" القلة المندسة " مصطلح قميء دأبت الجهات الامنية على إستخدامه منذ سنوات وعقود طويلة ، وعلى مدار أربع سنوات من ثورة مستمرة لم تنته ولم تحقق أهدافها لازال المصطلح يستخدم دون حياء أو خجل من جانب الامن لتبرير العنف المفرط الذي يفضي دائماً إلى وقوع الضحايا الابرياء . " شيماء الصباغ " لن تكون الاخيرة فهي ضمن عقد شباب الثورة الذي إنفرطت حباته وذبحت أحلامه على اعتاب مصطلحات مثيرة ومستفزة مثل " هيبة الدولة " و "الاستقرار " وقد تكون هذه المصطلحات صحيحة لغوياً لكن معناها مطوع وفقاً لهوى أتباعه من بقايا الدولة العميقة التي عادت وضربت بجذورها مجدداً وبات ديدنها قلة الحياء فأخذت تحتفل بثورة يناير وسخرت كل اذرعها الجوبلزية من إعلام رجال الاعمال للنيل والطعن في الثورة . الاصرار على إستخدام مصطلح " الذكرى الرابعة " أمر مقيت لان هذه الفئة تريد أن تكون هذه الثورة ذكرى من الماضي ولايعرف هؤلاء أنهم مهما فعلوا ومهما قرعوا طبول النفاق للسلطة الحالية لن يستطيعوا تكميم أفواه شباب الثورة ولن يستطيعوا إجهاضها ولان الباطل جندي من جنود الحق فإن معظم تصرفات هذه الفئة تعتبر وقودا يؤجج الثورة ، ولن يعود القطار إلى الخلف مجدداً حتى وأن شبه لهم أن كل الامور إستقرت ، ففي كل يوم 25 يناير منذ عام 2011 وحتى الان تؤكد الثورة ودمائها الذكية أن القادم لهذا الجيل الذي ترغب دولة العواجيز في وأده حياً ، لتبقى هي على اشلاء الماضي البغيض. "شيماء الصباغ " هذه الفتاة الطاهرة التي ماتت شامخة وسط جوقة من منافقي بعض وسائل الاعلام التي أخذت تدافع بإستماته عن وزارة الداخلية وهيبة الدولة دون حتى أن يكون لديها حمرة خجل وتنتظر تحقيقات النيابة حتى وأن كنا نعرف في الغالب أنها ستتجه إلى الطرف الثالث أو كلمة عناصر الارهابية قتلت شيماء " فنحن جميعاً نعرف من هو الطرف الثالث وليس خفياً على جيل الثورة أو الاتقياء والصالحين أنها الدولة البوليسية التي تعتقد أن القادم لها وأن الحرب ضد الارهاب ستكون جملة مطاطة لتبرير جنوحها عن المنطق والضمير وكل معاني الانسانية . في كل يوم يمر وفي كل لحظة تولد تؤكد السلطة الحالية أنها ماضية قدماً في طريقها نحو ترسيخ دولة مبارك بكل رجالاته وأن إدعت واقسمت على "مصحف " أنها محبة لثورة يناير وأن 30 يونيو إمتداد لثورة يناير لكن الواقع يؤكد أنها دولة مبارك بكل قبحها بل أنها تزيدت في "البجاحة " بحجة إستقرار الوطن . أننا نعيش عصر إضمحلال حقيقي بكل ماتعنيه الكلمة فلا فن يعبر عن مجريات الامور ولا إعلام هادف مثمر بعد أن سخرت رموزه لتكون بوقاً لسلطة طاغية مستبدة أتخذت من الحل الامني هدفاً لها وجعلت أستهداف شباب الثورة مرمى لها بقانون تظاهر غريب الاطوار ماأنزل الله به من سلطان فهو باطل منذ ميلاده خبيث في اهدافه لكن هيهات هيهات أن تسكت أفواه الحق وأن إرتفع صوت الباطل كثيراً . " شيماء الصباغ " ومن قبلها "خالد سعيد " وكل الشهداء الذين سقطوا بينكم أنتم بذرة أحلام وطن زرعت في أرضه الخصبة سنعيد إليكم الحق ولن يقتلع أحد أحلامكم فالثورة مستمرة رغم أنف الحاقدين . شيرين الصباغ شيرين الصباغ