وضع كلماته عبر صفحته الشخصية على حسابه على الفيسبوك ، ولم يعلق احد ، وتكرر هذا الامر حتى صرخ لاصحابه الا تقرأون ما اكتب ؟؟، اليست لديكم القدرة على التعبير على الموافقة او الرفض ، ؟؟ اليست لديكم القدرة على ضغطة بسيطة ولو مجاملة على زر اعجبني ؟؟ اه ما أقساكم.. نعم هو احساسه حين لم يجد لكلامه مُتلقين يقرأون رسالته ويستمعون ويتناقشون ، فصرخ بالشكوى ،الجمهور لاعب أساسي في المبارايات الرياضية ، ولا يشكل اللعب بدون جمهور متعة للاعبين ،، وقد اتفق الجميع على ذلك ، تتعدد الاسباب ، فإما ان تبحث عن لعبة اخرى متعتها ان تكون وحيدا ، او معك شركاء المباراة فقط ، وأما ان تفتح الباب للجماهير لحضور المباراة بعد ان تزول اسباب عدم وجودهم . يرى جوستاف لوبون الكاتب الفرنسي الشهير مؤلف كتاب سيكولوجية الجماهير الذي وضعه قبل اكثر من قرن ،،أن الجماهير لا تعقل، فهي ترفض الأفكار أو تقبلها كلا واحداً، من دون أن تتحمل مناقشتها. .، يرى أن من أهم خصائص الجمهور النفسية انطماس شخصية الفرد وانخراطه في سيل الجمهور، والذي سيترتب عليه تخليه عن عقله الواعي ومنطقيته ،،كذلك تتميز الجماهير بانفعالها وتطرفها ، فهي تستطيع أن تعيش كل أنواع العواطف، وتنتقل من النقيض إلى النقيض بسرعة البرق وذلك تحت تأثير المحرضات السائدة، وتظهر النزعات التعصبية العرقية و تستطيع هنا القوى المحلية والخارجية تحريضها ،واثارة غضبها ،، و يسهل جرها لتعميم الحالات الفردية والخاصة، فهل مازالت جماهير جوستاف لوبون هي الجماهير الان، ؟؟ في كثير من الحالات يمكننا ان نصدق هذا ونراه واضحا خاصة بعدما شهدنا في سنوات قليلة ماذا يحدث لنا ،، لكن يمكننا في المقابل ان نلاحظ تغييرات ضخمة على الجماهير ،، التي أثرت فيها وسائل الاعلام الاجتماعية التي جعلت من الفرد مرسلا لرسائل عديدة ، له رأي يعبر عنه، ويستطيع ان يناقش ويخالف ويفكر خارج السرب الجماهيري المحتشد باتجاه رئيسي ،، بل ان النظرة القديمة التي كانت تصنف الاعلامي قائد رأي في مجتمعه تعرضت لتغييرات بعدما أحس الجميع انهم يمتلكون الإطلاع على وكالات الأنباء عبر مواقعها والصحف الدولية والمحلية ، وما يتداوله الناس حول الموضوعات ، فحدث التغير في مفهوم قيادة الرأي، ما يعكس احتياجنا لافكار جديدة تدرس الجماهير الجديدة التي لم تعد تتلقى فقط او تتفاعل مع الاعلام فحسب وإنما صارت شريكا في صناعته . المشهد.. لا سقف للحرية المشهد.. لا سقف للحرية