طالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما رسميا اليوم الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي عن منصبه، معلنا عن فرض عقوبات غير مسبوقة لزيادة العزلة المالية لنظام الأسد وتعطيل قدرته على تمويل حملة العنف ضد الشعب السوري. وقال أوباما - في بيان وزعه البيت الأبيض وأورده راديو "سوا" الأمريكي اليوم - "إن مستقبل سوريا ينبغي أن يتم تحديده بواسطة الشعب السوري نفسه ، إلا أن الرئيس بشار الأسد يقف في طريقهم، كما أن دعواته للحوار والإصلاح أثبتت أنها فارغة بينما يقوم هو بسجن وتعذيب وذبح شعبه". وأضاف "لقد قلنا مرارا أن الرئيس الأسد ينبغي أن يقود تحولا ديمقراطيا في سوريا أو يبتعد عن الطريق، وبما أنه لم يقوم بقيادة هذا التحول فإنه من أجل صالح الشعب السوري فقد جاء الوقت للرئيس الأسد كي يتنحى". وأوضح أوباما أن الولاياتالمتحدة لا تستطيع ولن تقوم بفرض هذا التحول على سوريا، بل إن الشعب السوري عليه أن يختار قادته، مشيرا إلى أن واشنطن قد استمعت إلى الرغبة القوية للسوريين بألا يكون هناك تدخل أجنبي في حركتهم المطالبة بالديموقراطية. وأكد أن بلاده ستدعم جهود تحقيق الديموقراطية والعدالة والمساواة لجميع السوريين عبر الضغط على الرئيس الأسد للابتعاد عن طريق هذا التحول والوقوف مع الحقوق الدولية للشعب السوري مثل سائر الشعوب الأخرى في المجتمع الدولي. وأعلن أوباما عن توقيعه على قرار تنفيذي يفرض تجميدا فوريا لجميع أصول الحكومة السورية الخاضعة لسلطة الولاياتالمتحدة ويمنع الأمريكيين من الدخول في أي تعاملات مع حكومة سوريا، كما يحظر استيراد أي بترول أو منتجات بترولية سورية المنشأ كما يمنع أي تعاملات للأمريكيين مع قطاع النفط السوري أو الاستثمار في هذه الدولة. ودعا الدول الأخرى إلى اتخاذ إجراءات مماثلة، مشددا على أن الوقت قد حان كي يحقق الشعب السوري العدالة التي يستحقها، قائلا "إن الولاياتالمتحدة شعرت بالإلهام لسعي الشعب السوري نحو الديمقراطية عبر التحول السلمي، وشجعاتهم ضد الوحشية التي مارستها الحكومة السورية". يشار إلى دعوة أوباما هذه للأسد تأتى بعد شهور على قمع الاحتجاجات المناوئة لنظام حكمه والتي أسفرت حتى الآن عن مقتل الألاف واعتقال ما يزيد على 13 آلفا آخرين بحسب تقديرات منظمات حقوقية سورية.