورية الأولى قد اقتربت من عرش التنظيم الإخواني الحاكم منذرة بإعصار مدمر يُنهي أحلام الجماعة في حكم مصر لعشرات وربما مئات السنين.. ولم يجد قادة "الإخوان" سوى الإحتماء بأحزاب وتكتلات سياسية وحشود ظنوا أنها تسمن وتُغني من جوع .. فجمعت الجماعة قضها وقضيضها، في ساحة مسجد "رابعة العدوية"، وأعلنت في يوم السابع والعشرين من يونيو "تدشين التحالف الوطني لدعم الشرعية" وتفتقت عبقريات الجماعة عن فكرة تصدير عناصر "الجماعة الإسلامية" وتنظيم الجهاد في الواجهة لإثارة الرعب في قلوب خصومهم السياسيين كما يعتقدون، وظهر على منصة "رابعة" عاصم عبد الماجد وطارق الزمر وصفوت عبد الغني وغيرهم من الذين شاركوا في قتل الرئيس الراحل أنور السادات والمئات من ضباط وجنود الشرطة في الثمانينات والتسعينات ليستقر الأمن والإطمئنان داخل "الإخوان" وظنوا أنهم في حصن مانع منيع، وارتفعت هتافاتهم في ميدان رابعة "قول يا عاصم قول وارعب الفلول"!!! وسيطرت على "الإخوان" أحلام النصر على كفار قريش الذين يريدون اسقاط الحكم الإسلامي، حسب تعبيرهم، وتداولت صفحات "الإخوان" على مواقع التواصل الإجتماعي نصوصاً موحدة عن يوم 30 يونيو .. يوم فتح مكة .. ويوم النصر على الكُفار .. يوم تكون فيه كلمتهم هي العليا وكلمة الأعداء هي السفلى!!! وكانت أحلام المشاركين من أحزاب وقوى التحالف الداعم لمرسي تنحصر في قطعة من كعكة السلطة التي استحوذ عليها "الإخوان" على مدار العام اليتيم في الحكم .. يعني لا مانع من مقعد محافظ أو وزير أو رئيس مدينة أو عضوية مجلس من المجالس القومية وغير القومية بعد اجتياز عقبة 30 يونيو .. المهم أن نكون في السلطة وينالنا من الحب جانب.. واستل كل منهم لسانه ، وصعد إلى منصة "رابعة" ، وهات يا تهديد .. و"قول يا عاصم قول وارعب الفلول"، وعندما حانت المواجهة كان عاصم في المقدمة .. ولكنها كانت مقدمة الهاربين!!!! وجاء الثالث من يوليو 2013 وسقط عرش "الإخوان" فوق نواصي المعتصمين في "رابعة"، ووقر في يقين أصحاب البصر والبصيرة أن "الإخوان" يحتمون ببيت العنكبوت .. لكن كان للتنظيم الإخواني رأيٌ آخر في العنكبوت، وخُيِل إليهم أن العنكبوت وحش كاسر له أنياب وأظافر لا يفصل بينها وبين الإنقلابيين – حسب الوصف الإخواني – سوى ساعات ، وتعلق التنظيم والمتحالفون معه بخيوط العنكبوت ، وقاموا بتطوير التحالف وأضافوا لهم كلمتي (.. ورفض الإنقلاب) ، ليصبح اسمه (التحالف الوطني لدعم الشرعية ، ورفض الإنقلاب ) .. وكأنهم يظنون في الكلمتين سلاحاً ينتصرون به !! وظل "الإخوان" داخل بيت العنكبوت يتظاهرون ويعتصمون ويدخلون في مواجهات ومصادمات يميناً ويساراً وشمالاً وجنوباً .. مع الشرطة تارة ، ومع الأهالي تارة أخرى .. وكانت كل جولة تنتهي بانتقال العشرات من العناصر القيادية من بيت العنكبوت إلى أقسام الشرطة ومنها إلى النيابات ثم المحاكم والسجون .. وهذا ما دفع عباقرة التحالف الإخواني إلى البحث عن ملاذ آمن خارج مصر ، وكانت عمليات الهروب والبحث عن أرض آمنة ينطلق منها العنكبوت في معركته.. يعني كان الحل من وجهة نظرهم في تغيير المكان الذي سيخوض منه العنكبوت جولة حاسمة تنتهي بنصر "الإخوان" وعودة مرسي إلى الحكم!!! وسقط "الإخوان" في خدعة تلو الخدعة، وصدقوا أن الشعب معهم وأن القيادات في الخارج هي الذراع الدبلوماسي