أوقع شباب الثورة الدكتور مصطفى إسماعيل - مستشار رئيس الجمهوريةالسوداني ووزير الخارجية الأسبق- والوفد المرافق له في حرج كبير؛ بعدماأكدوا له أن نظام الرئيس عمر البشير لا يقل في أخطائه عن النظم العربية التي ثارت شعوبها عليها . و خلال لقاء جمع الوفد السوداني المكون من إسماعيل و عدد من قيادات حزب المؤتمر الشعبي السوداني (الحزب الحاكم ) أمس بمجموعة من شباب الثورة مساء, الأربعاء, بالقاهرة ، تساءل الشباب عن مدى قابلية الوضع في السودان لقيام ثورة، معتبرين أن نظام البشير أخطأ بالتوقيع على حق تقرير المصير والذي أدى على حد تعبيرهم إلى كارثة الانقسام بالإضافة إلى المشاكل القائمة في إقليم دارفور وإقليم كردفان، وتناولت الأسئلة ما تم توقيعه من اتفاقيات بين الحكومة المصرية والسودانية فيما بعد الثورة والمتعلقة باستيراد اللحوم واستصلاح الأراضي، وما مدى فاعليتها ؟، كما حرص احد الحضور على مطالبة الوفد بضرورة الإفراج عن المعتقلين السياسيين في السودان . و تحدث خلال اللقاء الدكتور جمال زهران عضو مجلس الشعب السابق، فطالب بتدعيم القيم المصرية السودانية ومناقشة دور مصر الإقليمي تجاه دول الجوار العربي , وقال: أنه يشعر الآن بخنجر في صدره مما حدث للسودان من انقسام ، مشيرا إلى أن كلا من الرئيس السابق حسني مبارك والزعيم الليبي معمر القذافي ذهبا إلى السودان في سبتمبر 2010 في محاولة للضغط على الرئيس عمر البشير لعمل استفتاء حق تقرير المصير. من جانبه ، أكد الدكتور مصطفى إسماعيل أن زيارته للقاهرة حزبية في المقام الأول بدعوة من حزب الوفد، منوها إلى أن الهدف منها هو التعرف على الأحزاب والقوى السياسية والشباب الذين فجروا الثورة في مصر، بما يسهم في فتح قنوات التعارف بين الشعبين . وعبرعبد المنعم السني أمين لجنة الشباب بحزب المؤتمر الوطني عن سعادته بتواجده وسط الأشقاء المصريين ، معتبرا أن ذلك يؤكد قوة العلاقة بين البلدين, وعبر عن اعتزازه بالثورة المصرية التي وضعت وستضع مصر في مكانها الحقيقي وعن إعجابه بهذه الثورة . وحرص مجدي احمد حسين رئيس حزب العمل على تذكير الشباب الحضور بضرورة دراسة الواقع السوداني والمشكلات الموجودة به لأنها متعلقة إلى حد كبير بما نعاني منه في مصر, من تدخل إسرائيلي لدعم جزء كبيرا من المعارضة والمتمردين ، وأشار إلى ضرورة المطالبة بإحداث تقدم فيما يتعلق بموضوع إلغاء التأشيرة بين البلدين. و رد الوفد السوداني على تساؤلات الشباب بتوضيح أن" الوضع في السودان مختلف تماما عن الوضع في مصر وتونس فيما قبل الثورة فالرئيس عمر البشير دائما ما يكن متواجدا بين أبناء شعبه فضلا عن انه لا يمتلك أية حسابات في بنوك أجنبية ". و قال أعضاء الوفد أنهم في السودان لا يعانون من المشاكل التي عانى منها الشعب المصري مثل قضية التوريث واختزال الحكم في أسرة الرئيس لان البشير لم ينجب أبناء, فضلا عن وجود مشاركة فعلية للشباب في مختلف مستويات السلطة وإتاحة هامش كبير من الحرية . ولفت أعضاء الوفد إلى وجود أكثر من 70 حزبا سياسيا يتمتعون بكامل الحقوق في المشاركة السياسية وإصدار الصحف التي تعبر عن أفكارهم المختلفة. وذكر إسماعيل أن الحكم نشاط بشري دائما ما يحتاج إلى مراجعات ، مضيفا أن النظام السوداني حريص على مراجعة نفسه باستمرار ، مضيفا :" اتحدي أن يذكر أحدكم اسم معتقل سياسي واحد في السودان ". وفيما يتعلق بقضية انفصال الجنوب ، أوضح إسماعيل أنهم بذلوا منذ 50عاما قصارى جهدهم وقدموا كل شيء لتلاشي هذا الانقسام. وأضاف أن الاتفاقيات التي أبرمت مع كل من الحكومة المصرية بخصوص تصدير اللحوم و حزب الوفد والمتعلقة باستصلاح أراضي موضوعة في حيز التنفيذ بالإضافة إلى انه يتم منذ شهر يوليوالمنقضي رصف طريق بري بين السودان ومصر سيتم افتتاحه في خلال شهرين و سيسهل عملية الانتقال بين البلدين مشيرا إلى أن حكومة السودان قامة بإلغاء موضوع تأشيرة الانتقال مع مصر منذ عام 2005 إلا أن مصر لم تلغيها حتى اليوم . وناشد مستشار الرئيس السوداني الشباب بضرورة الضغط على الحكومة المصرية الحالية لتنفيذ ذلك المطلب .