الذي يقود الثورة، فقطعوا على أنفسهم العهود والوعود بالعودة .. تاريخاً بعد تاريخ ويوماً بعد يوم، وحددوا موعداً لعودة مرسي في السادس من أكتوبر 2013 .. ثم الخامس والعشرين من يناير 2014 .. ثم التاسع من مارس ، وبعده الثلاثين من يونيو .. ثم الثالث من يوليو ، والرابع عشر من أغسطس (ذكرى فض اعتصام رابعة) وبعده الثامن والعشرين من نوفمبر (الثورة الإسلامية الوهمية) ، ولا يزالون في انتظار عودة مرسي في الخامس والعشرين من يناير 2015 ، وقد يقطعون على تابعيهم وعوداً تمتد إلى الخامس والعشرين من يناير 2050 !! خلافات وتمويل أما داخل بيت العنكبوت فكانت الخلافات تتصاعد حتى تصل إلى حد التخوين وتبادل الإتهامات بالعمالة لأجهزة الأمن المصرية ، وكاد بعضهم أن يُصاب بأعراض الذكاء ، ويصل إلى نتيجة مفادها أن عناصر أمنية قد اخترقت قمة الهرم القيادي لجماعة "الإخوان" وجماعات التحالف لتقودهم إلى الهاوية !! وبدأ القفز من السفينة الإخوانية التي تساقطت ألواحها الخشبية وطالتها الأمواج من كل جانب ، وبدأت عمليات الإنسحاب من التحالف الإخواني ، وفقد أهم مكوناته بخروج حزب "الوسط" ، ثم "الجبهة السلفية"، وحزب "مجدي حسين" المعروف باسم حزب الاستقلال (العمل سابقاً)، والأخير كان له دور مهم في بناء أوهام "الإخوان" وتابعيهم ، وفي اللحظات المناسبة تبرأ منهم!! وخلف خيوط العنكبوت كانت هناك خلافات على الأموال المتدفقة لتأسيس كيانات إعلامية ، وعلى طريق الشيوخ إياهم .. كل شيخ راح يعمل قناة دينية لكي يغترف من أموال التبرعات التي تأتي من كل صوب وحدب لدعم مسيرة الدعوة الإسلامية ،ونصرة أهل السنة ومقاومة التشيع ومواجهة تيار هذا وذاك!! وسارعت عناصر التحالف إلى تأسيس القنوات ، حتى ظهرت في وقت واحد قناتين بذات الإسم (رابعة) ، وقفز صوت الخلافات إلى صفحات التواصل الإجتماعي ومواقع الإنترنت ، وأعلن بعضهم بصوت مرتفع أنه لن يتعاون مع شخص بعينه لأنه لا يعلم مصادر تمويله ، ولا يدري من أين جاء بأموال تأسيس القناة إياها؟!! وتطور الصراع داخل بيت العنكبوت إلى صراع على زعامة الكيانات السياسية التي تتصدر واجهة ثورتهم الوهمية، والواجهة وما أدراكم ما الواجهة (!!!!) ، وصدق بعضهم النصر القادم الذي سينتهي بالحصول على كعكة السلطة ، وظهر الكيان تلو الآخر، وكانت البداية بكيان يحمل اسم "التجمع المصري" ليقود الثورة من الخارج .. لكن قال بعضهم مين ده اللي عايز يعمل علينا زعيم .. يعني إحنا دخلنا السجون لسنوات علشان يأتي هذا الشخص ويعمل علينا زعيم ؟!! ورأى بعضهم أنهم أكبر من هذا الكيان ، و رأي الآخرون أن الثورة يقودها "التحالف الوطني لدعم الشرعية" بقيادة "الإخوان" .. لكن نظر غيرهم إلى"الإخوان" باعتبارهم تنظيم مخترق وفاشل ولا قيادة سوى للجهاديين ، وصرخت مجموعة ثالثة في الجميع وقالت: "لا إخوان ولا جهاديين .. ليس لها سوى السلفيين" ، وخرجت مجموعة رابعة تتهم السلفيين بالعمالة لأجهزة الأمن المصري .. وقالوا: "مش دول السلفيين اللي عملهم حبيب العادلي علشان يضرب بيهم الإخوان"؟!!! ومرت الأيام والأسابيع واندثر "التجمع المصري" وتاه في زحام الخلافات، وفجأة ظهر كيانٌ آخر باسم "جبهة التحرير" وضم ذات العناصر التي كانت في "التجمع المصري" المندثر ، ولكن سرعان ما انضمت "جبهة التحرير" إلى قطار الفشل الإخواني ، وخرجت ذات العناصر لتعلن عن تأسيس "المجلس الثوري المصري"، والمضحك في هذا المجلس أنه يضم بين جنباته أحد رجال لجنة سياسات جمال مبارك.. شكله كده كان رايح ينتقم من "الإخوان" في ملاذهم الآمن .. خاصة أنهم صدقوا أنه من أشد مؤيدي "الإخوان"!!! وهبط وحي الفشل على نواصي الهاربين بفكرة "الثورة الإسلامية" في الثامن والعشرين من نوفمبر .. طيب يا جماعة ليه كل مرة نفشل .. آه عرفنا السبب عايزين .. قائد .. وخرج أحدهم ليعلن نفسه قائداً للثورة وأطلق صفحة تحمل اسمه وصورته وهات يا خطط ومقالات ونصائح .. ونظر "الإخوان" إليه وقالوا لبعضهم: "يا نهار أبوكم كحلي" .. من هذا الذي يأتي قائداً بديلاً لقاماتنا الكبرى (بديع والشاطر ومحمود عزت ومحمود حسين وجمعة أمين) مين ده علشان يكون قائد ثورتكم !! أما أعضاء الجماعة الإسلامية فثارت ثورتهم وقالوا: "مين ده علشان يكون قائد للثورة.. وأين المجاهد الكبير عاصم عبد الماجد ، وأين القائد المغوار طارق الزمر "بتاع سنسحقهم".. وفشلت ثورة الثامن والعشرين من نوفمبر الوهمية ، ولم يبق من قائد الثورة سوى صفحته على الإنترنت والقناة الفضائية التي يتساءل بعض الهاربين في تركيا عن مصادر تمويلها!! برلمان وهمي وبعد موجات الفشل المتلاحقة .. حك أحد الهاربين في تركيا رأسه بأظافره .. وقال طيب لا "تجمع مصري" نافع ولا "جبهة تحرير" نافعة ، ولا "مجلس ثوري" جايب نتيجة .. ولا بيان بروكسيل نافع .. طيب نعمل إيه ؟! .. نعمل إيه ؟! نعمل برلمان .. هي دي نعمل برلمان، أيوه نعمل برلمان .. طيب معانا كام واحد في تركيا وقطر .. معانا ثلاثين نائب سابق .. وهنا خرج إيهاب شيحة القيادي في التحالف الإخواني ورئيس حزب "الأصالة" وقال: "أنا مش معاكم .. مجلس الشعب تم إقرار حله بقرار من الدكتور محمد مرسي ومفيش حاجة اسمه مجلس شعب" .. ورفض الثاني والثالث والرابع ، وعارض هذا وذاك فكرة البرلمان .. المهم وصل العدد إلى 27 ، ومع ذلك اعتبروه برلماناً واستأجروا قاعة في أحد الفنادق وعملوها برلمان، وعقدوا جلسات نيابية على غرار جلسات مجلس الشورى التي كانوا يعقدونها تحت خيمة في إشارة مرور "رابعة" في يوليو 2013 ، ثم نقلوه إلى صالة التعازي الملحقة بمسجد رابعة" ، وذهب مجلسهم مقبوراً إلى عالم النسيان .. وفجأ نبش بعض الإخوان" في دفاتر الفشل ، واستخرجوا عظام البرلمان البالية وحاولوا إحياءها من جديد على الأراضي التركية !!! وقبل أن يمر شهر واحد على ميلاد البرلمان الإخواني الوهمي ، ظهرت الخلافات ، وبدأ بعضهم في الإنسحاب أو تجميد عضويته في المجلس ، وصدق المساكين أنه مجلس وأنها عضوية تستحق الإنسحاب أو التجميد ، وكانت التعزية التي أرسلها البرلمان الوهمي إلى فرنسا في ضحايا حادث صحيفة "شارلي إيبدو" سبباً في تصدع ما أسموه بالبرلمان ، وتبرأ منهم شريكهم وحليفهم ممدوح إسماعيل وقال في صفحته على الفيس بوك: "لقد غضب الإخوان والتحالف لعزل الرئيس مرسى، وظلوا شهوراً ومازالوا يحملون صورة الرئيس مرسى، وشتان بين رسول الله الحبيب محمد، صلى الله عليه وسلم ومقامه العظيم، ومحمد مرسى، وقد تعرض مقام النبى لحملة متواصلة تواصلت رغم ماوقع للمجلة السافلة، ورد الفعل للتحالف و"الإخوان" منه سىء و ضعيف ولايتناسب مطلقا مع ماحدث، أخشى الخزى وعدم التوفيق لتخاذلنا عن نصرة الحبيب، محمد صلى الله عليه وسلم" ، وأعلن القيادي في التحالف الإخواني ونائب الجماعة الإسلامية السابق محمد الصغير عبر صفحته على " فيس بوك" تعليق مشاركته فى البرلمان المصرى بتركيا، نظرا لبياناتهم الأخيرة المخيبة لآمال المسلمين، والخانعة فى نصرة النبى الكريم، وانقيادهم لليبراليين"، حسب قوله!! وبعد ممدوح إسماعيل والصغير ، جاء وجدي غنيم ووجه لطمة لنواب البرلمان الوهمي وأعلن عدم اعترافه بهم وقال غنيم في لقاء مع إحدى قنوات "الإخوان": "رايحين تعزّوا فرنسا اللى شتمت نبيكم، جاتكم ستين خيبة، الله ينتقم منكم، أنا أسحب اعترافى بكم، ما صنعتموه مصيبة". وتابع: "أنتم خونة للإخوة فى الميادين، وأنا مش هعترف بيكم، جتكم ستين خيبة، الله ينتقم منكم .."!! وتصدع البرلمان قبل شهر واحد من مولده ، فبحث بعض الهاربين عن حل .. نعمل إيه نعمل إيه .. وجاءتهم الفكرة مع الأيام الأولى من عام 2015 ، وقالوا: "نعمل حكومة برئاسة أيمن نور" .. وسرعان ما جمعوا أمرهم وأعلنوا كياناً جديداً باسم "11 فبراير" أو مبادرة "إحنا الحل".. أيوه هو ده الحل ، نعمل حكومة في المنفى ونعمل كيان جديد .. وبسرعة عقد بعض الهاربين مؤتمراً صحفياً وأطلقوا مبادرة "إحنا الحل"، وقرروا تشكيل الحكومة المصرية الجديدة ، واختاروا بعض المحكوم عليه في السجون وأسندوا إليهم الحقائب الوزارية في الحكومة التي أطلقوا عليها اسم "حكومة الإنقاذ" .. شوفوا العقل .. "حكومة إنقاذ" تضم وزراء في السجون .. كما اختاروا أسماء لا يمكن بحال من الأحوال أن تجتمع مع "الإخوان" تحت سقف واحد ، وبدأ بعض الوزراء – بتوعهم - يعلنون براءتهم من هذه الحكومة الوهمية ، ومن بينهم المحامي والمرشح الرئاسي السابق خالد علي الذي اختاروه وزيراً للعمل فسارع إلى نفي علاقته بهم وقال في تصريحات صحفية إنه يرفض الزج باسمه في أي صراعات أومبادرات دون الرجوع إليه ، وأعلنت قيادات في التحالف الإخواني عن رفضهم القاطع لمبادرة الحكومة الوهمية الجديدة لأنها تتضمن النص على تفويض الدكتور محمد مرسي – بعد عودته – للدكتور أيمن نور في صلاحيات رئيس الجمهورية ، واشتعل الغضب في نفوس العناصر القيادية الهاربة في الخارج لأن هذه المبادرة تجاهلتهم ، وتجاهلت جهادهم القديم والجديد ، ونضالهم وخططهم الحاسمة .. نعم الخطط الحاسمة التي كان مصيرها جميعاً الفشل!! وهاجم الدكتور جمال حشمت، القيادي في جماعة "الإخوان" ، مبادرة "إحنا الحل" ، وحكومة الإنقاذ وقال : فى تصريح له عبر صفحته على "فيس بوك": "مبادرة تعلن دون توافق اختلط فيها الصالح بالسيئ وحرمت أصحاب الأغلبية من حقهم وكافأت المتورطين ولم تنس الفلول" ، وانضم ما يسمى "المجلس الثورى" إلى جماعة "الإخوان" في رفضها للمبادرة، وقال فى بيان له: "لم نطلع على تلك المبادرة، ولم يتم التشاور بين من قام بإطلاقها وبين مؤسسات المجلس، ونرى أن إطلاق المبادرات دون سابق تشاور هو إنقاص لقدر المبادرة، بالإضافة للتأثير السلبى على ضرورة الاصطفاف، ونرى أنه من غير المناسب، فى هذه المرحلة، طرح أسماء، لا سيما وأنه لم يجرِ التشاور معها". وهكذا بدأت الخلافات والصراعات قبل أن يرى هذا الكيان النور، ليلحق سريعاً بسابقيه في قطار الفشل ، ويصبح رقماً في سجل الكيانات الإخوانية التي تكون جنينها بتلقيح صناعي .. ثم ماتت بعد أيام من ولادة قيصرية متعثرة !!!